ثقافة وفن

تعزيزاً للعلاقات السورية- الروسية … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: الحكومة السورية توجه التهنئة للأصدقاء الروس بإعادة افتتاح المركز الثقافي الروسي

| مصعب أيوب - ت. مصطفى سالم

بمناسبة انتهاء أعمال ترميم المركز الثقافي الروسي وإعادة افتتاحه ومرور 65 عاماً على تأسيسه أقيم مساء أمس حفلٌ فنيٌّ حضره كل من وزيرة الثقافة السورية الدكتورة لبانة مشوح ووزير التعليم العالي بسام إبراهيم ووزير التربية دارم الطباع ومدير المعهد الدبلوماسي في وزارة الخارجية والمغتربين عماد مصطفى ورئيس مجلس الأعمال الروسي- السوري لؤي يوسف وممثلين عن القيادة المركزية وممثلين دبلوماسيين عن كلٍّ من سورية وروسيا وحشد رسمي وشعبي كبير.

تهنئة حارة

وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح أوضحت لـ«الوطن» أن المركز الثقافي الروسي أدى دوراً مهماً في الحياة الثقافية في دمشق تحديداً سورية على وجه العموم وهو ذو تاريخ عريق وليس وليد اللحظة وإعادة التأهيل هذه «اليوم» جاءت ليتسع لمزيد من النشاطات والفعاليات التي تنشر ثقافة روسيا التي نحتاجها، وإشارات إلى أن المركز نافذة للتعارف والتلاقي وتبادل الخبرات ومعرفة الشعبين بالسمات الثقافية لكل واحد منهما.

وأكدت أن الحكومة السورية ممثلة برئيس مجلس الوزراء حسين عرنوس تتوجه بالتهنئة للأصدقاء الروس بإعادة افتتاح هذا البناء الجميل الذي لاحظت أنه أضيف إليه الكثير من التقنيات الحديثة وأساليب التواصل والتعليم المتطورة، وأضافت: إنه من دواعي سروري أن أتواجد جنباً إلى جنب مع أشقائنا الروس في فرحهم هذا الذي بطبيعة الحال فرحنا نحن السوريين أيضاً.

وبيّنت أن المركز أغنى الحراك الثقافي في دمشق عاصمة العراقة والأصالة وموطن التنوع والتجانس وترك بصمة جلية في الحياة الثقافية، وأشارت إلى أن هذا الصرح العظيم كان طوال العقود الماضية أرضاً خصبة للتعارف والتلاقي بين ثقافتين تجمعهما قواسم مشتركة كثيرة وكان نافذة مشرعة على مكونات الثقافة الروسية وروافدها، على لغتها وفنونها وآدابها وتاريخها، ولا يوجد أجمل من الثقافة نافذة للتعارف.

وتابعت: إننا نقدر الجهود الكبيرة التي قدمتها إدارة المركز في أصعب الأوقات ونثق بأنه سيستمر في تعزيز دوره لتمكين الروابط الثقافية التي نعمل سوياً للارتقاء بها إلى مستوى علاقاتنا السياسية المتميزة لاسيما بعد أن لبس المركز اليوم حلته الجديدة آخذاً في الحسبان أنه يمثل بلداً عظيماً في ثقافته ويخاطب جمهوراً تواقاً للأفضل.

سورية مركز تاريخي

رئيس الوكالة الدولية الفيدرالية للتعاون الدولي والإنساني بريماكوف بيّن أن هذا الحدث مهم جداً ومميز بمناسبة إعادة افتتاح المركز الثقافي الروسي ومرور 65 عاماً على تأسيسه وكل من سيزور هذا المركز سيلاحظ كم أصبح جميلاً ومتطوراً وحديثاً، وبيّن أن روسيا تعتبر سورية مركزاً تاريخياً ومركزاً للحضارة العربية وما يدل على ذلك أننا اليوم في أقدم عاصمة مأهولة في العالم وكما هو معروف فإن الحضارة العربية احتفظت وطورت كل الإنجازات البشرية القديمة وهذا انتقل للحضارة الغربية أيضاً وفي الوقت ذاته روسيا اليوم مركز حضاري مهم فقد حاربت كثيراً في وقت سابق لتحافظ على حضارتها واليوم نحن نسعى لتوطيد العلاقات بين روسيا وسورية والوصول إلى بر النجاة والتخلص من المخربين.

وأشار إلى أنه من خلال المسافة البعيدة التي تفصل بين البلدين فإنه يخال للبعض أن الثقافتين مختلفتان تماماً ولا تتصلان بشيء مشترك ولكن هذا غير صحيح، فإنه كلما اتسقنا ببعضنا بعضاً زادت معارفنا وكثرت خبراتنا وتجاربنا وأصبح هناك العديد من القواسم المشتركة، وبين أن هذا لا ينفي الخصوصية لكل منهما.

شكر وامتنان

مدير المركز الثقافي الروسي نيكولاي سوخوف في تصريح خاص لـ«الوطن» أشار إلى أن إدارة المركز سعيدة جداً بالحضور، والبيت الروسي منزلهم ونحن ضيوفهم وإن من دواعي سعادتنا أن يضع إخواننا السوريون أيديهم معنا في افتتاح أبواب هذا الصرح المهم بعد فترة طويلة من الترميم وإعادة التأهيل ولاسيما بعد مرور 65 عاماً على تأسيسه، مبيناً أن المركز بشكل عام تم تغييره ولم يبقَ شيء من المعدات والأثاث القديم به، بل إن الجدران تغيرت في أماكن كثيرة والشيء الوحيد الذي بقي هو روح الأخوة والتكاتف التي تجمع طلابه وأساتذته بالإضافة إلى روح الثقافة الروسية التي بقيت عالقة في أرجاء هذا المكان وتصر على البقاء.

وبيّن أن المركز يعد جميع زواره وقاصديه أنه سيقدم الأفضل لهم وسيحظون بما يتمنون ولا شيء ينقصهم عن إخوانهم الروس من التعليم إلى الفنون والمساعدات الإنسانية وغيرها

كما توجه بالشكر لوزارة الثقافة السورية وكل المؤسسات الحكومية السورية التي كانت شريكة بنجاحات هذا المركز في وقت سابق وكذلك مؤسسات وجمعيات المجتمع المدني التي تدعم وتساعد بشكل حرفي ومهني وفاعل ومن دون تردد، حيث لا يمكن للمركز الاستمرار والعطاء من دون هؤلاء الأشخاص.

علاقات تاريخية

رئيسة مجلس أمناء مؤسسة «هُنَا هويتي» ماريا سعادة بينت أن العلاقات ما بين سورية وروسيا هي تاريخية بالإضافة إلى أن البلدين لديهما التاريخ المستقل الحافل بالعطاء والإنجازات وكل بلد يحمل تاريخاً بالطبع يحمل ثقافة عريقة جداً وبالتالي من المهم جداً أن تظهر هذه الثقافة للعلن ولا بد من تفعيل دورها بشكل حقيقي وليس فقط بنقل ثقافة البلد التي يحمل اسمها وإنما يدمج البلدين ببعضهما ويكون خليطاً لثقافتين عريقتين ومنتجين ثقافيين، وأضافت: إن سورية وروسيا كانتا خلال السنوات السابقة يداً واحدة ما أضاف لكلا الشعبين تعمقاً أكثر بثقافة وحضارة كل منهما وتوطيد مظاهر الحب والتكاتف بين الشعبين والمركز الثقافي الروسي مركز تاريخي وبالتالي من المهم أن تحتفل سورية بوجود أشقائنا الروس معنا وتجديد حضورهم معنا ومشاركتهم أفراحهم ونشاطاتهم.

رعاية الطفولة

سفيرة النوايا الحسنة للطفولة راما زريق بيّنت في تصريح خاص لـ«الوطن» أن المركز الثقافي الروسي عبر مرور سنوات كثيرة كان مميزاً جداً برعاية الأطفال وبالاهتمام بهم وتعليمهم وأنا موجودة اليوم لأشاركهم فرحهم هذا كما تشاركنا في وقت سابق بالعديد من الفعاليات في تعاونات أثمرت بذارها وقدم خلالها المركز الروسي كل ما يستطيع من إمكانات للأطفال ولذوي الاحتياجات الخاصة ودور الأيتام، فهم بارعون بإبراز ثقافتهم التي تعطي سمة جميلة جداً تبرز الصداقة التي تربط البلدين ونحن دائماً داعمين لهم مبينة أن التعاون بينهم مستمر ولن يتوقف.

