سورية

المندوبون وكبار المسؤولين عقدوا اجتماعهم أمس واجتماع وزراء الخارجية التحضيري لـ«قمة جدة» اليوم … سوسان: هذا عصر التكتلات والعمل العربي المشترك هو الطريق الوحيد لتحسين الموقف العربي والدفاع عن مصالحنا

| الوطن - وكالات

وسط استمرار الترحيب بمشاركة سورية، تواصلت الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المقرر عقدها في مدينة جدة السعودية بعد غَدٍ الجمعة، حيث انعقد أمس اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين وأكد خلاله معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، الذي ترأس وفد سورية في الاجتماع، على أن هناك إدراكاً بضرورة أن تكون القمة فاتحة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك وتجاوز الماضي والتطلع للمستقبل.

وتحدث سوسان في كلمته حسبما ذكرت وكالة «سانا»، عن اهتمام سورية بالعمل العربي المشترك وتعزيز علاقتها مع البلدان العربية بشكل ثنائي وجماعي، معرباً عن الشكر والتقدير للجزائر والمملكة العربية السعودية على حسن الاستضافة ولجميع الدول المرحبة بسورية.

وضم الوفد السوري مندوب سورية الدائم في الأمم المتحدة السفير بسام الصباغ ومدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين السفير رياض عباس ومدير إدارة المنظمات بوزارة الخارجية قصي الضحاك ومدير مكتب وزير الخارجية جمال نجيب ومن مكتب الوزير إيهاب حامد وإحسان رمان.

وفي مستهل الجلسة جدد السفير الجزائري بالقاهرة والمندوب الدائم لدى الجامعة العربية حميد شبيرة في كلمة له، ترحيبه بوجود الوفد السوري في هذه الاجتماعات، مؤكداً ضرورة وحدة الصف والتضامن بين الدول العربية.

وقال شبيرة: نجتمع اليوم في ظل تطورات خطيرة تمر بها الساحة الفلسطينية جراء اعتداءات قوات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، مشدداً على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتحرك العاجل لحماية الشعب الفلسطيني.

من جهته قال وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون الدولية السفير عبد الرحمن إبراهيم الرسي في كلمة بعد تسلمه رئاسة اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين: نرحب بوفد سورية المشارك بالاجتماع ونتمنى لهم كل النجاح، مؤكداً أن السعودية مدت يدها إلى الأشقاء إيماناً بأهمية العمل العربي المشترك وستواصل العمل لمتابعة هذا الأمر ولاستكمال مسيرة الجامعة العربية.

تلا ذلك جلسة عمل مغلقة لمناقشة مشروع جدول أعمال القمة ومشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول أعمال القمة.

وفي تصريح للصحفيين عقب اللقاء قال سوسان: تم خلال الجلسة الصباحية للاجتماع على مستوى كبار المسؤولين مناقشة مشاريع القرارات المدرجة على جدول الأعمال، وأضاف: «أستطيع القول إن الاجتماع اليوم دار بأجواء جدية والكثير من الصراحة».

وأوضح سوسان، أن «هناك إدراكاً بضرورة أن تكون قمة جدة فاتحة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، وتجاوزاً لماضي السنوات العجاف التي انعكست بكل آثارها على دولنا جميعاً».

وأضاف: «تجلى ذلك بتلك المشاعر الحارة والترحيب الكبير بوجود الوفد السوري في هذه الاجتماعات والذي اعتبره الكثيرون بأنه سيشكل إضافة نوعية للعمل العربي المشترك وهذا ما نسعى إليه جميعاً كعرب بمختلف دولنا لأن يكون عملنا واحداً موحداً يؤدي إلى تحصين الموقف العربي وإلى الاستجابة إلى مختلف التحديات التي تتعرض لها أمتنا العربية وبشكل خاص تحدي التنمية والمتغيرات على الساحة الدولية والتي تستوجب منا جميعاً عمل كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار لدولنا والرفاه لشعوبنا.

وأعرب سوسان عن أمله في أن تكون هذه القمة على مستوى تطلعات شعوبنا، مشيراً إلى أن مشاريع القرارات التي تمت مناقشتها تتعلق بكل القضايا المطروحة على الساحة العربية مثل السودان وليبيا، وموضوع المهجرين السوريين، لافتاً إلى أن هناك جدية في التعاطي مع هذه القضايا وشفافية ورغبة في الوصول إلى توافق بشأنها.

ورداً على سؤال حول العودة الطوعية للمهجرين السوريين، قال سوسان: «العودة الطوعية هذا شيء مفروغ منه وهو موجود. سورية دائماً تقول إن السوري ليس بحاجة إلى دعوة للعودة إلى وطنه».

وأكد أن الدولة السورية قامت بكل ما يترتب عليها من مراسيم العفو والمصالحات الوطنية، وإجراءات تسهيل عودة المهجرين، لكن تلك العودة لها متطلبات وأهمها توفير الخدمات في مناطق هؤلاء المواطنين، وهنا ندرك التلازم بين عودة المهجرين وإعادة الإعمار التي ستساعد في توفير العودة الكريمة لهم، ولكن هل إعادة الإعمار ممكنة في ظل وجود العقوبات والحصار والإرهاب الاقتصادي؟ مؤكداً أن تلك الدول التي تمارس تلك السياسات هي التي تعوق عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم.

وحول إمكانية الالتفاف على العقوبات والتعاون مع سورية، قال سوسان: لا أريد أن أكون مثالياً ولا طوباوياً، نستطيع إذا أردنا الالتفاف عليها. وأضاف: هناك خشية لدى البعض من الالتفاف على هذه العقوبات وهم تحدثوا لنا بذلك، ولكن نستطيع بالتعاون فيما بيننا وبوسائل كثيرة أن نتجاوز هذه العقوبات، ولاسيما أن الموضوع يتعلق بأمور إنسانية والأمور الإنسانية من المفروض ألا تخضع لهذه العقوبات، أو أن من يفرضها على سورية يدعي ويقول زوراً وبهتاناً أنها لا تمس الوضع الإنساني وهي أكثر ما تمس الوضع الإنساني.

وردّاً على سؤال قال سوسان: هناك حاجة للمزيد من التشاور، تقريباً الأمور في الاجتماعات التمهيدية تم التوصل إلى توافق بشأنها. اليوم من المفروض أن تسير الأمور بشكل سلس ونتمنى أن يدرك الجميع أننا أمام مرحلة جديدة تعني أن نتطلع إلى الأمام ونترك الماضي، دعونا نستخلص العبر وننطلق نحو المستقبل وفي هذا الشيء تكمن الفائدة والمصلحة لنا جميعاً.

وبعد انتهاء الجلسة المسائية لاجتماع المندوبين وكبار المسؤولين، قال سوسان في تصريح له: تم استكمال مناقشة مشاريع القرارات المدرجة على جدول الأعمال والتي تحاكي معظم القضايا الموجودة على الساحة العربية وغداً سيتم عرضها في اجتماع وزراء الخارجية.

وحول موضوع تنظيم كل ما يتعلق بالقمة العربية، قال سوسان: التنظيم جيد على الصعد كافة ولاسيما طريقة إدارة الاجتماعات، فمندوب المملكة العربية السعودية الذي تترأس بلاده اجتماعات القمة أدار الجلسات اليوم بكل حكمة وصبر في بعض الأحيان.

وردّاً على سؤال حول قمة المناخ، قال سوسان: تم الحديث عن هذه المسألة وهناك حماسة كبيرة لدى الجميع تؤكد على أهمية ذلك، لوجود تهديدات من هذا التغير المناخي، قد لا نشعر بها اليوم، لكن يجب أن ندركها حتى لا نعاني ونتألم من هذا الموضوع، وهناك إدراك من الجميع لهذا الخطر.

وشَدّدَ سوسان على أن العمل العربي المشترك هو الطريق الوحيد من أجل تحسين الموقف العربي والدفاع عن مصالحنا وحقوقنا ومن أجل مواجهة التحديات الماثلة أمامنا وتوفير الرخاء للمواطنين في كل دولنا العربية.

وقال: هذا عصر التكتلات فإذا لم نستطع أن نعي ذلك فإن النتائج لن تكون جيدة وهناك وعي عربي كبير وإدراك عميق بأهمية تحسين الموقف العربي.

ومن المقرر أن يعقد اليوم اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية التي ستعقد في الـ19 من الشهر الجاري، وسينظر الوزراء في مشروع جدول أعمال القمة، حيث ستتسلم المملكة العربية السعودية رئاسة القمة من الجزائر، رئيس القمة العربية للعام الماضي، وسيرأس وفد سورية وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الذي وصل أول أمس إلى جدة على رأس وفد رفيع.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن