ميسي ومجده الضائع ومورينيو بوجهين والريـال خالي الوفاض خلال عام 2015 … الكرة البرازيلية تواصل تراجعها والهولندية تسقط
| خالد عرنوس
ودعنا عام 2015 بحلاوته القليلة ومرارته الكبيرة على أمل أن يكون العام الجديد خيراً على بلادنا، وبعيداً عن همومنا وآمالنا عاش عالم كرة القدم عاماً مملوءاً بالأفراح والأتراح، فتهلل وجه الكثيرين عند الفوز والتتويج وكذلك ارتسمت علامات الحزن والأسى على محيا السواد الأعظم من مفاصل اللعبة خاصة أن التاريخ لا يذكر إلا المتوجين فعالم قطعة الجلد المنفوخ لا يعرف سوى الفائز، وإذا كان عام 2015 هو عام برشلونة بخماسيته الشهيرة فقد عاش نجمه ليونيل ميسي الوجهين ومثله المدرب جوزيه مورينيو، وكذلك النجم كريستيانو رونالدو الذي واصل مداعبة الشباك محطماً عدداً من الأرقام لكنه لم يكن كذلك عند تعداد الإنجازات الجماعية، وعاشت الكرة الهولندية أحد أسوأ أعوامها منذ مطلع القرن الجديد بعدما أخفق طواحينها في بلوغ النهائيات الأوروبية، أما الإخفاق الأكبر فكان من نصيب نظيرتها البرازيلية التي فشلت باستعادة اللقب القاري وخسر شبابها اللقب العالمي وتنازل ناشئوها عن مجاراة الأفارقة.. من الأكثر خيبة في العام الفائت وكيف ذرفوا دموع الخسارة نتابع في السطور التالية.
هولندا الخاسر الأكبر
بين عام 2000 بعد خسارة الطواحين لنصف نهائي يورو بركلات الترجيح وعام 2001 عاشت الكرة الهولندية أياماً سوداء انتهت بفشل منتخبها بالوصول إلى النهائيات العالمية فغاب أبناء الكرة الشاملة عن الأحداث الكبيرة للمرة الأولى منذ 1986، وفي العام المنصرم عاش منتخب الطواحين حدثاً مشابهاً بل أشد إيلاماً بعدما أخفق بالتأهل إلى يورو 2016، والعجيب أن المنتخب الذي تسلمه داني بليند عقب حلوله ثالثاً في مونديال 2014، إلا أن البداية السيئة له في التصفيات القارية ألقت بظلالها على مسيرته الكاملة والتي أنهاها في المركز الرابع ضمن المجموعة الأولى التي ضمت تشيكيا وآيسلندا وتركيا وثلاثتها حجزت مكاناً في فرنسا الصيف القادم.
ميسي ذو الوجهين
مع كل النجاحات التي صادفت مشوار البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي على صعيد ناديه برشلونة ما وضعه في مقدمة نجوم الكرة العالمية خلال الألفية الثالثة وليس فحسب بل أصبح يقارن بعباقرة اللعبة تاريخياً إلا أن الخيبات الدولية مازالت تلاحقه على مستوى منتخب بلاده منذ تتويجه مع شباب التانغو باللقب العالمي عام 2005 ويومها كان صاحب اليد الطولى في ذلك الإنجاز، ولا ننسى أن القزم الأعسر توج بالذهب الأولمبي عام 2008 برفقة جلّ الجيل الحالي للمنتخب.
ففي العام الفائت كان (ليو) على موعد مع فرصة جديدة من أجل حفظ ماء وجهه أمام أنصاره من أبناء جلدته وتحقيق إنجاز كبير مع الألبيسيليستي من خلال كوبا أميركا بعد عام من خسارة نهائي مونديال 2014 أمام المانشافت في البرازيل، ولم يكن مشوار فريق المدرب تاتا مارتينو في بطولة تشيلي بالسهولة المتوقعة لكنه تأهل إلى مباراة التتويج في نهاية الأمر ليلاقي صاحب الأرض المتلهف لإنجاز تاريخي بدوره وانتهت المواجهة بالتعادل السلبي وعبست ركلات الترجيح بوجه ميسي ورفاقه وضحكت بوجه اللاروخا فشكلت وصافة البطولة فشلاً جديداً للبرغوث حسب معظم المراقبين والخبراء الذين يعيبون عليه عدم فوزه بأي بطولة مع منتخب الأرجنتين للكبار.
تراجع جديد للسامبا
شكلت محطات 2015 نكسات جديدة لكرة السامبا البرازيلية التي تحاول استعادة سيطرتها على مقدرات الكرة العالمية من خلال مزيد من الألقاب لكنها كانت سنة كبيسة زادت في أوجاع منتخبات (الكناريا) التي بدأت فعلاً منذ تتويج السيلساو باللقب المونديالي عام 2002 وأيامها اكتملت السلسلة في العام التالي بلقبي مونديال الشباب والناشئين قبل أن يتوج بكوبا أميركا عام 2004 وفي العام التالي بكأس القارات، وكان ختام حلقات التتويج البرازيلية في مونديال 2006 يوم بدأت رحلة التقهقر على الرغم من الاحتفاظ بكوبا أميركا ثم الاحتفاظ بكأس القارات لنسختين متتاليتين وكذلك التتويج الأخير بكأس العالم للشباب عام 2011، فتجددت الأحزان في مونديال 2010 وجاءت تلك اللطمة بعد خسارة نهائي أولمبياد بكين وقبل الخروج بخفي حنين من كوبا أميركا 2011 ثم جاءت خسارة نهائي أولمبياد لندن لتحرم أبناء السامبا من لقبهم الوحيد الذي ليس موجوداً في خزائنهم، وجاء السقوط المدوي في مونديال 2014 ليرسم علامات استفهام كثيرة حول فقدان الكرة البرازيلية هيبتها.
في تشيلي حاول البرازيليون إعادة رسم البسمة على محيا محبيهم في أربعة أصقاع الأرض لكن السقوط كان نصيب دونغا ونجومه الذين لم يحضروا إلا بأسمائهم وخاصة بعد حرمان نجمه الأعلى (نيمار) عقب شغبه في الدور الأول فظهر السيليساو ضعيفاً ولم يقو على المواصلة ليخرج من ربع النهائي.
وأدى شباب السامبا بطولة جيدة في مونديال الشباب في نيوزيلندا واستطاعوا بلوغ النهائي أمام منتخب صربيا مفاجأة البطولة الذي شارك للمرة الأولى فيها وتابع في النهاية مفاجآته وتغلب على السيليساو الصغير بعد وقت إضافي 2/1، ولم يكن ناشئو السامبا أفضل بل اضطروا لمغادرة مونديالهم الخاص في تشيلي من دور الثمانية أمام نسور نيجيريا الذين مضوا إلى اللقب الخامس في حين توقفت ألقاب البرازيل عند ثلاثة منذ 2003.
توابع رحيل السير
لم يكد عشاق مانشستر يونايتد يفرحون بالعودة إلى الشامبيونزليغ حتى تابعوا فريقهم الملقب بالشياطين يسقط بغرابة أمام أندية لا تقارن بهم عند الحديث عن العراقة والتاريخ فكان أن سقطوا من دور المجموعات إلى اليوروباليغ التي يعتبرونها بطولة لا تليق بسمعة وتاريخ المانيو، الغريب أن الفريق الذي أخفق بحجز مقعد يؤهله للمسابقتين الأوروبيتين تراجع كثيراً تحت قيادة المدرب المنقذ لويس فان غال الذي استطاع في موسمه الأول بإعادته إلى مربع الكبار ولأن الكثيرون اعتبروا أن الموسم الحالي هو موسم العودة إلى الألقاب لكن الآية انقلبت، وزاد الطين بلة سوء النتائج على الصعيد المحلي فتراجع الفريق على اللائحة وفشل بتقديم سوى صورة (نيجاتيف) لعملاق الكرة الإنكليزية وهاهو ينهي العام من دون فوز للمباراة الثامنة على التوالي وسط مطالبات جماهيرية برحيل المدرب الهولندي.
وجها البرتغال
وإذا كان اليونايتد مازال يدفع فاتورة رحيل مدربه وعرابه فيرغسون فإن تشيلسي عاش نصف العام بطلاً مع عودة مدربه القديم جوزيه مورينيو الذي راهن وكسب فتوج بلقب البريميرليغ معززاً أرقامه القياسية ومستعيداً وجه المدرب الذي لا يعرف الفشل، إلا أن النصف الثاني من العام شهد تراجعاً فظيعاً للبلوز فبات (ملطشة) لكل الفرق وعاش أسوأ بداية له منذ عقود ما أطاح بالمدرب الذي غادر ستامفورد بريدج مطروداً وسط اتهامه لاعبيه بالتآمر عليه.
وبالعودة إلى قطب النجومية الثاني في الليغا والعالم (رونالدو) نجد أن الطوربيد البرتغالي حقق أرقاماً رائعة طوال العام كالعادة منذ ارتدائه قميص البلانكو فأصبح هدافاً تاريخياً له بالليغا بـ239 هدفاً وانفرد بصدارة هدافي الشامبيونز بـ88 هدفاً محققاً نسبة خيالية من الأهداف في عدد أقل من المباريات، لكن النجاحات الفردية الخارقة لرونالدو لم تشفع له بتحقيق أي إنجاز جماعي مع النادي الملكي ففشل باستعادة لقب الليغا وبالحفاظ على لقبه بدوري الأبطال وبالتالي لم يدافع عن لقبه كبطل للعالم والسوبر الأوروبي.