انطلاق فعاليات إحياء ذكرى النكبة بمقر الأمم المتحدة.. واشتيه: مستمرون بالنضال … عباس يطالب بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة
| وكالات
انطلقت بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، بحضور ومشاركة رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أمس الإثنين الفعاليات التي أقرتها المنظمة الدولية، لإحياء الذكرى الخامسة والسبعين للنكبة، وذلك بالتزامن مع إحياء الفلسطينيين ذكرى النكبة الفلسطينية، في سلسلة فعاليات في كل المحافظات الفلسطينية.
وطالب عباس في كلمة خلال فعاليات إحياء النكبة، بتعليق عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة، وقال: بريطانيا والولايات المتحدة تتحملان مسؤولية مباشرة عن زرع الكيان الإسرائيلي في أرضنا التاريخية.
وحسب موقع «روسيا اليوم» تابع عباس: «بريطانيا أعطت فلسطين لليهود، لماذا لم تعطهم أرضاً بريطانية؟ موضحاً: حكم القانون الدولي هو وعد من لا يملك لمن لا يستحق، مضيفاً: «زعموا أن الفلسطينيين تركوا بلادهم طواعية وحقيقة الأمر أنهم هبوا للدفاع عن أرضهم بأبسط ما لديهم».
وتساءل عباس: «كيف تكون حروب إسرائيل دفاعية وهي شرّدت نصف سكان فلسطين من أرضهم عام 1948»؟
وحسب وكالة «وفا» الفلسطينية، قالت الهيئة الدولية في موقعها الإلكتروني إنه لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، ووفقًا للتفويض الممنوح من الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في 30 تشرين الثاني 2022 يتم إحياء هذه الذكرى من خلال تنظيم حدثين بمقر الأمم المتحدة، يتشارك في تنظيمهما اللجنة والبعثة المراقبة الدائمة لفلسطين لدى الأمم المتحدة.
وتسلط هذه الذكرى، وفق الأمم المتحدة، الضوء على أطول أزمة متفاقمة للاجئين في العالم، وتعد تذكرة على أن أكثر من 5.9 ملايين لاجئ من فلسطين مسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، لا يزالون يعيشون وسط نزاع وعنف واحتلال، ويتطلعون إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وتمت دعوة جميع أعضاء الأمم المتحدة ومراقبيها لحضور الفعاليات، إضافة إلى المنظمات الحكومية الدولية ومنظمات المجتمع المدني وكذلك الجمهور.
وقبل ذلك، أكد رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية أن الشعب الفلسطيني مستمر في النضال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، واسترداد حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحق العودة للاجئين.
ونقلت «وفا» عن اشتية قوله: إن «الأمم المتحدة تحيي اليوم لأول مرة في تاريخها ذكرى النكبة، حيث سيقدم الرئيس محمود عباس باسم 14 مليون فلسطيني قصة أصحاب الأرض الحقيقيين ضحايا نكبة عام 1948، ويفند الرواية الإسرائيلية المزيفة والكاذبة».
وأوضح اشتية أن الفلسطينيين يقدمون الشهداء يومياً في الضفة الغربية وفي قطاع غزة المحاصر، ويثبتون أنه حتى وإن مات الكبار فإن الصغار لا ينسون وبعد 75 عاماً من النكبة آن الأوان لصحوة الضمير العالمي والبدء برفع الظلم التاريخي الذي ألحقته الحركة الصهيونية والنظام الدولي بالشعب الفلسطيني الذي تعرض لأكبر مذبحة وعملية سرقة وانتزاع للملكيات في التاريخ الحديث.
وأشار اشتية إلى أن الأمم المتحدة أنشأت قاعدة بيانات لممتلكات اللاجئين الفلسطينيين توضح بالتفصيل نزع الملكية الذي عانى منه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتوثق أملاك كل فلسطيني، مشدداً على أنه ما ضاع حق وراءه مطالب، وأن لكل فلسطيني الحق في المطالبة بالتحقق من ممتلكاته ورفع الدعاوى أمام المحاكم الدولية لاستعادة حقوقه التي سلبها الاحتلال.
وفي سياق متصل، أحيت مدارس فلسطين فعاليات الذكرى الـ75 للنكبة، حيث رفع الطلبة علم فلسطين ومفاتيح بيوت أجدادهم ولافتات تندد بظلم الاحتلال وجرائمه المتواصلة، وأخرى تؤكد على التمسك بحق العودة باعتباره حقاً أصيلاً لا يسقط بالتقادم, وأكدت وزارة التربية الفلسطينية أن الأجيال الناشئة ستبقى متشبثة بالوعي الوطني ووفية لعهد الشهداء والأجداد الذين ذاقوا مرارة التهجير القسري تواصل درب النضال في سبيل الدفاع عن الحقوق حتى استعادتها كاملة ودحر الاحتلال.
وجاء إحياء الفلسطينيين، الذكرى الـ75 للنكبة، في وقت أعلنت فيه اللجنة الوطنية العليا لإحياء الذكرى سلسلة فعاليات، في كل المحافظات الفلسطينية، إذ جرت الفعالية المركزية في مدينة رام اللـه بالضفة الغربية، حيث انطلقت مسيرة مركزية من أمام ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وجابت شوارع المدينة، وانتهت بمهرجان مركزي.
وعند ظهر أمس، دوت صفّارات الحداد لـ75 ثانية وهي سنوات النكبة، وخلال المسيرة حمل الفلسطينيون أسماء القرى التي يزيد عددها على 520 قرية، والتي دمّرتها قوات الاحتلال عام 1948، وأسماء المدن الفلسطينية، والأعلام الفلسطينية.
ووفقاً لوزارة الخارجية الفلسطينية، فإن 70 بالمئة من الشعب الفلسطيني في العالم من اللاجئين، والفلسطينيون يمثّلون 1 من كل 3 لاجئين حول العالم، ونصف اللاجئين الفلسطينيين لا يحملون جنسية.
بدورها أكدت لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة، الوقوف مع الأسرى لإحياء الذكرى الـ«75» للنكبة، وأشارت في بيان، إلى أن إفرازات وتحديات المنظومة الاستعمارية الصهيونية وآلة القمع الفاشية التي تنفذ من خلالها أفظع سياسات القتل والإقصاء الممنهج ما تزال مستمرة بحق الشعب الفلسطيني الصامد في كل مكان.
ولفتت إلى أن إحياء ذكرى النكبة لا يعني بأي شكلٍ من الأشكال «انتهاءها كحدث تاريخي مؤسف في عام 1948، بل استمراريتها وتمددها من خلال أفظع أدوات وإجراءات الاحتلال الصهيوني الفاشي» الهادف إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم وبلادهم.
من جهتها، قالت وزارة الأسرى والمحررين إن قضية الأسرى ما زالت تُشكل أحد أهم معالم الصراع مع هذا المحتل، فرغم مرور 75 عاما على النكبة، إلا أن «شريحة الأسرى ما تزال تدفع ضريبة المواجهة والصمود في وجه الاحتلال».
واعتبرت الوزارة أن الحركة الأسيرة تُثبت اليوم، من خلال دعوتها لجموع الأسرى بالوقوف 75 ثانية لإحياء ذكرى النكبة، أنها ما زالت تواكب تطورات القضية الفلسطينية بكل ثوابتها، على الرغم من محاولات الاحتلال عزلها عن الواقع وعن القضية ووضعها على رفوف النسيان.
في غضون ذلك، استشهد فلسطيني وأصيب واعتقل آخرون أمس خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مناطق متفرقة بالضفة الغربية.
وذكرت «وفا» أن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم عسكر شرق نابلس وسط إطلاق الرصاص، ما أدى إلى استشهاد الشاب صالح صبرة (22 عاماً) وإصابة آخر.