زخم ثقافي

مديرة العلاقات الثقافية في المركز الثقافي الروسي آية شحادة أكدت على أن الكثير من النشاطات تم تجديدها وكذلك علاقات وشراكات مع جمعيات وأشخاص مؤثرين ومتعاونين وسيشهد المركز في الفترات القادمة زخماً ثقافياً غير مسبوق ومن جملتها أفلام كرتون روسية قديمة ستتم ترجمتها وعرضها وكذلك ورشات العمل ونشاطات بالشراكة مع جمعية الرجاء المتخصصة برعاية ذوي الهمم وكذلك بعض البازارات وتم حضور بعض الفنانين الروس اليوم ليشاركونا هذا الحفل المميز.

وتابعــت: إن البيــت الروســي يظهر اليوم بشكل محدث وتمنت أن يحظى بتقدير الجميع فهو حصن الثقافة الروسية، فهو أولئك الذين يعلمون هنا وأولئك الذين يهتمون بهذا المكان ويعطونه من روحهم وخبرتهم ومعرفتهم ونحن نعزز العلاقات الروسية- السورية.

كما نوهت إلى أنه طوال السنوات التي انقضت لم يتوقف المركز عن أداء الدور المركزي البناء على الرغم من كل الصعوبات، وفي الوقت الذي تخلى فيه كثيرون عن دورهم ومساعدتهم فقد استمر المركز الثقافي الروسي بتنظيم الدورات ونشر اللغة الروسية واستقدام الفنانين المبدعين والفرق الموسيقية المميزة وتقديم المنح واستضافة الندوات التحاورية.

الثقافة تنتج خليطاً مميزاً

خلال لقاء «الوطن» بمدير دار الأسد للثقافة والفنون أندريه معلولي أكد أن المركز الثقافي الروسي ليس حديث العهد ولكن تاريخه وتأثيره في الحياة الثقافية السورية كان منذ زمن بعيد ومازلت أذكر عندما كنا أطفالاً ونأتي للمركز الثقافي الروسي لنعمل ونتدرب ونتعلم من الخبراء الروس الذين كانوا يعملون هنا وفي الوقت نفسه يعملون في المعهد العالي للموسيقا ومعهد صلحي الوادي حالياً، ونوّه إلى أن المركز كان حاضراً وداعماً للثقافة ومؤثراً جداً في الثقافة السورية، وأنه من الجميل ذلك المزج الذي يحدثه هذا المركز بكوادره المتميزة من خلال المزج بين الثقافتين ليعطي صبغة مختلفة ونلاحظ أيضاً تأثير كلٍ من الثقافتين ببعضهما بعضاً.

وبيّن أن المركز الثقافي لدولة ما لا يقل شأناً عن البعثة الدبلوماسية ومهمته إظهار الوجه الحضاري للدولة التي يمثلها ولا بد لنا أن نتعرف على ثقافة الغير ونتأثر ونؤثر فيها ويتم ذلك من خلال هذه المراكز المهمة فالمركز الثقافي الروسي عريق جداً بإمكاناته المتميزة ورغم توقف هذا البناء عن العمل ظلت روح العمل متواجدة وبقيت الثقافة السورية والروسية وقمنا بتقديم حفلات عديدة بالتعاون مع إدارة المركز قبل إعادة افتتاحه في دار الأسد للثقافة والفنون ونحن نرحب بهذه الخطوة وجاهزين لأي تعاون لمصلحة هذين البلدين بكل حب.

تخلل الحفل فيلماً وثائقياً عرض من خلاله بعض نشاطات المركز خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى لقطات من مراحل الترميم ولمحة عن النشاطات والدورات المخطط لها لاحقاً بالإضافة لبعض الرقصات الاستعراضية لأبناء المواطنين الروس وكذلك طلاب المركز ومشهداً تمثيلياً تدور قصته عن كيفية تعلم اللغة الروسية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن