سورية

عقدا مؤتمراً صحفياً في ختام اجتماعات القمة العربية … ابن فرحان: «إعلان جدة» جاء تأكيداً على أهمية تعزيز العمل المشترك … أبو الغيط: عودة سورية من أهم قراراتها وتشكيل لجنة خماسية معنية بشأنها

| وكالات

فيما أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن قرارات القمة العربية بجدة شملت تشكيل لجنة من خمس دول خاصة بسورية ولجنة أخرى خاصة بالسودان، معتبراً قرار عودة سورية بأنه يعد من أهم قراراتها، أوضح وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن القمة العربية الـ32 بجدة ناقشت أبرز القضايا الإقليمية والدولية والمتعلقة بالعالم العربي، والتي تمس الدول الأعضاء ومصالحها المشتركة.

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط «أ ش أ» عن ابن فرحان قوله خلال مؤتمر صحفي، عقب ختام القمة العربية: «إن إعلان جدة جاء تأكيداً على أهمية تعزيز العمل المشترك، بما يسهم في حشد الطاقات والقدرات لصناع مستقبل قائم على الإبداع والابتكار ومواكبة التطورات المختلفة، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار».

وأشار إلى أن أعمال القمة العربية العادية، ناقشت القضايا الإقليمية، بينما تضمن إعلان جدة متابعة التطورات والأحداث الجارية في جمهورية السودان، وضرورة وقف الاقتتال لعودة الأمن والاستقرار وحماية الشعب السوداني.

وشدد وزير الخارجية السعودي على أنه تم التأكيد خلال القمة العربية على مركزية القضية الفلسطينية، وأهمية إيجاد حل قائم على تطبيقات قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

وأشار إلى أنه تم الترحيب بالقرار الصادر عن اجتماع الجامعة على المستوى الوزاري، والذي تضمن استئناف مشاركة الحكومة السورية في اجتماع مجلس الجامعة والمنظمات والأجهزة التابعة لها، معرباً عن أمله بأن يسهم ذلك في دعم استقرار سورية والحفاظ على وحدة أراضيها واستئناف دورها الطبيعي في الوطن العربي.

وأشار إلى أن «إعلان جدة» تضمن عدداً من المبادرات التي من شأنها أن تسهم في دفع العمل العربي المشترك في المجالات الثقافية والاقتصادية والبيئية، وأبرزها مبادرة استدامة سلاسل إمداد السلع الغذائية الأساسية للدول العربية، ومبادرة الثقافة ومستقبل الأخطار، ومبادرة إنشاء حاوية فكرية للبحوث والدراسات والاستدامة والتنمية الاقتصادية.

ورداً على سؤال حول الأوضاع في السودان، قال ابن فرحان: «إننا نعمل بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية على تهيئة الأجواء للوصول إلى هدنة إنسانية، بعد أن صدر قرار جدة بالمبادئ الإنسانية، ونطمح إلى أن نصل قريباً إلى الهدنة التي تؤسس إلى الحوار من بعدها، وحل لهذا النزاع».

وعلى خطٍ موازٍ أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمته خلال المؤتمر أن الاجتماعات كانت سلسة للغاية وهادئة، مشيراً إلى أن أهم القرارات هي عودة سورية مرة أخرى وهي تحمل رمزية واضحة للغاية بأن العرب يريدون أن ينخرطوا بقوة لحل الأزمة السورية.

وأعلن أبو الغيط أن قرارات القمة العربية شملت تشكيل لجنة من خمس دول خاصة بسورية، ولجنة أخرى خاصة بالسودان، وقال: إن اللجنة المعنية بسورية سوف تجتمع قريباً وبشكل عاجل، وأردف: «موضوع سورية سوف يحظى بأولوية وهذا يتطلب نقاشاً مع الحكومة السورية».

