ثقافة وفن

أدوار مشتركة وهموم جيل من الممثلين الشباب .. هل الوجوه الشابة قادرة على ترك بصمة في الدراما السورية؟!

| عامر فؤاد عامر

ممثلان جادان يبحثان عن فرصٍ حقيقيّةٍ تغني التجربة، وتحقق رصيداً مهمّاً، وغنى في المخزون، هما مثال في الصداقة المتينة، عملا على بناء شراكة حقيقيّة منذ أيام الدراسة الأولى في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، ليتابعا مسيرتهما معاً بعد التخرج، وكلٌّ في طريقه المهني والإبداعي الخاصّ. الفنانة «ولاء العزام»، والفنان «مهران نعمو» يتحدّثان للوطن في حوارٍ مشترك، في مسيرة شباب جديد يعمل، ويجتهد ليبني تميّزاً في الدراما السوريّة، ومستقبلها.
مع مبدعي الدراما أوّلاً
الفنان «مهران نعمو» ولأوّل مرّة في مشهد تمثيلي؛ وأمام الكاميرا؛ حالفه الحظ ليكون شريكاً في دوره مع الفنان القدير «بسام كوسا»، وكان ذلك في مسلسل «باب الحارة1» وهي ذكرى مهمّة لفنان يسعى باجتهاد ليكون ممثلاً مختلفاً، وفيما بعد تتالت التجارب لديه ففي «باب الحارة5» كان له مشاهد الضابط الفرنسي الذي يلاحق «إم جوزيف» الشخصيّة التي قدّمتها الفنانة القديرة «منى واصف»، وأيضاً مشهد وحيد مع الفنانة «نادين خوري» في مسلسل «سحابة صيف»، وذلك قبل الدخول للمعهد العالي للفنون المسرحيّة. خلال دراسته في المعهد العالي كانت تجاربه في السينما هي الأبرز فشارك في فيلم «الرابعة بتوقيت الفردوس»، وأيضاً في فيلم «الحرائق» وكلاهما للمخرج «محمد عبد العزيز»، وكذلك في الفيلم القصير «طابة أمل» للمخرج «ميّار النوري» وفي الفيلم الطويل «ليليت سورية» للمخرج «غسان شميط»، أمّا تلفزيونيّاً فكان له مشاركة في لوحة بمسلسل «وطن حاف» من إخراج «فردوس أتاسي».

مشهد فخمسة أدوار
بعد التخرج مشهد مهم في مسلسل «عناية مشددة» للمخرج «أحمد ابراهيم أحمد»، وهو مشهد يحتاج لجهد ممثل حقيقي وكان تحدّيّاً مهمّاً للفنان «مهران نعمو» وكلّ من تابع المشهد يرى تفوّقاً واضحاً في أدائه التمثيلي، فكان مؤثراً جداً وصادقاً فيه وهذا التميز منحه علامة فارقة تدل على مقدرة الفنان في إثبات نفسه ولو من خلال ظهور وحيد فقط، واليوم تتزاحم الفرص على «مهران نعمو» ليكون في رصيده مجموعة من الأعمال سنتابعها في الموسم الرمضاني القادم وهي ثلاثيّة «مدرسة الحبّ»، للمخرج «صفوان نعمو»، وفي مسلسل «نبتدي منين الحكاية» للمخرج «سيف الدّين سبيعي» في شخصيّة «هشام»، ومع المخرج «ناجي طعمة» في مسلسل «لست جارية» وشخصيّة «وائل»، ومع المخرج «أحمد ابراهيم أحمد» في مسلسله الجديد «الزوال» في شخصيّة نبيل» وفي سلسلة «بقعة ضوء» الجديدة والمخرج «سيف الشيخ نجيب».

دائرة الطباشير – الانطلاقة
الفنانة «ولاء العزام» لم يكن لديها تجارب تمثيلّة قبل الدخول للمعهد العالي للفنون المسرحيّة ولكنها حملت بوادرها الفنيّة من خلال لغة انتقاديّة بينها وبين نفسها لما تابعته من دراما وسينما ومسرح كمتلقيّة ولدى متابعتها لمسرحيّة «عربة تدعى الرغبة» من إخراج الفنان «غسان مسعود» وتقول إن هذه الفرجة هي التي حرّضتها لولادة رغبتها في العزم على دراسة فنّ التمثيل، وبتشجيع الأهل ودعمهم لي كنت طالبة في المعهد العالي للفنون المسرحيّة، وفي أثناء المعهد كان لها مشاركة في فيلم «الحرائق» لـ«محمد عبد العزيز»، ورغم العروض التي جاءتها قبل التخرج إلا أنها كانت تؤجل قرارها في التجربة إلى ما بعد التخرّج، وكان لها ذلك لتلعب الشخصيّة البطلة «غروشّا» في مسرحيّة «دائرة الطباشير» من إخراج الفنان «أيمن زيدان»، وتعدّ «ولاء العزام هذه التجربة هي انطلاقتها الحقيقيّة المهمّة التي أحبتّها ولاسيما في التعامل مع الفنان الكبير أيمن زيدان» كما تشير. بعدها كان لها دور في مسلسل «فارس وخمس عوانس»، وشخصيّة «ندى»، وأيضاً في مسلسل «دنيا2015» فكانت ابنة «طرفة» التي جسدتها الفنانة «شكران مرتجى». وحاليّاً تلعب دوراً رئيساً في مسلسل «خاتون» للمخرج «تامر اسحاق» وشخصيّة «خديجة»، وأيضاً في سلسلة «بقعة ضوء13» والمخرج «سيف الشيخ نجيب»، وسينمائيّاً أيضاً كان لها دور في فيلم «رجل و3 أيام» للمخرج «جود سعيد».

اجتهاد مشترك
في المعهد العالي للفنون المسرحية اجتمع «مهران نعمو» و«ولاء العزام»؛ فكانت مشاهدهما مشتركة التقديم ونذكرهما في مشهد جميل جداً اسمه «محطة قطار»، ودور «ظمأ» في مسرحيّة لـ«يوجين أونيل»، وفي مسرحيّة «الحبل» ومسرحيّة «رماد البنفسج» وفي عرض التخرج جسدا مشاهد الزوجين» في عرض «خارج السيطرة» فكانا شريكين ناجحين على مدى 4 سنوات من الدراسة والاجتهاد، فهناك متعة وثقة في العمل المشترك بينهما، وكلاهما يتلقى الانتقاد من الآخر برحابة صدر. وقد انعكست هذه الثقة في حياتهما الشخصيّة ليجسدا معنى الصداقة في حضورهما المميز أينما كانا. فاستمرت هذه الصداقة بعد التخرج، وكذلك ستكون مستقبلاً وما يزالان يفكران بمشاريع مشتركة كمسرحيّة أسرّا للوطن فيها من تأليف المسرحي الكبير «سعد اللـه ونوس».

تماسك ومحبّة
وعن العلاقة مع طلاب الدفعة ذاتها يمكن القول إن هؤلاء جميعاً كانوا من أميز وأجمل الدفعات التي تخرجت في المعهد العالي للفنون المسرحيّة في دمشق في النضوج والتماسك والمحبّة وحبّ الإنجاز للآخر بعيداً عن الكره والغيرة السلبيّة. وقد تشكلت هذه العلاقة الجميلة بين طلاب دفعة 2014 منذ سنتي الدراسة الأولى.

الحلم والرؤية
عن الحلم وما يفضلانه من تجسيد شخصيّات، تقول الفنانة «ولاء العزام»: «أحبّ أن أقدم كلّ أنواع الشخصيّات وأنا أميل قليلاً للشخصيّة التي تحمل تناقضات كثيرة، وأهوى للعب الشخصيّة الشريرة أو الغريبة». أمّا الفنان «مهران نعمو» فيقول: «أُخذ عليّ في المعهد العالي للفنون المسرحيّة أدوار الكوميديا وتكرر ذلك، ولاسيما شخصيّة «أيوب» المضحكة، وهذا ضايقني في الحقيقة، فأنا أحبّ الأدوار التي تحمل تراجيديا وصدق التعبير عن المشاعر والعواطف وهذا ما فرغته في مسرحيّة «هستيريا» من إخراج الفنان «جهاد سعد» حيث تمّ إطلاق لقب «جهاد سعد الصغير» عليّ.

كلمة أخيرة
مهران نعمو: «شكراً لكلّ من ساعدني من الأهل جميعاً، وللشخص الذي كان وجهه حلواً عليّ، ومنحني طاقة الحبّ مؤخراً، ولجريدة الوطن لاهتمامها الدائم».
ولاء العزام: «أشكر جريدة الوطن، التي رأيتها تسلّط الضوء على أشخاص يتعبون ويقدّمون في مجالات إبداعيّة، وهذا ما لاحظته من مراقبتي لما تكتبون، وللأبواب التي تتطرقون إليها، فشكراً لكم، وهذا يعنيني كثيراً».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن