رياضة

مدير منتخب السلة علي درويش لـ«الوطن»: المنتخب خط أحمر وهدفنا إيجاد رعاية للمنتخب نعمل على اللاعبين الصغار وأقبل بأي تدخل إيجابي وطموحنا رفع راية الوطن عالياً

| حاوره: مهند الحسني

تلقى منتخبنا الأول بكرة السلة في عهد الاتحاد الحالي هزائم هي الأقسى له منذ زمن بعيد، لكن الاتحاد أعاد ترتيب أوراقه من جديد وقام بتكليف الكابتن علي درويش لإدارة المنتخب في المرحلة المقبلة، وهو من خيرة خبراتنا الإدارية، وكان له تجارب ناجحة أهمها إقامة بطولة كأس السوبر التي تركت انطباعات جيدة لدى جميع متابعي الباسكت.

وقد اتسعت فسحة تفاؤل عشاق المنتخب في هذه الخطوة التي من خلالها سينعكس وجوده بشكل إيجابي على إعداد وتحضير المنتخب، فهو من الأشخاص الذين يضعون الهدف ويعملون عليه بكل الإمكانات دون كلل أو ملل.

فهل سنشهد تحضيرات مثالية للمنتخب، وهل ستكون عملية انتقاء اللاعبين مدروسة، وهل سينجح ملف اللاعبين المغتربين بما ينعكس على المنتخب.

أسئلة كثيرة طرحتها «الوطن» على مدير المنتخب الوطني الأول بكرة السلة الدكتور علي درويش وأجرت معه الحوار التالي:

• من أين أتت فكرة توليك مهمة إدارة المنتخب الأول؟

كانت الفكرة غير مطروحة، لكن بصراحة أنا والكابتن طريف رئيس الاتحاد دائماً بحالة تشاور وحوار بمواضيع الباسكت والمسابقات وكأس السوبر وعملية تطوير الدوري، وتطرقنا إلى موضوع المنتخب، وقد طرح عليّ فكرة تولي إدارة المنتخب من أجل الاستفادة من خبرتي الإدارية لأني كنت عضواً في إدارة نادي الوحدة إضافة لتنظيم بطولة السوبر، وقبلت بالمهمة لأني أعشق كرة السلة ومنتخب الوطن، ولدي إحساس بأنني سوف نعمل أشياء إيجابية، ممكن أن أقدم خدمات للمنتخب في الحالتين اللوجستية والمادية.

• هل كان لك شروط أو طلبات لقبول المهمة رغم صعوبتها؟

هي ليست شروطاً أنا والكابتن طريف أكثر من أخوين، وأعتبره أخي الكبير، لكن كان هناك بعض الطلبات تتجلى في أن يتم تشكيل الجهاز الإداري من قبلي، وقد وافق على ذلك من دون تردد، ومعظم الأفكار متطابقة بيننا وهناك تشاور بشكل دائم، سنحاول أن نأتي بأسماء جديدة في المنتخب وهو أيد هذه الخطوة.

• هل كان لأعضاء لجنة المنتخبات في الاتحاد رأي فيما تم الاتفاق عليه؟

من المؤكد أن هناك تشاوراً بين أعضاء الاتحاد ولجنة المنتخبات، بالنسبة لي فإن علاقتي مع الكابتن طريف رئيس الاتحاد، هم يتناقشون ويقررون، وأعضاء لجنة المنتخبات مشكورون وعلى رأسهم الكابتن سعد مهايني الذي أبدى تجاوباً كبيراً معي وموقفه كان إيجابياً، وحتى أعضاء الاتحاد هم راغبون في تكليف أحد بإدارة المنتخب من خارج أجواء الرياضة.

• ما الخطوات الأولى لتشكيل كادر المنتخب الفني والإداري؟

الكادر الوطني سوف يتم تعيينه قريباً من مساعد مدرب هو عبود شكور وشهادتي فيه مجروحة، وهو من خيرة المدربين، وسوف نعتمد في هذه المرحلة على المدرب الأجنبي، لكن نولي المدرب الوطني كامل الأولوية، فعندما يكون المدرب الوطني قوياً وصاحب خبرة سوف يعطي المدرب الأجنبي دعماً كبيراً والعكس صحيح تماماً.

