إعلام العدو اتهمه بالكذب: أصبحنا محكومين بالعيش من جولة إلى أخرى! … توافق داخل الكيان على إخفاق نتنياهو بتحقيق أهداف العدوان على غزة
| وكالات
أجمع خبراء صهاينة ووسائل إعلام إسرائيلية على إخفاق رئيس حكومة الاحتلال بتحقيق أي من أهداف العدوان الأخيرة على قطاع غزة المحاصر ولاسيما محاولة إعادة الردع الصهيوني ومنع تآكله في مقابل قوة المقاومة الفلسطينية، وأكدوا أن الردع لم يتغير، حيث لم يتمكن رئيس حكومة كيان العدو بنيامين نتنياهو من تحقيق هدفه، فهو لا يمكنه ضمان عدم إطلاق صواريخ من غزة عند أي استفزاز صهيوني أو اعتداء على الفلسطينيين في غزة أو الضفة أو حتى القدس.
وحسب استطلاعات الرأي في الداخل الصهيوني فإن هذا التآكل لا يزال موجوداً، وأشار استطلاع أجرته «القناة 12» إلى عدم تغير الردع الصهيوني ضد غزة، حيث اعتبر 49 بالمئة من الصهاينة أن العملية لم تعزز الردع بل أضعفته، فيما اعتبر 42 بالمئة فقط أن العملية عززت الردع.
وحسب موقع «المنار»، فإن استطلاع الرأي هذا لم يكن سوى مؤشر من كثير من المؤشرات التي طرحها الخبراء الصهاينة، بدءاً من صحيفة «يديعوت أحرنوت» التي وصفت نتنياهو بالكاذب، قائلة: «كذب نتنياهو عندما قال: إنه غيّر الردع مع غزة، العكس هو الصحيح، نحن محكومون بأن نعيش من جولة إلى جولة».
الجنرال احتياط يتسحاق بريك، عقب على ادعاءات رئيس الحكومة وبعض المسؤولين والمحللين بأن الجولة الأخيرة حققت إنجازات وغيرت المعادلات وساهمت في ترميم قوة الردع، مؤكداً بأن هذه الجولة وما سبقها من جولات لم تحقق الحسم ولم تغير من الواقع شيئاً، مشيراً إلى أن سلاح الجو لم يتمكن من خفض كثافة إطلاق الصواريخ على مدار الجولة بل تضاعفت في بعض الأحيان، وذلك على الرغم من الحديث عن قصف منشآت الصواريخ ومخازنها.
وأوضح بريك أن من يعتقد بأن الاغتيالات أو قتل قيادة الجهاد وقيادة حماس سيؤدي إلى تغيير الواقع فهو واهم ومخطئ «لأن الأمر لا يتعلق بشخصيات وقيادات يمكن استبدالها، فهي مرتبطة بإيديولوجية ورغبة ودافعية للاستمرار في القتال»، معتبراً أن الحديث عن تحقيق انتصار في الجولة الأخيرة هو مجرد محاولة لذر الرماد في العيون وتجاهل ما حدث حينما تمكنت المقاومة من شل الحياة في إسرائيل لمدة خمسة أيام ودفعت بالآلاف للنزوح عن أماكن سكنهم.
وأشار بريك إلى أن الجولة الأخيرة كشفت عن مشكلة الكيان وهي إمكانية اتساع رقعتها والدخول في معركة إقليمية شاملة أكثر خطراً، لأنها ستتعرض خلالها لإطلاق الآلاف من الصواريخ والمسيرات يومياً وما يترتب عليها من دمار وخسائر مادية وبشرية كبيرة، من دون توافر الاستعدادات للتعامل معها بسبب انشغالها في المعركة بين الحروب والجولات القتالية أمام غزة بين الحين والآخر.
أما الجنرال احتياط جرشون كوهين، فقد وصف الجولة بأنها «عملية جراحية موضعية لا ترقى للمستوى المطلوب»، واصفاً من يدعي ذلك بأنه لا يفهم شيئاً ويتجاهل ما يحدث على أرض الواقع.
ووجه كوهين انتقاداً للمستوى السياسي والعسكري «لأنهم قرروا هذه العملية من دون معرفة كيفية إنهائها»، كما أشار إلى أنه ليس من السهل على الكيان المؤقت الدخول في معركة حاسمة أمام «حماس» وأمام جميع الفصائل العاملة في غزة لأنها ستكون بحاجة لقوات برية كبيرة وهو ما لا يتوافر حالياً بسبب النقص في القوات البرية، ولفت إلى أن دخول تل أبيب ضمن دائرة الاستهداف الصاروخي يردع حكومة إسرائيل لأنه تسبب بشلل لسير الحياة العامة.
وحول المرحلة المقبلة، قال رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين: «علينا جميعاً أن نتجهز لموجة العمليات القادمة أو جولة إطلاق الصواريخ القادمة، لأنها ستأتي في مسيرة الإعلام القريبة، وإن لم تحدث، فبعد وقت قصير، وسيكون من الجيد أن تتذكروا، حينها، أنه لم يتغير شيء بفعل الاغتيالات، ومن الجيد أن نتجهز مرة أخرى للجولة المقبلة بأسرع ما يمكن».
في الخلاصة، وحسب الخبراء الصهاينة فإن الحديث عن تحقيق انتصار للكيان في الجولة الأخيرة هو مجرد محاولة لذر الرماد في العيون وتجاهل ما حدث حينما تمكنت المقاومة من شل الحياة في الكيان المؤقت لمدة خمسة أيام ودفعت بالآلاف للهرب عن أماكن سكنهم، مع استمرار إطلاق الصواريخ حتى الدقيقة الأخيرة من وقف إطلاق النار، وهنا الحديث فقط عن معركة بين الكيان المؤقت وفصيل واحد من فصائل المقاومة، فكيف إذا تحولت المعركة إلى رقعة جغرافية أكبر، هل سيصمد الكيان أمام وحدة الساحات؟