الصين ودول آسيا الوسطى يختتمون قمتهم الأولى واتفاق على التعاون في المجالات كافة … الرئيس شي يدعو إلى محاربة «شرور» الانفصال والإرهاب والتطرف
| وكالات
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ وقادة الدول الخمس في آسيا الوسطى، أمس الجمعة، إقامة آلية بشكل رسمي للاجتماعات بين رؤساء الدول للصين ودول آسيا الوسطى، بحيث يتبادل الجانبان، الصين ودول آسيا الوسطى، استضافة القمة كل سنتين.
وذكرت وكالة «شينخوا» أن الإعلان صدر في ختام قمة دول الصين واسيا الوسطى التي انعقدت يومي أمس وأول من أمس في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي شمال غربي الصين.
وحسب الإعلان ستُقام القمة القادمة في كازاخستان عام 2025، كما اتفق رؤساء الدول الست على إقامة أمانة دائمة للآلية في الصين.
ووفق الإعلان اتفقت الدول الست أيضاً على تعزيز التعاون المتعمق في جميع المجالات، مع إعطاء الأولوية للنقل والاقتصاد والتجارة والاستثمار والصناعة والزراعة والطاقة والجمارك والتبادلات الشعبية.
وانعقدت القمة بحضور رؤساء دول كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس قرغيزستان صدير جاباروف، ورئيس طاجيكستان أمام علي رحمن، ورئيس تركمانستان سيردار بيردي محمدوف، ورئيس أوزبكستان شوكت ميرزيوييف.
وفي كلمة له خلال القمة أوردت وكالة الصحافة الفرنسية مقتطفات منها، دعا الرئيس الصيني إلى «استغلال كامل» لإمكانيات التعاون بين بلاده ودول آسيا الوسطى في مجالات التجارة والاقتصاد والطاقة الصناعية، وذلك وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وحضّ شي رؤساء هذه الدول على «استغلال كامل لإمكانيات التعاون التقليدي في مجالات الاقتصاد والتجارة والقدرة الصناعيّة والطاقة والنقل»، مؤكداً ضرورة تطوير «محركات جديدة للنمو مثل المال والزراعة والحد من الفقر وخفض انبعاثات الكربون والصحة والابتكار الرقمي».
وقال شي: إنه يتعين على المنطقة والصين «تولي قيادة» هذا المشروع و«تعميق الثقة الإستراتيجية المتبادلة» من أجل «الحفاظ على صداقة دائمة» وتعهد بتقديم دعم للمنطقة بقيمة 26 مليار يوان، أي ما يعادل 3.7 مليارات دولار.
وأعلن أن القادة سيجتمعون مجدداً في 2025 في كازاخستان من أجل «الحفاظ على صداقة دائمة «مشددا في الوقت ذاته على ضرورة توسيع التعاون الأمني لمعالجة «الشرور الثلاثة» في المنطقة، أي النزعات الانفصالية والإرهاب والتطرف.
وأكد أن «على الدول الست أن تعارض بحزم التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ومحاولات التحريض على ثورات ملونة».
وسبق أن أعلنت بكين أن حجم تجارتها مع كازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان وصل إلى 70 مليار دولار في 2022 وسجّل نموا بنسبة 22 بالمئة بوتيرة سنوية خلال الفصل الأول من 2023.
وتحتل آسيا الوسطى مكانة كبرى في مبادرة «طرق الحرير الجديدة» الصينية المعروفة بـ«مبادرة الحزام والطريق» والمقدرة قيمتها بتريليون دولار.
وجاء انعقاد قمة الصين ودول آسيا الوسطى الأولى يومي أمس وأول من أمس بالتوازي مع عقد قادة دول مجموعة السبع «جي 7» قمة يومي أمس واليوم في مدينة هيروشيما اليابانية التي تعرضت لقصف بقنبلة ذرية من أميركا نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.
وحسب قادة دول مجموعة السبع فإن أحد أبرز أهداف القمة التي يعقدونها في اليابان هو مواجهة نفوذ الصين المتزايد وصعودها اقتصادياً إضافة إلى مناقشة الأزمة الأوكرانية.
من جهة أخرى، جددت الصين التأكيد على أن مبدأ «صين واحدة» يمثل الركيزة الأساسية للسلام في مضيق تايوان، مطالبة الولايات المتحدة واليابان وأعضاء مجموعة السبع «جي 7» الآخرين بالتوقف عن التواطؤ مع القوى الساعية إلى ما يسمى «استقلال تايوان».
ونقلت شينخوا عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون بين قوله في مؤتمر صحفي يومي ردا على تقارير إعلامية تفيد بأن رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا قال: إن اليابان تشارك الموقف خلال قمة مجموعة السبع بأن قضية تايوان ينبغي حلها سلميا من خلال الحوار: إن على الولايات المتحدة واليابان وأعضاء مجموعة السبع الآخرين التوقف عن الاستفزازات واللعب بالنار فيما يتعلق بمسألة تايوان، مضيفاً: إنه من الواضح تماماً أن هذه الدول مسؤولة أيضاً عن التوترات في مضيق تايوان.
وأضاف وانغ: إن التهديد الحقيقي للسلام والاستقرار عبر المضيق يكمن في عدم رغبة سلطات الحزب الديمقراطي التقدمي في الاعتراف بتوافق عام 1992 الذي يجسد مبدأ صين واحدة، وفي الأنشطة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى «استقلال تايوان» وفي محاولات تغيير الوضع الراهن المتمثل في انتماء جانبي مضيق تايوان إلى صين واحدة.
وأشار وانغ إلى أنه من أجل الحفاظ على السلام في مضيق تايوان من الضروري التمسك بـمبدأ «صين واحدة» بشكل لا لبس فيه، ومعارضة التحركات الخطرة والاستفزازية من جانب القوى الساعية إلى ما يسمى «استقلال تايوان».
وقال المسؤول الصيني: إن بلاده لن تقبل أي محاولة من أي شخص أو أي قوة للحد من الجهود المبذولة لوقف النزعة الانفصالية الساعية إلى ما يسمى «استقلال تايوان»، ولن تسمح لأي شخص أو قوة بالتدخل في الشؤون الصينية الخاصة تحت ذريعة السعي لتحقيق السلام.
في الغضون، أعلنت السفارة الصينية في الولايات المتحدة أن وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو، سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل للبحث في العلاقات التجارية بين البلدين.
وذكر المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينجيوي، وفق موقع «روسيا اليوم» أن وانغ سيلتقي خلال هذه الزيارة النادرة لمسؤول صيني إلى الولايات المتحدة في أجواء التوتر الحالي، وزيرة التجارة الأميركية جينا ريموندو وممثلة التجارة الأميركية كاثرين تاي في واشنطن.
وكانت التجارة في صلب العلاقات بين الولايات المتحدة والصين لكنها أصبحت نقطة خلاف، فقد فرض الرئيس الأميركي جو بايدن قيوداً على مبيعات الرقائق الدقيقة عالية التقنية للصين، وحذا حذوه حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيون.
وقال ليو: إن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضررت بسبب «الإجراءات الحمائية الأحادية الجانب للولايات المتحدة»، مؤكداً أن «الصين كعادتها تؤيد الانفتاح والتعاون وستواصل توفير الفرص للشركات الدولية بما في ذلك الشركات الأميركية، بفضل تنميتها».