أكثر من مليون سوداني نزحوا داخل وخارج البلاد بسبب القتال منهم مئات الآلاف من الأطفال … البرهان يعفي «حميدتي» من منصبه.. والاشتباكات تندلع جنوب دارفور
| وكالات
أعفى رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، أمس الجمعة، منافسه زعيم قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، المعروف باسم «حميدتي»، من منصب نائب رئيس المجلس، واستبدله بعضو المجلس وزعيم «الحركة الشعبية لتحرير السودان» مالك عقار، على حين أوقعت اشتباكات عنيفة أمس بين الطرفين في مدينة نيالا جنوب دارفور غرب السودان 10 ضحايا على الأقل بين المدنيين.
وأشار الجيش السوداني في منشور عبر صفحته في «فيسبوك»، إلى تنفيذ قرار إعفاء «حميدتي» بدءاً من أمس الجمعة.
وحسب بيان نشرته وكالة الأنباء السودانية، وجّه البرهان الأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية بالسودان بوضع المرسوم الدستوري القاضي باعفاء «حميدتي «موضع التنفيذ.
وأمس الجمعة، أوقعت اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة نيالا جنوب دارفور غرب السودان 10 ضحايا على الأقل بين المدنيين.
وعلى الصعيد الإنساني، قال المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ماثيو سولتمارش، إن أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب القتال الدائر في السودان، وأوضح أن هؤلاء الأشخاص مقسّمون على الداخل والخارج؛ 843 ألفاً في الداخل، ونحو 250 ألفاً فروا خارج البلاد.
كذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أنه «يعكف على تكثيف عملياته في 6 ولايات على الأقل في السودان لمساعدة 4.9 ملايين شخص معرّضين للخطر، فضلاً عن مساعدة أولئك الذين يفرّون إلى تشاد ومصر وجنوب السودان.
وقدّرت الأمم المتحدة عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في السودان بنحو 25 مليون شخص، كما قدّرت حجم المساعدات الطارئة الضرورية للبلاد وللفارين من الحرب إلى البلدان المجاورة -الذين يتوقع أن يتجاوز عددهم المليون هذا العام- بنحو 3 مليارات دولار.
في غضون ذلك، ندد مفوض الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، بما وصفها الانتهاكات العديدة والخطرة للاتفاق الذي توصّلت إليه الأطراف المتحاربة في السودان، الأسبوع الماضي في جدة السعودية، بشأن تجنيب المدنيين والبنى التحتية المعارك والسماح بدخول المساعدات الضرورية إلى هناك.
وأشار غريفيث، خلال مقابلةٍ مع وكالة الصحافة الفرنسية إلى إعلان 12 أيار الذي جرى توقيعه في مدينة جدة السعودية بين طرفي النزاع، وتضمّن تعهداً بالامتناع عن مهاجمة العاملين في المجال الإنساني، وقال: «هناك انتهاكاتٌ للإعلان، وهي انتهاكاتٌ فظيعة وتحدث منذ توقيع الإعلان».
وأول من أمس الخميس، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف استعداد بلاده للمساعدة في حلّ الصراع الحاصل في السودان، مؤكداً إمكانية توفير منصة للمفاوضات إذا لزم الأمر.
في غضون ذلك، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»: إن الوضع التعليمي والثقافي للأطفال في السودان يتدهور بشدة، مشيرة إلى أن مئات الآلاف من الأطفال اضطروا لمغادرة مساكنهم، بسبب احتدام القتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
وأكدت «يونيسيف» مقتل 190 طفلاً خلال الأيام العشرة الأولى من النزاع فحسب، فضلا عن إصابة نحو ألفين.
وتحت وابل القصف، وعلى وقع المعارك في المناطق المدنية، غادر نحو 370 ألف طفل منازلهم مكرهين، وذكرت المنظمة أن ما يزيد على 80 ألفاً من هؤلاء توجهوا إلى دول في المنطقة.
وقبل اندلاع النزاع، كان 7 ملايين طفل يعيشون دون تعليم، وأزيد من نصف مليون يعانون سوء التغذية الحاد، هذه الأعداد حالياً في طريقها للزيادة، حيث تسببت الأزمة في إغلاق المؤسسات التعليمية ونقص الإمدادات الغذائية.
وتعميقاً للأزمة، احترق مصنع «ساميل للأغذية»، بعد أن كان مساهماً في عمليات «يونيسيف» وبرنامج الأغذية العالمي.
وكان المصنع «شراكة سودانية- فرنسية»، يغطي احتياجات البلاد وبعض دول المنطقة من أغذية الأطفال.