يحصل بائعو الخبز المنتشر على الأرصفة في عدد من أحياء حلب من الأفران العامة ومن معتمدي الخبز، وبأسعار مضاعفة عن سعره التمويني.
ويتمكن بائعو بسطات الخبز من الحصول على طلبهم من المادة بطرق ملتوية يشوبها الفساد والمحسوبيات، ويحققون أرباحاً كبيرة من «مهنتهم»، في ظل تغاضي أو فشل الرقابة عن أداء دورها لقمع الظاهرة الرائجة في حلب، أو محاسبة القائمين والمعنيين ببيع الخبز «الحر» في الأفران العامة، على الرغم من تسطير مخالفات بحق بعض تلك الأفران من جراء نقص وزن ربطة الخبز الذي هو المدخل الرئيسي لتوفير فائض من الخبز لدى الأفران العامة والخاصة لطرحه في السوق بأسعار مضاعفة لتحقيق هامش ربح أكبر وغير مشروع.
ويقصد سكان المدينة بسطات الخبز للحصول على حاجتهم من المادة، بسبب ازدحام الأفران واضطرار مستحقي الدعم للوقوف فترات طويلة في الطوابير أمام الأفران العامة والخاصة أو بسبب رداءة صنع الرغيف المتوافر لدى معتمدي الخبز في أحياء المدينة.
وتلقى معروضات بعض الأفران على البسطات إقبالاً ملحوظاً من المستهلكين لجودة رغيفها، ولاسيما الفرن الاحتياطي في حي الشهباء الجديدة، حيث يكثر بائعو خبز هذا الفرن على طول الطريق الذي يصل مستديرة العمارة بالمحلق الذي يربط ببن مستديرتي الليرمون والباسل، وكذلك فرن الأكرمية الذي يتوفر خبزه في الشوارع المحيطة به، عدا خبز فرن الرازي المنتشر في المنطقة حوله وخصوصاً تحت الجسر القريب منه باتجاه حي الجميلية.
يقول أحد بائعي الخبز من الأطفال الصغار قرب مستديرة العمارة لـ«الوطن»: أشتري ربطتي خبز عدد ١٤ رغيفاً بسعر ٢٥٠٠ ليرة سورية، وأبيعهما بسعر يتراوح بين ٥ و٦ آلاف ليرة، إلا أن صاحب الفرن لا يبيعني سوى ١٠ ربطات بهذا السعر، وإذا أردت مضاعفة الكمية فتحتسب الربطتان بـ٥ آلاف ليرة، لذلك أنقص عدد الأرغفة لتوفير ربطة أو ربطتين من أجل تحقيق ربح إضافي».
ولدى سؤال بائعي الخبز في حيي الحمدانية وصلاح الدين عن سبب ارتفاع سعر ربطات الخبز التي بحوزتهم على الأرصفة، فإنهم لا يمتنعون عن الإفصاح بأنهم يشترون الربطة المؤلفة من ٧ أرغفة من فرن الحمدانية الآلي بسعر ١٠٠٠ ليرة ويربحون بها ٥٠٠ ليرة من دون ذكر تفاصيل عن كيفية الحصول على الخبز «الحر» ومن خارج البطاقة الذكية وبكميات كبيرة تفي بحاجة السوق.
وبين «خ. م» المدرس في أحد المعاهد الخاصة لـ«الوطن» أنه يضطر لشراء ربطتي خبز يومياً من أحد معتمدي الخبز في مكان إقامته بحي حلب الجديدة شمالي وبسعر ٣٠٠٠ ليرة للربطتين «بدل الوقوف على دور الفرن لأكثر من ساعتين وشراء الربطتين بمبلغ ٢٥٠٠ ليرة، لأنني مستبعد من الدعم بسبب سيارتي»، ولفت إلى أن المعتمد لا يطلب منه بطاقته الذكية لقطع عدد ربطات الخبز «وهذا يعني أنه يبيعني إياها من خارج مخصصاتي»!.