اللاشمانيا تؤرق المواطنين بحماة.. والوحدات الإدارية تتحمل المسؤولية الأكبر بتفشيه … رئيس مركز المكافحة لـ«الوطن»: 7 بالمئة زيادة الإصابات عن العام الماضي
| حماة- محمد أحمد خبازي
يشكو مواطنون بحماة وأريافها من تفشي مرض اللاشمانيا بينهم، نتيجة تردي الوضع البيئي وتدهور واقع النظافة العامة، مؤكدين أنهم يعانون كثيراً من هذا المرض لكونه مرضاً معنِّداً ويترك على أجسادهم آثاره السيئة، إضافة إلى صعوبة العلاج وطول فترته.
وبيَّنَ المواطنون أن مراكز العلاج لا تقصر بتقديم كل ما يحتاجونه من رعاية واهتمام، ومن دواء مجاني، ولكن المشكلة تكمن في تراكم القمامة وروث الحيوانات في المناطق السكنية وبين الحظائر التي يربي فيها الأهالي حيواناتهم، وفي عدم إمكانية ترحيلها من قبل الوحدات الإدارية بشكل يومي.
من جانبه، بيَّن رئيس مركز اللاشمانيا في حماة الدكتور باسل إبراهيم لـ«الوطن» أن عدد الإصابات المسجلة في المحافظة منذ بداية العام، زادت عن العام الماضي بين 6 و7 بالمئة لتصبح بحدود 11770 إصابة.
وأوضح أن اللاشمانيا مرض بيئي بامتياز، وتتحمل الوحدات الإدارية الجزء الأكبر من المسؤولية في تفشيه بين الناس، وخصوصاً بين الفئة العمرية الشابة، كالعسكريين الذين يخدمون في مناطق محررة من الإرهاب ويتنقلون بينها.
ولفت الإبراهيم إلى تحسن الوضع العام في منطقة صوران بريف حماة الشمالي، التي شهدت استقراراً للأهالي فيها، واهتمامهم للنظافة العامة، بخلاف بعض المناطق الريفية الأخرى التي تشهد زيادة بالإصابات، نتيجة انعدام أو ضعف الإصحاح البيئي، كما في بعض قرى منطقة الغاب وقلعة المضيق، وإضافة إلى ذلك إن قدوم الوافدين لحماة من مناطق موبوءة يشكل عاملاً مهماً في زيادة الإصابات والعدوى.
وذكر الإبراهيم أن النسبة الأكبر من الإصابات تركزت في حي الصواعق بحماة، وبأرياف المحافظة الشمالي والشرقي والغربي كالرهجان والمفكر وأم الميال والرملية والسمرا وكفرنبودة وكفرزيتا واللطامنة ولطمين وكوكب ومعان ومورك وطيبة الإمام وكرناز والمغير والجلمة، وبعض الإصابات في قرى منطقة مصياف، كالمحروسة وكفرعقيد وسيغاتا ودير الصليب.
ولفت إلى أن مديرية الصحة بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أرسلت فرقاً جوالة لمعالجة المصابين في تلك المناطق، ولتنفيذ جولات على المدارس، مؤكداً أن المديرية وزعت أكثر من 4500 ناموسية مبللة بالمبيد الحشري الخاص ضد مرض اللشمانيا للوقاية من ذبابة الرمل الناقل للطفيلي إضافة إلى تنفيذ حملات رش رذاذية.
كما أطلق البرنامج الوطني لمكافحة اللاشمانيا في مديرية الصحة، وعلى عدة أيام حملة رش مبيد حشري منزلي بؤري لمكافحة نواقل مرض اللاشمانيا الذباب الرملي، والبداية كانت من مشاع حي النصر ومنطقة الشهباء في مدينة حماة وبلدة دير الصليب وكفر عقيد في منطقة مصياف، وطيبة الإمام في منطقة صوران، وفي منطقتي سلمية والسقلبية.
وأضاف: إن حملة المكافحة تستهدف منازل الأهالي في الأماكن الأكثر إصابة باللاشمانيا، وذلك بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومحافظة حماة والبلديات المعنية والمراكز الصحية، وفق الخريطة الوبائية لتوزيع الإصابات وانتشارها. ويزود مشرفو المجموعات بمهمة ممهورة بختم المركز للتواصل مع الأهالي وإقناعهم بأهمية الرش والإجراءات المطلوبة لسلامتهم وجودة العمل.
وحملة الرش هي إحدى الوسائل التي ينظمها البرنامج الوطني لأجل الحد ما أمكن من ازدياد الإصابات والسيطرة عليها ضمن الوضع البيئي الراهن، وواقع الخدمات العامة وضعفها نتيجة أزمة الإمكانات المتوافرة.
وأشار الإبراهيم إلى وجود نحو 60 مركزاً في مختلف مناطق المحافظة، تقدم الخدمات العلاجية من اللاشمانيا للمصابين به، وهي مزودة بكل الإمكانات والوسائل والأدوية الضرورية للمكافحة والمعالجة.