شؤون محلية

حاجة متزايدة لدعم المرضى النفسيين في المحافظات التي ضربها الزلزال … مبادرة «من الألم إلى الأمل» تحطّ رحالها في إدلب وحماة واللاذقية بعد تقديم ٤٤ ألف خدمة في حلب

| حلب- خالد زنكلو

كشف الزلزال الذي ضرب محافظات سورية عدة في ٦ شباط الماضي، عن حاجة ملحة ومتزايدة لتقديم خدمات الدعم النفسي للمرضى النفسيين المتضررين بفعله والموجودين داخل مراكز الإيواء المؤقت أو في النقاط والمراكز الطبية.

وفي هذا الإطار، توجه الفريق الطبي الجوال في الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والنفسية في حلب وعبر مبادرة «من الألم إلى الأمل» التي أطلقها مع وقوع الكارثة المدمرة، إلى إدلب وحماة واللاذقية، الواقعة ضمن نطاق المحافظات التي تخدمها الهيئة، وذلك بعد تجاوز خدمات المبادرة في حلب ٤٤ ألف خدمة للمرضى النفسيين المتضررين من الزلزال ممن لا يستطيعون الوصول إلى مستشفى الهيئة في منطقة الدويرينة شرق حلب بـ٢٠ كيلو متراً.

وبين مدير عام الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض العقلية والنفسية في حلب الدكتور محمد بسام حايك لـ«الوطن» أن فريق المبادرة الطبي المتخصص، والمؤلف من طبيب نفسي ومرشد نفسي وباحث اجتماعي وممرض نفسي وإداري حالة، أنهى جولته خارج حلب بزيارة مشفى الشهيد حمزة نوفل الوطني باللاذقية ومقر مؤسسة تنامي ترين «إذ جرى تخديم ٩٥ مستفيداً من الموجودين في المركزين، وتنوعت الخدمات المقدمة من إجراء تقييم أولي للمرضى وتقديم الاستشارة النفسية الأولية وصرف بعض الأدوية الموصوفة للمرضى ضمن المشفى، عدا توزيع بروشورات تخصصية توعوية بالإسعاف النفسي الأولي للمتضررين بفعل الكوارث على المستفيدين خلال الجولة».

وأشار حايك إلى أن فريق الهيئة الجوال نفذ ورشة حوارية مع متطوعي المؤسسة العاملين في جمعيات المجتمع المحلي في مجال الدعم النفسي «وتابع بعض الحالات التي جرى رصدها وتخديمها عبر الخط الساخن، وتم التأكد من تحسن الوضع الصحي للحالات عبر زيارات منزلية للمرضى في مدينة اللاذقية وتزويدهم بالأدوية اللازمة مجاناً».

وأوضح أن فريق «من الألم إلى الأمل»، قدم قبل ذلك خدماته لأكثر من ١٢٠ مستفيداً في محافظة حماة خلال زيارته مركزي العيادات الشاملة والصم والبكم للإيواء «حيث فحص المرضى النفسيين المتضررين بفعل الزلزال أو المرضى النفسيين القاطنين في المدينة والذين بحاجة إلى تقييم أولي أو متابعة علاج سابق أو بحاجة لدواء نفسي وفق بطاقة معالجة مسجلة أصولاً في إحدى الجهات التابعة لوزارة الصحة».

مدير عام «ابن خلدون» كشف أن فريق الهيئة، التي تقدم خدماتها التخصصية لسبع محافظات هي: حلب واللاذقية وحماة وإدلب ودير الزور والرقة والحسكة، استهل جولاته الخارجية بزيارة مدينة خان شيخون بمحافظة إدلب «وقدم استشاراته الطبية النفسية والعلاجية للحالات النفسية الموجودة لأكثر من ١١٥ مستفيداً في مقر جمعية مزيد الخيرية ومراكز الإيواء في المدينة».

ولفت إلى أن خدمات المبادرة تتنوع لتشمل «المعاينة الطبية من الناحية النفسية عبر أطباء مدربين وتقديم العلاج النفسي عبر معالجين نفسيين اختصاصيين ومدربين معتمدين لتقديم الإسعاف النفسي الأولي، مع تقديم الخدمة التمريضية النفسية وفرز الحالات الطارئة وإحالتها إلى المستشفى عند الحاجة وتزويد المرضى النفسيين بالأدوية اللازمة بشكل مجاني».

ونوه إلى أن المبادرة استبقت جولتها الخارجية بزيارة طبية لأخوية إيمان ونور في كنيسة مارجرجس بحلب «حيث قدمت خدمات الفحص الطبي والتقييم الأولي والدعم النفسي وتقديم الخدمة التمريضية لـ٦٥ مستفيداً شاركوا في عدد من الأنشطة التفاعلية والحركية والفنية تحت إشراف مدربين اختصاصيين من فريق المبادرة الذين وزعوا بروشورات توعوية وقدموا أدوية لبعض الحالات، على أن تتم متابعتهم بزيارات أخرى».

وكانت المبادرة خدمت منذ انطلاقتها عقب الزلزال مباشرة ٤٤ ألف مستفيد من متضرري الكارثة من المرضى النفسيين في مراكز إيوائهم أو داخل المراكز الصحية في مدينة حلب «الأمر الذي يستدعي بذل مزيد من الجهود لمتابعة تخديم هؤلاء وتوفير الأدوية اللازمة للحفاظ على استقرار اضطراباتهم النفسية من دون نكس»، حسب قول الدكتور محمد بسام حايك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن