تعرض فلاحو سهل عكار في محافظة طرطوس المنتجون لمادة البطاطا لخسائر جسيمة جداً هذا الموسم بسبب بيع إنتاجهم من المادة بأسعار متدنية جداً وتقل كثيراً عن التكلفة، حيث بيع الكيلو الواحد بين 300-700 ليرة سورية على حين كلف الفلاح أكثر من 1500 ليرة سورية.
وقد أدى هذا الواقع المرير لارتفاع الصوت عالياً من الفلاحين واتحادهم دون نتيجة حيث انهمرت شكاويهم على الجهات المعنية في المحافظة والعاصمة منذ بداية إنتاج هذا الموسم لكن ولأسباب مختلفة بقي الوضع على ما هو عليه واستمرت عمليات البيع بالأسعار القليلة ما أدى إلى وقوع خسائر جسيمة.
ويقول عدد كبير من الفلاحين المنتجين في شكوى لـ«الوطن»: نحن كمزارعين نتعامل مع إنتاج حيث لا يحتمل التأجيل فإنتاجنا للمستهلك مباشرة ولا يحتمل التأجيل، ومستلزمات الزراعة من معامل الأدوية والأسمدة والمشتقات النفطية والعبوات من فلين وأكياس وكرتون مسعرة بالدولار، علماً أننا لا نعرف عنه شيئاً إلا عندما ترتفع أسعار العبوات والأدوية الزراعية والأسمدة والمازوت والبذار لأنهم يحاسبوننا عليه!
وأضافوا: الموسم الحالي عندما اشترينا بذار البطاطا كان الطن الواحد بسعر 1400 دولار واليوم سعر الطن على الدولار نحو 13 مليون ليرة يعني زاد علينا الضعف ونتعامل مع تجار أدوية وأسمدة أكثر من نصفها مغشوشة ودون فعالية مع غياب الرقابة كما نعاني من الوقت يعني الآن موسم حصاد البطاطا ونحن مضطرون أن نقلع الإنتاج بأقل من شهر حتى لا نغرق السوق مع إنتاج حماة وتنزل الأسعار أكثر بكثير مما نبيع به ونحن معاناتنا كبيرة وكثيرة وكمزارعين لا نشكو لكن وصلنا لحالة من اليأس فالبذار وصلنا مضروباً ومخالفاً للمواصفات ولم يفكر فينا أحد ترى أين الرقابة؟ لقد زرعنا اليوم لكن الموسم القادم سنتوقف عن الزراعة إذا لم يجدوا لنا حلاً بالمختصر تكلفة زراعة طن البطاطا تكلف اليوم أكثر من عشرين مليوناً على حين مبيعه بالحد الأعلى للموسم الحالي كان عشرة ملايين يعني كل مزارع زرع عشرين طناً خسارته أكثر من 250 مليون؟
رئيس اتحاد فلاحي طرطوس أوضح أن الاتحاد تلقى العديد من الشكاوى بهذا الخصوص من المنتجين في سهل عكار وقام بمخاطبة الاتحاد العام للفلاحين ومماجاء فيه: نحيطكم علماً بورود الكثير من الشكاوى من الفلاحين مزارعي البطاطا وبعد القيام بجولات ميدانية على الواقع تبين وجود إنتاج كبير وفائض على السوق وبأسعار زهيدة لا تغطي تكلفة الإنتاج يرجى التدخل والعمل على تسويق المحصول إنقاذاً للفلاحين من خسائر كبيرة تؤدي إلى عزوفهم عن الزراعة في العام القادم.