• هل صحيح أنكم بصدد التعاقد مجدداً مع المدرب الإسباني خافيير لقيادة لمنتخب؟

ليس بشكل نهائي، لأن المدرب خافيير هو مدرب محترف ويعمل في نادي كبير كريال مدريد وله التزاماته وأشغاله، لكننا على تواصل معه وهو يحب سورية وله علاقة طيبة مع رئيس الاتحاد ومعي أنا ومع بعض اللاعبين لكن هذا لا يعني أنهم سيكونون بالمنتخب.

• كيف سيتم انتقاء لاعبي المنتخب للتصفيات المقبلة؟

طبعاً الجهاز الفني هو الذي سيقوم باختيار لاعبي المنتخب، يمكن أن نقترح بعض الأسماء لخوض المعسكر والتحضيرات لكن القرار النهائي يعود للمدرب فهو صاحب القرار في انتقاء أو استبعاد أي لاعب، وأي لاعب لا يبدي جدّية والتزام كبيرين تجاه المنتخب فلن يرتدي قميص المنتخب مهما علا شأنه، فالمنتخب خط أحمر.

• ذكرت حضرتك أنكم يمكن أن تدعو بعض اللاعبين الكبار من أجل تسجيل حضور طيب في الاستحقاق القادم؟

لدينا في المرحلة القادمة أربعة استحقاقات ابتداء من التصفيات الأولمبية وهي من ضمن أيام الفيبا، وفي شهر أيلول القادم هناك بطولة الألعاب الآسيوية وهي خارج أيام «الفيبا»، والبطولة العربية بمصر أيضاً خارج أيام الفيبا، وفي شهر تشرين الثاني القادم لدينا استحقاق تصفيات آسيا وهي ضمن أيام الفيبا، لذلك سيكون لدينا منتخبان، من الممكن أن ندعو بعض اللاعبين المحليين لبطولات تكون خارج الفيبا وأيضاً التعاقد مع مجنس لهذه البطولات، أما البطولات التي ستقام في أيام الفيبا فلنا حرية الاختيار بما نراه مناسباً من لاعبين محليين ومحترفين وسنعتمد على اللاعب الذي يعطي ويقاتل أكثر من دون أي محسوبيات.

المنتخب الأول سنشارك فيه في الاستحقاقات أيام الفيبا والمنتخب الثاني سيتم تشكيله من اللاعبين الذين نعمل عليهم للمستقبل، وفي كل سفرة سيكون هناك أسماء جديدة وهذا لا يعني أن هناك حالة من عدم الاستقرار، لكن نحن نعمل على أكثر من مرحلة.

• ماذا عن ملف اللاعبين المغتربين الذين تعملون على ضمهم للمنتخب؟

هذا الملف أخذ نوعاً من السرية، ولن نتحدث عنه لأي وسيلة إعلامية حتى تتضح الأمور بشكل نهائي.

• ماذا عن انضمام اللاعب السوري جوي زلعوم للمنتخب القادم؟

هو ضمن خياراتنا لكن في حال كانت أموره صحيحة، ومشاركته سيتم سؤال الاتحاد الدولي عنها لأنه خاض مع منتخب لبنان تحت 16 سنة، وفي حال تمت الموافقة عليه سيكون ضمن اللاعبين المدعوين للمعسكر.

• ماذا عن تحضيرات ومعسكرات المنتخب للاستحقاق المقبل؟

سيكون هناك معسكر بداية شهر تموز القادم في سورية أو في دولة أخرى وهناك احتمال أن يكون هناك منتخب عربي يشاركنا المعسكر، لكن تصفيات آسيا إلى الآن لم يحدد مكانها ولا زمانها، لأن ثمانية منتخبات اعتذرت عن استضافتها بسبب شروطها الصعبة، لكون الاتحاد الدولي أقر أن تقام هذه التصفيات في مدينة واحدة ولمدة معينة.

• هل حاولتم استضافتها في سورية؟

الاستضافة صعبة لأن شروطها المالية كبيرة، ونحن عرضنا استضافة مباريات مجموعتنا لكن لم نلق أي جواب إيجابي لأن الاتحاد الدولي اشترط أن تكون في مدينة واحدة وبصالة واحدة.

• برأيك ما نسبة حظوظنا في التأهل لأولمبياد باريس 2024؟

مازلنا نعمل في البدايات لكن حظوظنا ستكون جيدة حسب توافر اللاعب المجنس واللاعبين المغتربين، وعليه يمكن أن نعطي رقماً صحيحاً حول نسبة حظوظنا، ومشاركتنا ضرورية من أجل أن نعرف مقياس مستوانا، ولدينا أيضاً مشاركة في البطولة العربية بمصر وهذه البطولة ستقام في غير أيام الفيبا ما يعني أننا أمام مشاركة بلاعبينا المحليين الصغار، طموحنا كبير في بناء منتخب للمستقبل لكن ذلك يحتاج إلى وقت وصبر ومتابعة دقيقة.

