الأمم المتحدة قدرت قيمة احتياجات السودان من المساعدات بأكثر من 3 مليارات دولار … «الدعم السريع» تعتبر دمج الشرطة مع الجيش محاولة للزج بها في الحرب
| وكالات
دخلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في مناطق الخرطوم شهرها الثاني، من دون أي تهدئة ثابتة وطويلة، ومن دون أي أفق للحل، بينما اعتبرت قوات «الدعم السريع» أمس الأربعاء دمج الشرطة مع الجيش محاولة للزج بها في الحرب الدائرة في البلاد، في حين قدرت الأمم المتحدة، بدورها، قيمة احتياجات السودان من المساعدات بأكثر من 3 مليارات دولار.
وحسب وكالة «سبوتنيك» قالت «الدعم السريع»، في بيان لها أمس: إن «الشرطة السودانية ظلت طوال تاريخها مثالاً يحتذى به في القومية والحيادية لولا تدخل قوات الاحتياطي المركزي في الحرب والذي قابلناه بالحسم اللازم على الرغم من تحذيرنا المسبق».
وأعرب البيان عن ثقته بـ«حكمة شرفاء» الشرطة بالتمسك بموقفهم الحالي بعدم الانسياق وراء مخططات من وصفتهم بـ«فلول النظام البائد» والدخول في حرب هم ليسوا طرفاً فيها بأي حال من الأحوال.
وحذر البيان من أن «الدعم السريع» لن تتردد في التصدي لأي تحركات أو تصرفات من الشرطة أو من أي جهة تستغل اسمها وأزياءها ضد قواتها.
وعلى خط المساعدات، يستمر مطار بورتسودان السوداني حسب موقع «سكاي نيوز» في استقبال المساعدات الإنسانية من دول عربية عدة، ووصلت طائرتان مصريتان تحملان عشرين طناً من المساعدات للسودان.
على خطٍّ موازٍ، أعلنت الأمم المتحدة أنها تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار حجم المساعدات التي يحتاج إليها السودان في المجال الإنساني وللاجئين، في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في هذا البلد الذي يشهد قتالاً عنيفاً منذ منتصف نيسان الماضي.
وفي مراجعة لخطتها من أجل السودان، قالت الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 2.6 مليار دولار – مقابل 1.75 مليار دولار في تقديرات كانون الأول.
وحسب موقع «الميادين» أشارت الأمم المتحدة إلى حاجتها لـ470.4 مليون دولار إضافية للاجئين الذين فروا من البلاد.
وبينما تصاعدت حدةُ الاشتباكات بينَ الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» في العاصمة شهدت الخرطوم غارات جوية وقصفاً بالأسلحة الثقيلة.
وفي وقت سابق أمس، أفاد الجيش السوداني باندلاع اشتباكات مع قوات «الدعم السريع» في العاصمة الخرطوم، وبتوجيهه ضربات مركزة على عدد من أماكن تمركزات «الدعم السريع».
ولا يزال السودان غارقاً في الحرب التي باتت تهدد حياة الملايين، وتنذر بتوسعها في المنطقة، وأوقعت الحرب بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو أكثر من 800 قتيلاً وآلاف الجرحى، إضافة إلى قرابة مليون نازح ولاجئ.
وفي جميع أنحاء السودان، أحد أفقر بلدان العالم، يعيش 45 مليون مواطن في الخوف ويعانون من أزمات غذائية تصل إلى حد الجوع.
وثلث سكان البلاد الذين كانوا قبل الحرب يعتمدون على المساعدة الغذائية الدولية، أصبحوا اليوم محرومين منها، فمخازن المنظمات الإنسانية تمّ نهبها، كما علّقت العديد من هذه المنظمات عملها بعد مقتل 18 من موظفيها.
ويعيش سكان الخرطوم الخمسة ملايين مختبئين في منازلهم بانتظار وقف إطلاق نار لم يتحقّق حتى الآن، فيما تستمر الغارات الجوية والمعارك بالأسلحة الثقيلة ونيران المدفعية التي تطول حتى المستشفيات والمنازل.
وتوصل الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» الخميس الماضي خلال المفاوضات التي تستضيفها مدينة جدة السعودية إلى اتفاق مبدئي لحماية المدنيين في السودان من الاشتباكات المسلحة.
وينص إعلان جدة، وهو الاتفاق المبدئي الأولي الموقع بين طرفي الصراع المسلح في السودان، على تعهد الطرفين بالامتناع عن أي هجمات قد تلحق الضرر بالسكان المدنيين.
ويلتزم طرفا الصراع بموجب الاتفاق باتخاذ جميع الاحتياطيات اللازمة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين، كما يلتزمان بالسماح لجميع المدنيين في السودان بمغادرة مناطق الأعمال القتالية والمناطق المحاصرة، والالتزام بحماية العاملين في القطاع الصحي والمؤسسات العامة في السودان.
وتسببت المعارك الدائرة في السودان منذ 15 نيسان الماضي في مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، في حين دفعت عشرات الآلاف من السودانيين إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو تجاه تشاد ومصر، في حين أجلت العديد من الدول رعاياه من السودان.