أكدت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ بوست» الصينية أن سلاح العقوبات الذي تستخدمه دول الغرب بقيادة الولايات المتحدة ضد البلدان الأخرى تتسبب بتدمير اقتصادات هذه الدول وإفقار شعوبها ووقوع عدد لا يحصى من الوفيات.
وقال أليكس لو وهو كاتب عمود في الصحيفة اليومية: إن «دول مجموع السبع بقيادة واشنطن تمارس نفاقاً واضحاً للغاية من خلال الإعلان عن تدابير لمواجهة ما دعته بـ«الإكراه الاقتصادي» ضد دول محددة، فيما هي من تمارس هذا السلوك بشكل فاضح لا يمكن السماح به».
وأوضحت الصحيفة أن تقريراً أصدره مركز البحوث الاقتصادية والسياسية الذي يتخذ من واشنطن مقراً له تحت عنوان «العواقب الإنسانية للعقوبات الاقتصادية» يشكل دراسة شاملة حول الآثار المروعة للعقوبات غير القانونية التي تقودها الولايات المتحدة على الشعوب المستهدفة مع التركيز بشكل خاص على إيران وأفغانستان وفنزويلا.
وقال «لو»: «إذا كنت تريد أن تعرف كيف دمر الإكراه الاقتصادي الحقيقي اقتصادات بأكملها ودفع شعوباً بأكملها إلى فقر مدقع، وتسبب في عدد لا يحصى من الوفيات اقرأ التقرير».
وأوضح «لو» أن نسبة مذهلة تبلغ 27 بالمئة من البلدان حول العالم خاضعة حالياً لعقوبات غربية متفاوتة الشدة، وبما أن اقتصادات هذه البلدان بمجموعها تمثل 29 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، فإن العقوبات لا تؤدي إلى إفقار الشعوب فحسب، بل تسبب عبئاً كبيراً على الاقتصاد العالمي.
ولفت إلى أن العقوبات الأميركية قد تتسبب في انخفاض دخل الفرد بنسبة تصل إلى 26 بالمئة في بلد ما، وهو ما يعادل التسبب في كساد كبير، كما أنها تؤدي إلى انخفاض في متوسط العمر المتوقع بين 1.2 و1.4 سنة، أي ما يعادل آثار الوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد 19 على متوسط عدد السكان.
وأشار إلى أنه حتى إن كانت هذه الحروب الاقتصادية التي تشن عبر العقوبات تبدو غير دموية بالنسبة لأولئك الذين ينفذونها «فإن الواقع على الأرض يمكن أن يكون فظيعاً بالقدر نفسه».