• إضافة لخبرتك الإدارية ماذا يمكن أن تفيد المنتخب على الصعيد التسويق لكونك رجل أعمال؟

أكيد لدينا اتصالات مع العديد من الشركات لأن إعداد المنتخب يحتاج إلى توافر ميزانية كبيرة، ووجود عملية تسويقية ناجحة سيكون لها نتائج إيجابية على إعداد المنتخب، وسوف نختار شركات لأسماء كبيرة تليق بالمنتخب، لا يوجد أحد يقصر بحق منتخب الوطن والاتحاد الرياضي من أكبر الداعمين، لكننا اليوم نحتاج إلى ميزانية مالية جيدة للإعداد والتحضير المثالي، والمال عصب الرياضة شاء من شاء وأبى من أبى، وعندما يكون لديك لاعب محترف من طراز النجوم سوف يساعدك في المباريات الصعبة واليوم يجب علينا اختيار اللاعب الجيد للمنتخب وهذه مهمة الجهاز الفني لكن ذلك يتطلب وجود ميزانية جيدة.

• أنتم أمام استحقاقات مهمة فهل وضعتم إستراتيجية عمل واضحة للمرحلة المقبلة؟

بالنسبة لنا نحن نعمل على اللاعبين الصغار وسوف نقوم بزجهم ضمن صفوف المنتخب لكن ضمن خطة إعداد مدروسة تكون نتائجها جيدة ولا تنعكس علينا بنتائج غير مرضية، ثمة أسماء للاعبين سيتم استبعادها وأخرى سوف تفرض نفسها يأتي في مقدمتهم اللاعب العملاق عبد الوهاب الحموي فهو حاضر مع المنتخب القادم لعدم وجود البديل وسيكون هابو حجر أساس المنتخب.

• هل تتوقع أن تكون هناك تدخلات بعملك الجديد؟

الكابتن طريف من طبعه أن يعطي مساحة كبيرة بالعمل، وتدخله سيكون إيجابياً، وأنا أقبل بأي تدخل إيجابي، لكني لا أسمح بأن يُفرض رأي على الجهاز الفني لأنه من اختصاص المدربين.

• أنت أمام مهمة صعبة ويمكن أن تنجح أو تفشل فماذا تتوقع؟

التوفيق من رب العالمين، ويجوز أننا نعمل كل شيء ولا نحقق هدفنا، لأن لعبة الباسكت فيها مفاجآت كثيرة قد تخسر في آخر ثوانٍ، نحن نعمل بكل جهدنا لتأمين كل متطلبات التحضير المثالي من مباريات ومعسكرات، ومسؤولية النتائج حينها ستقع على عاتق اللاعبين والمدرب، عندما تهيئ الأمور بشكل صحيح يجب على اللاعبين أن يعطوا نتائج جيدة، ولا أظن أن أحداً يزرع بشكل جيد ولا تكون ثماره يانعة، يمكن أن يطول الحصاد لكن بالنهاية سيكون مثمراً حتماً.

والذي يحب الرياضة وكرة السلة يجب أن يزرع للمستقبل ولا يعني ذلك أن عليه أن يقطف لأنه في هذه الحالة هو إنسان ضعيف.

• هل سيكون للإعلام الوطني دور في رحلة المنتخب القادم؟

طبعاً سيكون الإعلام قريباً بكل التفاصيل الطارئة على المنتخب باستثناء ملف اللاعبين المغتربين لأنه من اختصاص لجنة خاصة تقوم به.

• كلمة أخيرة لجمهور وعشاق السلة السورية؟

جمهور سورية هو الكنز الحقيقي للرياضة السورية، تعرضنا للعديد من الخيبات في لعبتي السلة والقدم، وتدهور حال الرياضة السورية نتيجة عدة أسباب مرت في الفترات السابقة، هناك جمهور كبير يعشق كرة السلة وهم يتمنون أن يروا منتخب بلادهم كما كان في الأيام الخوالي عندما كنا نرعب أقوى المنتخبات، وكان لدينا جيل ذهبي من اللاعبين أمثال أنور عبد الحي، محمد أبو سعدى وغيرهم كثر، نتمنى أن نعيد هذا الألق للسلة السورية في المرحلة القادمة ونرفع راية الوطن عالياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن