استلم لبنان من منظمة الشرطة الدولية «الإنتربول» مذكرة اعتقال بحق حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة.
وحسب وكالة «رويترز»، قال وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي أمس الجمعة: «تلقى لبنان مذكرة اعتقال من منظمة الشرطة الدولية «الإنتربول» بحق حاكم المصرف المركزي رياض سلامة».
ووفق مولوي، فقد صدرت المذكرة بعدما أصدرت فرنسا مذكرة لاعتقال سلامة في إطار تحقيقها فيما إذا كان قد اختلس مئات الملايين من الدولارات من الأموال العامة، وهو اتهام ينفيه حاكم المصرف المركزي.
بدورها، وحسب الوكالة الوطنية للإعلام، أعلنت النيابة العامة التمييزية في لبنان أنها تسلمت نسخة من مذكرة التوقيف المعمّمة من «الإنتربول» بحق سلامة، وأشارت إلى أن المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات سيستمع إلى سلامة الأسبوع المقبل.
وقبل أيام، تهرّب سلامة مجدداً من التحقيق، وفشل القضاء اللبناني في إبلاغه طلب باريس الاستماع إليه.
وأخفق القضاء اللبناني في إبلاغ سلامة، وفق الأصول، بوجوب مثوله أمام القضاء في باريس، وفق ما أفاد مسؤول قضائي بارز لوكالة «فرانس برس»، ما رجّح امتناعه عن حضور جلسة الاستجواب التي كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي.
وفي وقت سابق طلب قضاة فرنسيون خلال وجودهم في لبنان من نظرائهم اللبنانيين تبليغ سلامة باستدعائه للمثول أمامهم في 16 أيار الجاري بموجب تحقيقات أوروبية في قضايا غسيل أموال واختلاس.
وحضر محققون أوروبيون من فرنسا ولوكسمبورغ وألمانيا وبلجيكا ثلاث مرات العام الحالي إلى لبنان، واستمعوا إلى سلامة وشهود آخرين في قضيته، بينهم شقيقه رجا وموظفون سابقون في مصرف لبنان ومسؤولو مصارف تجارية.
يأتي ذلك في أعقاب دعاوى قضائية جديدة رفعها القاضي اللبناني رجا حاموش ضدّ رياض سلامة، الذي تستهدفه تحقيقات قضائية عدّة على خلفية الانهيار المالي في لبنان، وفي أواسط نيسان الماضي حلل مكتب غسل الأموال السويسري آلاف الوثائق ورصد تحويل مبالغ مالية تتجاوز 326 مليون دولار منسوبة إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وشقيقه رجا عبر اتفاق وُقِّع عام 2002.
وفي 28 آذار 2022، أعلنت وحدة التعاون القضائي الأوروبية «يوروجاست» أن فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ جمّدت 120 مليون يورو من الأصول اللبنانية إثر تحقيق استهدف سلامة وأربعة من المقربين منه، بينهم شقيقه، بتُهم غسل أموال و«اختلاس أموال عامة في لبنان بقيمة أكثر من 330 مليون دولار و5 ملايين يورو على التوالي».
ورغم الشكاوى والاستدعاءات والتحقيقات ومنع السفر الصادر بحقه في لبنان، لا يزال سلامة في منصبه الذي يشغله منذ عام 1993، ما جعله أحد أطول حكام المصارف المركزية عهداً في العالم، ومن المفترض أن تنتهي ولايته في أيار الجاري.