خزان خضر سورية يعاني ارتفاع أسعارها والبرغل سيد الموائد بدرعا
| درعا – الوطن
باتت أسعار الخضر في أسواق درعا قاسية كقساوة موجة الصقيع التي تمر بها المحافظة، والغريب أن تلك الأسعار لم تقتصر على الخضر القادمة من خارج المحافظة بل تشتمل على الأصناف المنتجة محلياً، وأمام هذا الواقع تجد الحركة في الأسواق باهتة وضعيفة، ويلاحظ الشحوب على وجوه المتسوقين نتيجة الأسعار الصادمة بالنسبة لهم، كما أن الكثيرين منهم يكتفون بالنظر من بعيد إلى بعض البسطات التي تعرض خضراً بجودة عالية وأحياناً كثيرة يعودون أدراجهم من دون شراء شيء والتسليم بالبدائل البيتية من معكرونة ورز وبرغل المعونات، وبجولة على سوقي الخضر في كل من حي المطار وحي الكاشف في مدينة درعا تستوقفك اللوائح السعرية الكاوية والمتبدلة بين يوم وآخر، وعلى سبيل المثال كانت الأسعار يوم أمس للكيلو الواحد من الباذنجان ما بين 375-400 ليرة سورية وللبندورة البلاستيكية 350 ليرة والبندورة الحورانية (الخشبية) ذات اللون الأخضر والجودة المتدنية ما بين 150-200 ليرة، والزهرة 225 ليرة والبصل اليابس الذي بعضه مبرعم وفيه عفونة 175 والبصل الأخضر 325 ليرة والسبانخ والخبيزة 300 والبطاطا المكتسية بالطين 225 ليرة والخيار 325 والفليفلة 425 ليرة والثوم 1400 ليرة سورية، وبلقاء بعض أرباب الأسر أبدوا حيرتهم كيف يتدبرون لقمة عيش أسرهم مع واقع الأسعار المرعب للخضر التي كانت ملاذاً آمناً للفقراء الذين لا طاقة لهم على شراء اللحوم بمختلف أنواعها وأملوا من الجهات المعنية إيجاد الآليات الكفيلة بتأمين الخضر بالأسعار المعقولة، بينما تحدث بعض الباعة عن كساد البضاعة لديهم لقلة الحركة الشرائية مشيرين إلى أن السبب هو الأسعار المرتفعة والتي لا ذنب لهم فيها، إذ إن ذلك يعود للمصدر وهو باعة الجملة الذين يحملون أجور نقل كبيرة ونفقات مختلفة على المواد، ولفت بعض المتابعين لواقع الإنتاج الزراعي أن ارتفاع الأسعار يعود لمحدودية المساحات المزروعة محلياً بسبب ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وبالتالي قلة المعروض من المحاصيل المحلية وعدم تعويض النقص بالقدر الكافي من الخضر الموردة من الخارج ضمن الظروف الراهنة، أضف لذلك تعدد حلقات الوساطة حتى وصول المادة إلى يد المستهلك وبالتالي تحميلها هوامش ربح ونفقات متعددة، والمطلوب من الجهات الوصائية إيجاد آليات تمكن من توفير الخضر بالقدر المناسب لكسر الأسعار التي تفاقمت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.