ربيع الدم
عبد الفتاح العوض
غالباً ما يقدم الغرب اعترافات متأخرة بعد كل مصيبة يكون السبب وراءها، هذه المرة جاء الاعتراف من مايكل موريل، نائب رئيس وكالة الاستخبارات الأميركية «CIA» السابق، حيث قال: إن الاستخبارات أخطأت بتقييم نتائج الربيع العربي الذي شهدته عدة دول في الشرق الأوسط.
كلام موريل جاء في مقابلة مع كريستيان آمانبور لقناة – CNN: «حذرنا لسنوات بأن الضغط يتزايد في منطقة الشرق الأوسط، ومنها الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وما لم نتمكن من القيام به هو أن نقول للرئيس: إن هذه الضغوط وصلت لدرجة الانفجار، لم نتمكن من ذلك، لم نتمكن من تحديد نقطة الذروة، وأعتقد أنه كان ينبغي علينا ذلك».
وتابع قائلاً: «التقييم الآخر الذي قمنا به هو أنه وفي بدايات الربيع العربي، قلنا: إن ذلك سيقطع الطريق على تنظيم القاعدة، وتوجههم بأن العنف هو ما يأتي بالتغيير السياسي، وتبين فيما بعد أن هذا الأمر كان خاطئاً، الربيع العربي كان بالفعل ربيعاً لتنظيم القاعدة». إذاً ربيع القاعدة.
مثل هذا الكلام لم يعد مفيداً بعد أن وصلت الأمور إلى هذه الحالة المتشظية من العنف والذي يزداد ضراوة وضرراً.
ربيع القاعدة هو صناعة أميركية سواء كان بقصد أم بآثار جانبية لسياسات الغاية منها أهداف أخرى.. النتيجة التي وصلت إليها المنطقة جعلت العنف والتطرف زهور هذا الربيع الدامي.
هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية اعتبرت زيارة المواقع التاريخية والآثار الإسلامية، «محرّمة»، مستدلة –على ذلك – بأنه «لم يسبق لأحد من الصحابة القيام بهذا الفعل». وأفتت بأن العمل في مجال السياحة «محرّم»، مؤكدة أن ما يُكسب من مال عبره يعدّ مالاً محرماً، مشددين على ضرورة مناصحة من يعمل في هذا المجال عن طريق ذويه أو إبلاغ الهيئة في حال عدم امتثاله.
مثل هذه الفتوى هي جزء من طريقة تفكير، ولهذا ليس مستغرباً هذا العداء مع الحضارة من جانب الجماعات المتطرفة، هدم الآثار هو ترجمة فعلية لهذه الفتوى. ولا يمكن لهذا المنطق الأعوج أن يصمد أمام حقيقة أن هذه الآثار ما كان لها أن تبقى حتى الآن لو أنها كانت محرمة من عهد الرسول الكريم وأصحابه من بعده… ففي فترات حكمهم لم يتم التعرض لها ولم يتم هدمها… فهل هؤلاء أكثر فهماً للإسلام وأكثر غيرة من رسول اللـه وصحابته.
أقوال:
لا تدع يوماً سيئاً يجعلك تشعر وكأنك تعيش حياة سيئة.