وأكد أبو الغيط أن الأزمات العربية احتلت مكاناً هاماً على أجندة القمة العربية، مشيراً إلى أن العرب يرغبون في امتلاك الكلمة العليا لحل الأزمات والمشكلات التي تواجههم من دون تدخل أجنبي.

وحول الجهد الدبلوماسي العربي لتجاوز أزمة عودة العلاقات السورية- العربية مع الجانب الأميركي والأوروبي، قال أبو الغيط: «أرى أنه يجب أن نعمل بمعزل عن رؤية القوى الخارجية لخطوة عودة سورية إلى الجامعة العربية لأن هذا أمر خاص بالعالم العربي والدول العربية والشأن العربي، إذا دولة منشئة للجامعة العربية من الـ7 الأصليين استعادت مقعدها فهذا شأن عربي».

وأضاف أبو الغيط: «أتصور أنه علينا أن نسعى لإقناع القوى الأخرى بصحة المنهج العربي وهذه إرادة عربية، نحن لا نسعى لصدام أو اختلاف مع القوى الخارجية، هناك اجتماع قادم بين المجموعة الأوروبية والمجموعة العربية مقرر له في القريب العاجل، أتمنى ألا تقرر القوى الرافضة لهذه العودة أن تقاطع هذا الاجتماع، لأننا نرغب في إقامة علاقات طيبة مع الجميع، وآمل أن يتفاعل الجميع مع هذه الرغبة».

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية: إن القضية الفلسطينية كانت على رأس نقاشات القمة العربية الـ32، وهو ما ظهر في كل القرارات الصادرة عنها، مؤكداً أن هناك تمسكاً بمبادرة السلام العربية، وجهداً بذلته المملكة العربية السعودية، منذ أيلول الماضي، شاركت فيه الجامعة العربية.

وأضاف أبو الغيط إن الموضوعات الاقتصادية لقيت اهتماماً كبيراً، ومن يتابع القرارات الصادرة عن القمة يجد أن البعد الاقتصادي والاجتماعي يحظى باهتمام كبير.

وأعرب عن تطلعه بأن تكون قمة جدة بداية لأن يأخذ العرب أمورهم بأيديهم ويتحركوا بإرادة جماعية لتسوية الأزمات القائمة في المنطقة العربية، منوهاً بأنه قد لمس حيوية وحركية جديدة في العالم العربي.

وأوضح أن المنطقة العربية مرت بعقد كامل من الصعوبات وهي في طريقها أو آمل أنها في طريقها إلى الخروج من هذه الصعوبات، موجهاً الجميع بقراءة إعلان جدة باهتمام؛ لأن من يطلع على الإعلان سيجد في مقدمته القضية الفلسطينية، وهو ما يثبت أن من أعد هذا الإعلان كان لديه اقتناع كامل بحيوية هذه القضية خاصة في هذا التوقيت تحديداً، الذي يضغط فيه الجانب الإسرائيلي بكل تشدد وعدوانية وتطرف على الفلسطينيين.

وقال الأمين العام للجامعة العربية: ينبغي الاعتراف بأن أغلبية الأزمات العربية تعالج خارج الإطار العربي وبالكاد كانت الدول العربية تشارك فيها، وأوضح أبو الغيط أن الأزمة السورية ستحظى باهتمام أكبر من خلال التعاون مع الحكومة السورية.

وحول الأوضاع في السودان، قال أبو الغيط: «إن اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالحوار مع الأطراف السودانية اجتمعت (الأربعاء)، واستمعنا لتقرير حول جهد المملكة العربية السعودية في السعي بين الطرفين لتحقيق وقف لإطلاق النار ثم الانتقال إلى هدنة مفتوحة ثم بدء البحث في صلب التسوية».

وتوقع أن تكون لدى الجامعة لقاءات أخرى بين المملكة العربية السعودية والأمانة العام للجامعة العربية وجمهورية مصر العربية، لتتحرك الأمور باتجاه تسوية الوضع بشكل إيجابي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن