لقاءات رسمية ثنائية للرئيس الأسد مع نظرائه العرب … قمة «التجديد والتغيير» العربية تنطلق اليوم بحضور 15 زعيماً عربياً … الرئيس الأسد حَطَّ في جدة وحضوره شَكَّل العنوان السياسي الأهم للقمة
| جدة - الوطن
حَطَّ الرئيس بشار الأسد في المملكة العربية السعودية، معلناً بداية حقبة عربية مختلفة، يخط فيها العرب مساراً جديداً صوب دمشق.
عدسات الإعلام وأقلام الصحفيين استنفرت أمس على وقع هدير طائرة الرئيس الأسد بانتظار وصوله، وراقب العالم الخطوات الأولى للرئيس الأسد في جدة بالسعودية، التي نفضت قمتها باقتدار صدأ الخلافات العربية إلى غير رجعة.
زيارة الرئيس الأسد المنتظرة خطفت كل العناوين السياسية للقمة العربية، وبدا أن حضوره سيشكل قمة سياسية بحد ذاته، لاسيما أنه كشف حجم التقارب العربي مع سورية، وحجم التقارب السعودي على وجه الخصوص مع دمشق، وأكد أن مرحلة مختلفة من العمل العربي المشترك ستقودها الرياض خلال رئاستها للقمة باتجاه أن يكون للعرب ثقلهم السياسي في ظل المتغيرات الكبرى التي تجري حولهم.
ولدى وصوله إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، كان في استقبال الرئيس الأسد الذي رافقه المستشارة السياسية بثينة شعبان والمستشارة الخاصة لونا الشبل وعدد من كبار موظفي رئاسة الجمهورية، نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وأمين محافظة جدة صالح بن علي التركي، والوزير المفوض سلمان بن هزاع المطيري رئيس بعثة الشرف، واللواء صالح عواض الجابري مدير شرطة منطقة مكة المكرمة.
ويترأس الرئيس الأسد الوفد السوري للقمة العربية بدورتها الـ32، حيث من المقرر أن يلقي كلمة سورية في القمة ظهر اليوم، وسيرافق الرئيس الأسد في حضوره لقمة الرؤساء، حسب معلومات «الوطن»، كلٌّ من: وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد ومعاونه أيمن سوسان، والمستشارة السياسية بثينة شعبان والمستشارة الخاصة لونا الشبل ومندوب سورية الدائم في مجلس الأمن السفير بسام صباغ.
وعلمت «الوطن» أنه وعلى هامش القمة، من المقرر أن يجري الرئيس الأسد لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه العرب، للبحث في آخر المستجدات وتطوير العلاقات الثنائية.
وينطلق رسمياً اليوم وعند الساعة الثانية ظهراً اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بحضور أغلب الزعماء والملوك العرب، حيث من المرجح أن ينوب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الملك سلمان بن عبد العزيز بحضور الافتتاح، وسيستقبل ضيوف القمة وسيجري التقاط الصورة التذكارية الثنائية والجماعية مع الملوك والرؤساء والأمراء العرب ورؤساء الوفود، قبل بدء الجلسة الافتتاحية العلنية.
بعدها سيتم تسليم رئاسة القمة من الجمهورية الجزائرية إلى المملكة العربية السعودية، ليلقي بعدها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نيابة عن الملك السعودي رئيس الدورة الـ32 للقمة كلمة المملكة، تليها كلمة الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، وبعدها كلمات ضيوف القمة، وهم: «الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غويتيرش، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، والممثل الأعلى للسياسات الخارجية الأوروبية جوزيف بوريل».
وعند الثالثة والربع ظهراً ستبدأ جلسة العمل الأولى حيث سيلقي القادة العرب كلماتهم حسب أولوية الطلب، بعدها تعقد جلسة العمل المغلقة التي سيجري فيها اعتماد مشروع جدول أعمال القمة ومناقشته واعتماد مشاريع القرارات، واعتماد مشروع الإعلان، لتختتم القمة بالجلسة الختامية التي سيعلن فيها الأمين العام للجامعة العربية عن الرسائل الموجهة من القمة إضافة للكلمة الختامية للمملكة العربية السعودية.
وحسب معلومات «الوطن» ستتم دعوة الملوك والرؤساء وأمراء الدول ورؤساء الوفود والضيوف على مأدبة غداء رسمية، ليتم بعدها إيجاز ما جرى خلال هذه القمة من خلال مؤتمر صحفي يضم وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان وأمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط.
وبدأ أمس، توافد رؤساء وقادة وملوك الدول العربية إلى مدينة جدة السعودية للمشاركة في أعمال الدورة الثانية والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، حيث من المتوقع وصول نحو 15 من قادة ورؤساء وملوك وأمراء الدول العربية.
ووصل إلى مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة للمشاركة في القمة أمس كل من: الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة سلطان عمان، أسعد بن طارق آل سعيد، والرئيس التونسي قيس بن سعيد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد يونس المنفي.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية «د. ب. أ»، فإن أبرز الغائبين عن القمة هم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حيث سيمثل الجزائر حسب الوكالة الوزير الأول الجزائري أيمن بن عبد الرحمن، كما سيغيب الملك المغربي محمد السادس.
كذلك نقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي خليجي في العاصمة السعودية الرياض، أن رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد سيتغيب كذلك عن القمة وسيمثل الإمارات الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، كما لن يحضر أمير الكويت نواف الأحمد القمة حيث حالت أوضاعه الصحية دون حضوره عدداً من القمم الخليجية والعربية، وسينوب عنه ولي العهد مشعل الأحمد الصباح إضافة إلى تغيب سلطان عمان هيثم بن طارق الذي أناب عنه أخاه أسعد بن طارق بن تيمور نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي.
ومن المقرر أن يبحث الزعماء والقادة المشاركون في قمة جدة التي رفعت شعار قمة «التجديد والتغيير»، آليات تعزيز العمل العربي المشترك وتفعيل العلاقات الثنائية بين الدول العربية، ووضع آليات عملية لمواجهة التحديات والأزمات التي تمر بها الأمة العربية.
كما سيناقش القادة والرؤساء التقارير المرفوعة إلى القمة، وهي تقرير رئاسة القمة عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام عن العمل العربي المشترك، إضافة إلى قضية الجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه كبندين دائمين على جدول الأعمال.
وستتم متابعة التطورات السياسية في فلسطين المحتلة والاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة ومسألة الاستيطان، ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني، إلى جانب دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان وتطورات الوضع في ليبيا واليمن ودعم جزر القمر وجمهورية الصومال.
كما ستتطرق المباحثات إلى مواضيع أخرى بينها متابعة التفاعلات العربية مع قضية تغير المناخ العالمية، وسبل تعزيز التعاون العربي في مجال الأمن السيبراني وأمن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار الأمن الدولي.