التركيز على قضية فلسطين وحل النزاع في السودان وتعزيز الأمن الاقتصادي … أجواء «الوزاري العربي» هادئة وإيجابية وتوافق تام على قرارات قمة جدة
| الوطن - وكالات
قبيل ساعات من انطلاق قمة جدة العربية، وضعت الملفات العربية الساخنة على طاولة نقاش وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا أمس واعتمدوا مشاريع القرارات التي ستقر في اجتماع القادة بحثاً عن حلول للتحديات القائمة لاسيما في ملفات فلسطين والسودان.
الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفير حسام زكي، كشف أن اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، جرى في أجواء جيدة وهادئة وإيجابية، وكانت به تفاهمات كثيرة أدت إلى أن الاجتماع لم يستمر وقتاً طويلاً، وكان التوافق هو السمة الرئيسة لكل القرارات التي تم رفعها للقمة العربية المقرر عقدها الجمعة.
وأشار إلى أن الاجتماع تناول موضوعات عدة، معظمها موضوعات سياسية، تتعلق بالقضية المركزية وهي قضية فلسطين أو بمختلف تطورات الأوضاع في مناطق الأزمات، أو التدخلات الأجنبية الخارجية في شؤون الدول العربية، ولفت إلى أن هناك حزمة من القرارات مرفوعة من المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وقال: إن القرارات التي ستعرض على القمة العربية «هي قرارات تتناول الشأن العربي بمختلف جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، معرباً عن أمله في أن تكون دفعة للعمل العربي المشترك، وأن تتضمن إسهامات جيدة فيما يتعلق بتسوية النزاعات القائمة والتخفيف من وقعها.
وحول إمكانية أن يكون هناك حل سياسي عربي يقدم إطاراً سياسياً للأزمة في السودان، قال الأمين العام المساعد: إن «هناك جهداً في جدة يبذل برعاية المملكة العربية السعودية، ويشارك فيه طرفا الصراع، القوات المسلحة السودانية، وقوات الدعم السريع». وأضاف: «هذه مباحثات مهمة تتناول الموضوع من جوانب كثيرة، لكن المسألة تحتاج طبعاً إلى وقت وجهد مكثف، وإرادة الأطراف، من أجل التوصل إلى التسوية المناسبة».
وأكد السفير حسام زكي أن «القضية الفلسطينية هي محور من محاور العمل العربي المشترك، والقمة العربية تتناول القضية الفلسطينية بكل اهتمام»، مشيراً إلى أن «القمة الحالية أصدرت عدة قرارات ذات أهمية بشأن الوضع الفلسطيني».
وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان قال في كلمته في افتتاح اجتماع وزراء الخارجية: إن العالم يمر بتحديات وصعوبات كثيرة تجعل المنطقة أمام مفترق طرق يحتّم علينا الوقوف صفاً واحداً وبذل مزيد من الجهد لتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مواجهتها وإيجاد الحلول المناسبة لها لتصبح منطقتنا آمنة ومستقرة تنعم بالخير والرخاء.
وأشار إلى أن المنطقة العربية تزخر بطاقات بشرية وثروات طبيعية تفرض علينا التنسيق المستمر، وتسخير الأدوات الممكنة لها كافة، وتفعيل وابتكار آليات عمل جديدة، تنبذ الخلافات البينية، وترفض التدخلات الخارجية.
الأمين العام للجامعة العربية قال: إن صراعات القوى الكبرى، التي تمثل الحرب في أوكرانيا واحدة من حلقاتها، تخصم من الأمن العالمي وتُشيع الاضطراب في الاقتصاد الدولي وتضع على كاهل كثير من الدول تكاليف إضافية، سواء في تعزيز الأمن أم في الحصول على الموارد، ولاسيما الطاقة والغذاء، وهذه الصراعات تُمثل تطوراً سلبياً، خاصة على الدول البازغة الساعية إلى النمو والأسواق الناشئة التي تحتاج للاستقرار، ومن بينها كثير من دول منطقتنا العربية، وقال: «علينا الاستمرار في التحرك والعمل ككتلة موحدة، فهذا ما يُعطي مواقفنا ثقلاً ويمنحها وزناً ويوفر المظلة الحامية لمنطقتنا من شرور الاستقطاب والصراع في قمة النظام الدولي».