مندوب فلسطين: قمة جدة ستعتمد قراراً تاريخياً بتعريف النكبة قانوناً وإدانة من ينكرها … أولى الجلسات السياسية للقمة تؤكد على العمل العربي المشترك واجتماع وزراء الخارجية اليوم
| وكالات
مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك كشفت عنها أولى الجلسات التحضيرية لقمة السعودية في شقها السياسي أمس، وجرى التأكيد عليها خلال اجتماع المندوبين وكبار المسؤولين في الجامعة العربية، والذي بحث مشاريع القرارات التي تحاكي معظم القضايا الموجودة على الساحة العربية والتي سيتم عرضها في اجتماع وزراء الخارجية المقرر انطلاقه اليوم.
ويبدأ صباح اليوم اجتماع وزراء الخارجية العرب التحضيري، والذي من المقرر أن ينظر في مشروع جدول أعمال القمة العربية، حيث ستتسلم المملكة العربية السعودية رئاسة القمة من الجزائر، رئيس القمة العربية للعام الماضي، وسيرأس وفد سورية وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد الذي وصل إلى جدة أول أمس، كما سيضم الوفد أيضاً معاون الوزير أيمن سوسان، ومندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ، ومدير إدارة المنظمات الدولية في وزارة الخارجية قصي الضحاك، ومدير إدارة الشؤون العربية رياض عباس، وباسل سكوتي المكلف مندوب دائم للمشاركة في القمة العربية.
وأمس اعتبر معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان أن هناك إدراكاً بضرورة أن تكون قمة جدة فاتحة لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، وتجاوزاً للماضي بكل الآثار التي انعكست على دولنا العربية والتطلع للمستقبل.
وقال سوسان: كان هناك ترحيب كبير بوجود الوفد السوري في هذه الاجتماعات، وأعرب كثيرون عن أن المشاركة السورية ستشكل إضافة كبيرة للعمل العربي المشترك، مضيفاً: «نسعى جميعاً كعرب لأن يكون عملنا موحداً يؤدي إلى تحصين الموقف العربي، وإلى الاستجابة لمختلف التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية، وبشكل خاص تحدي التنمية والمتغيرات على الساحة الدولية، والتي تستوجب منا جميعاً العمل لتحقيق الأمن والاستقرار لدولنا وشعوبنا».
وتابع سوسان: «نأمل بأن تكون هذه القمة على مستوى تطلعات شعوبنا، فالموضوعات التي تمت مناقشتها تتعلق بمختلف قضايا الدول مثل السودان وليبيا، وما يخص عودة المهجرين السوريين، إضافة إلى موضوعات أخرى».
وحول إمكانية الالتفاف على العقوبات والتعاون مع سورية، قال سوسان: هناك خشية لدى البعض من الالتفاف على هذه العقوبات، وهم محقون في ذلك لكن يجب أن نتجاوز هذا الأمر لأن المساعدات الإنسانية يجب ألا تخضع للعقوبات ولكن من يفرضها على سورية يدّعي زوراً وبهتاناً أنها لا تمس الوضع الإنساني.
سوسان اعتبر أن العمل العربي المشترك هو الطريق الوحيد من أجل تحسين الموقف العربي والدفاع عن مصالحنا وحقوقنا لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا، وتوفير الرخاء للمواطنين في كل الدول العربية، مضيفاً: «إن هذا عصر التكتلات فإذا لم نستطع أن نعي ذلك فإن النتائج لن تكون جيدة وهناك وعي عربي كبير وإدراك عميق بأهمية تحسين الموقف العربي».
مندوب دولة فلسطين السفير مهند العكلوك كشف في تصريحات صحفية له أن القمة العربية ستعتمد قراراً بتعريف النكبة قانوناً للمرة الأولى وإدانة من ينكرها، وأن يكون يوم الـ 15 من أيار من كل عام يوماً عربياً ودولياً لاستذكار النكبة، واصفاً الأمر بالإنجاز وأنه مهم وتاريخي.
في غضون ذلك دعا مجلس جامعة الدول العربية، في بيان له أمس إلى «الوقف الفوري لكل الأعمال القتالية في السودان، من دون قيد أو شرط، وتعزيز الالتزام بالهدنة، سعياً نحو عدم تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للشعب السوداني، والحفاظ على مكتسباته وسلامة الدولة السودانية ومؤسساتها ومنشآتها»، جاء ذلك في القرار الصادر عن اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، في جلسته المستأنفة، برئاسة مصر، في سياق مواصلة متابعته تطورات الوضع في السودان.
وأدان المجلس بأشد العبارات «استهداف المدنيين والمنشآت المدنية، وخاصة الطبية منها، وقتل المدنيين أياً كانت جنسياتهم»، وحذر من مغبة وتداعيات تلك الأعمال التي تؤدي إلى «زيادة حدة الصراع، وتعد انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي الإنساني».
وأكد «استعداد الدول الأعضاء لتوفير جميع أشكال الدعم الإنساني الطارئ والمساعدات الطبية والغذائية من خلال المجالس الوزارية المتخصصة وبالتنسيق مع الجهات السودانية الوطنية والمنظمات الدولية والإقليمية».