مرسوم رئاسي سهل منح الجنسية للمتعاقدين الأجانب مع الجيش الروسي … موسكو تحذر لندن من عواقب تزويد كييف بالسلاح
| وكالات
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما لتسهيل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين أبرموا عقوداً مع الجيش الروسي خلال فترة العملية العسكرية الخاصة، على حين حذرت موسكو من أن خطط لندن تزويد أوكرانيا بأسلحة إضافية من شأنها أن تلحق مزيداً من الدمار في العلاقات.
وذكر موقع قناة «روسيا اليوم» أمس أن بوتين وقع على مرسوم ينص على تسهيل منح الجنسية الروسية للأجانب الذين أبرموا عقوداً مع الجيش الروسي خلال فترة العملية العسكرية الخاصة.
ووفقاً للوثيقة، التي نشرت على بوابة المعلومات القانونية، يتم إجراء تعديلات على المرسوم الرئاسي الصادر في 30 أيلول 2022 «بشأن الحصول على الجنسية الروسية بطريقة مبسطة للمواطنين الأجانب والأشخاص عديمي الجنسية ممن أبرموا عقوداً للخدمة العسكرية»، بحيث «يتمكن الأجانب والأشخاص عديمو الجنسية ممن أبرموا عقودا للخدمة العسكرية لمدة عام واحد خلال العملية العسكرية بأوكرانيا من التقدم بطلب للحصول على الجنسية بطريقة مبسطة، كما يتم تقديم إجراءات مبسطة لأفراد عائلاتهم».
بموازاة ذلك، صرح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف بأن لدى الكرملين موقفاً سلبياً تجاه خطط لندن تزويد أوكرانيا بأسلحة إضافية، مؤكداً أن هذا الأمر لن يؤثر على مسار العملية الخاصة.
وقال بيسكوف في تصريحات صحفية أمس: «لدينا موقف سلبي للغاية بشأن هذا، حيث تظهر بريطانيا أنها في طليعة الدول التي تواصل ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا، ونكرر مرة أخرى أن هذا لن يكون له أي تأثير كبير وأساسي على مسار العملية الخاصة، لكن هذا بالطبع يؤدي إلى مزيد من تدمير العلاقات، وهذا يؤدي إلى مزيد من الإجراءات الانتقامية، وهذا يصعد الأمر أكثر بالنسبة لأوكرانيا».
كلام بيسكوف جاء بعد وصول الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي إلى لندن أمس تزامناً مع إعلان الحكومة البريطانية عزمها تسليم نظام كييف «مئات» الصواريخ المضادة للطائرات والمسيرات الهجومية.
ويلتقي زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وتأتي زيارته في إطار جولة أوروبية قادته إلى روما وبرلين وباريس، يبحث فيها عن تعهد عسكري إضافي من حلفائه قبل الهجوم المضاد الذي يقول إن جيشه يعده ضد القوات الروسية.
وقبل وصوله إلى لندن، قال زيلينسكي في تغريدة على «تويتر»،: «كانت المملكة المتحدة رائدة في تزويدنا بمعدات برية وجوية إضافية، وسيستمر هذا التعاون».
وتزامناً مع وصول زيلينسكي إلى بريطانيا أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية في بيان أوردته «فرانس برس» أنها ستسلم أوكرانيا «مئات» الصواريخ المضادة للطائرات والمسيرات الهجومية التي يصل مداها إلى أكثر من 200 كيلومتر.
وأوضحت رئاسة الحكومة أن هذه التجهيزات سيتم تسليمها «خلال الأشهر المقبلة فيما تستعد أوكرانيا لتعزيز مقاومتها للغزو الروسي الجاري».
ونقل البيان عن سوناك قوله «إنها لحظة حاسمة لمقاومة الأوكرانيين في مواجهة العدوان الرهيب الذي لم يختاروه».
والأسبوع الماضي، أعلنت بريطانيا تزويد كييف بصواريخ «ستورم شادو» بعيدة المدى.
وأول من أمس، تعهدت فرنسا حين التقى زيلينسكي بالرئيس إيمانويل ماكرون، بتدريب عدد من الكتائب الأوكرانية وتجهيزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة من طراز «ايه أم اكس-10 ارسي» التي تُستخدم غالباً في مهام الاستطلاع.
وفي برلين، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس الأحد دعم بلاده لكييف «طالما كان ذلك ضرورياً»، وأعلن عن خطة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 2.7 مليار يورو، تشمل العديد من الدبابات والعربات المدرعة وأنظمة الدفاع المضادة للطائرات.
من جهة ثانية، علق المتحدث باسم الكرملين على مزاعم صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية بأن مؤسس شركة «فاغنر» عرض على كييف في كانون الثاني الماضي تزويدها بمواقع الجنود الروس.
وقال بيسكوف: «الأمر هو تلفيق آخر وبمنزلة بالون اختبار، لسوء الحظ، حتى المطبوعات المحترمة في السنوات الأخيرة باتت تنتهج ذلك».
وزعمت «واشنطن بوست»، نقلاً عن وثائق قالت إنها للمخابرات الأميركية حصلت عليها، أن مؤسس مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، «قدم لأوكرانيا بيانات عن مواقع القوات الروسية لمهاجمتها، وأنه أبلغ أوكرانيا بأنه في حال انسحاب قواتها من ضواحي أرتيوموفسك فسيزودها بمواقع الجنود الروس».
ميدانياً، أفادت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا بتدمير 21 مسيرة أوكرانية وصواريخ أميركية وصاروخ بعيد المدى بريطاني الصنع وإسقاط مروحيتين في دونيتسك وتصفية نحو 650 مسلحاً، على المحاور كافة.