سورية

القمم العربية.. البداية وأبرز المحطات

| وكالات

يشكل مؤتمر القمة العربية محطة سياسية مهمة عبر التاريخ، يترقبها المتابعون لتتبع مخرجاته ومنطلقاته التي تحدد الملامح السياسية والاقتصادية للمرحلة المقبلة على الساحة العربية والإقليمية، وتشهد القمة العربية الـ32 في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية حدثاً متميزاً عنوانه استئناف مشاركة سورية في اجتماعات الجامعة العربية.

معلومات وتواريخ

ارتبط تأسيس الجامعة العربية بفكرة قيام كيان عربي يدافع عن استقلال الدول العربية وأمنها وسلامتها من أي عدوان أو تهديد، وتعد الجامعة العربية أقدم منظمة إقليمية في العالم تنشأ بعد الحرب العالمية الأولى، وفق ما ذكرت وكالة «سانا» في تقرير لها.

ويعود تاريخ أول قمة من اجتماع مجلس الجامعة العربية التي تضم رؤساء وملوك وأمراء الدول العربية لعام 1946 في قصر أنشاص بمصر، حضرته الدول السبع المؤسسة لجامعة الدول العربية، وهي: سورية والأردن، و‌مصر، و‌السعودية، و‌اليمن، و‌العراق، و‌لبنان، وكان محورها الأساسي وقف العدوان على فلسطين والدعوة لتحرير الدول العربية من الاستعمار، ولكن المراقبين اعتبروا أن هذه القمة تصنف ضمن القمم الطارئة.

سورية العضو المؤسس

ففي عام 1944 وقعت كل من سورية ومصر والعراق ولبنان والأردن بروتوكول الإسكندرية المتضمن مبادئ لإنشاء منظمة تجمع الدول العربية المستقلة، وفي الثالث من كانون الثاني 1945 وقعت السعودية على البروتوكول وأعقبتها اليمن في الخامس من شباط 1945.

وكانت أول قمة عربية عادية في الـ13 من كانون الثاني 1964 بالقاهرة، وقد دعا لها الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر.

وتتم تحضيرات القمة وسط استقبالات وبروتوكولات رسمية، مع اهتمام كبير بالتنظيم، ويكون الحضور على مستوى اقتصادي ودبلوماسي عالٍ في الأيام التحضيرية التي تسبق موعد انطلاق أعمال القمة التي تعقد بمشاركة ملوك ورؤساء وقادة الدول العربية، وفي عام 2000 صار انعقاد القمة سنوياً في إحدى العواصم العربية وفق الترتيب الأبجدي.

أهم وأبرز القرارات

قمة 1967 في الخرطوم بالسودان، وتسمى قمة «اللاءات الثلاث»، عقدت بعد «نكسة» حزيران 1967 وتبنت شعار: لا صلح، ولا مفاوضات، ولا اعتراف بـ«إسرائيل».

قمة 1973 في الجزائر، أكدت القمة التي عقدت بطلب من سورية ومصر بعد حرب السادس من تشرين الأول، ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967، وقررت «الاستمرار في استخدام النفط سلاحاً في المعركة».

قمة 1978 في بغداد بالعراق، رفضت القمة التي عقدت بغياب مصر اتفاقيتي كامب ديفيد، معتبرة أنهما «تمسان حقوق الشعب الفلسطيني والأمة العربية».. وأكدت التمسك بتطبيق قرارات المقاطعة العربية لإسرائيل، وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.

قمة 1988 في الجزائر، قمة استثنائية أكدت دعم الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في كانون الأول 1987، وطالبت بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية.

قمة 2004 في تونس، أقر القادة العرب تعهداً «تاريخياً» بإطلاق إصلاحات، وأكدوا أهمية المبادرة العربية وخريطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول الشرق الأوسط، وأدانت الجدار الفاصل في الضفة الغربية، وأكدت رفض توطين الفلسطينيين.

قمة 2010 في سرت بليبيا، أقرت سلسلة توصيات عامة بشأن تفعيل العمل العربي المشترك، وأكدت على دعم السودان والصومال، وأجلت عدداً من القضايا الخلافية إلى القمة العربية التالية في بغداد.

القمة في دمشق 2008

في 29 من آذار 2008 بدأت أعمال القمة العربية العادية العشرين برئاسة الرئيس بشار الأسد بمشاركة رؤساء وأمراء ورؤساء وفود 11 دولة عربية، والأمين العام لجامعة الدول العربية في قصر الأمويين للمؤتمرات بدمشق.

وألقى الرئيس الأسد خلال القمة كلمة جاء فيها: «إن القواسم المشتركة التي تجمع بيننا كعرب أساسية.. صحيح أن العبرة ليست فيما نقوله في القمم بل فيما نفعله.. ولكن القمة أساسية في تحديد الاتجاه الصحيح والسرعة الضرورية لكل ما سنقوم به لاحقاً، وصحيح أيضاً أننا في القول وفي الفعل منفتحون على التعاون مع الآخرين في هذا العالم، ولكن الأكثر صحة أن هذا التعاون مثمر فقط عندما نعتمد على أنفسنا، فالقواسم المشتركة التي تجمع بيننا كعرب كثيرة وأساسية، أما نقاط الاختلاف فعندما يجمعها إطار الحرص على أمتنا فلا بد للبناء المتين في مشروعنا العربي الذي نسعى لتحقيقه أن يكتمل».

وصدر عن القمة العربية العادية العشرين في ختام أعمالها برئاسة الرئيس بشار الأسد «إعلان دمشق»، الذي ركز على الالتزام بتعزيز التضامن العربي بما يصون الأمن العربي، والعمل على تجاوز الخلافات العربية- العربية من خلال الحوار الجاد، وتغليب المصالح العليا للأمة العربية على أي خلافات قد تنشأ، والوقوف معاً في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية ضد أي من الدول العربية، كما أكدوا مواصلة الدعم الكامل للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وأرضه المحتلة وعاصمتها القدس، وكذلك عودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن