القوات الروسية سيطرت على باخموت.. وموسكو: مخاطر مهولة ستواجه الغرب إذا أمد كييف بـ«إف 16» … لافروف: قرارات مجموعة السبع الأخيرة تهدف إلى الاحتواء المزدوج لروسيا والصين
| وكالات
بالتوازي عن إعلانها بإحكام سيطرة القوات الروسية الكاملة على مدينة باخموت، أكدت موسكو أمس السبت أن التزام دول الغرب إزاء سيناريو التصعيد في أوكرانيا سيؤخذ في بالحسبان في جميع خطط موسكو، وأن لدى الأخيرة كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددتها، لافتة إلى أن قرارات مجموعة السبع الأخيرة تهدف إلى الاحتواء المزدوج لروسيا والصين.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مشاركته في الدورة الـ31 للجمعية العامة للمجلس الروسي للسياسة الخارجية والدفاعية في موسكو: «أنظروا إلى القرارات التي تجري مناقشتها واعتمادها في هيروشيما في قمة مجموعة السبع والتي تهدف إلى الاحتواء المزدوج لروسيا وجمهورية الصين الشعبية».
وأشار إلى أن «المسار الغربي» بالشكل الذي عرفته السياسة الخارجية الروسية حتى وقت قريب، «استنفد نفسه تماما»، ودخلت روسيا «مرحلة المواجهة الحادة مع كتلة عدوانية تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي».
وتابع: «تم تحديد المهمة بشكل صريح وعلني وهي هزيمة روسيا في ساحة المعركة، ولكن دون التوقف عند هذا الحد، بل المضي قدما للقضاء عليها كمنافس جيوسياسي، وفي الواقع، أي دولة أخرى تطالب بمكانة مستقلة في الساحة العالمية، سيتم قمعها أيضا باعتبارها منافسا».
ولفت لافروف حسب موقع قناة «روسيا اليوم» إلى حقيقة أن مجتمع الخبراء في الدول الغربية بات يعمل علنا على «دراسة طلب تلقاه لوضع سيناريوهات لتقسيم روسيا»، وهم لا يخفون أن وجود روسيا كمركز مستقل يتعارض مع تحقيق هدف الهيمنة العالمية للغرب.
من جهتها نقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، عن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، أمس السبت، قوله إن «دول الغرب ستُواجه «مخاطر مهولة» إذا أمدت أوكرانيا بطائرات مقاتلة من طراز «إف 16»، وجاء ذلك رداً منه على سؤال حول تداعيات إمداد أوكرانيا بالطائرات التي تطلبها أوكرانيا من دول حلف شمال الأطلسي.
وأضاف غروشكو: نرى أن دول الغرب لا تزال ملتزمة إزاء سيناريو التصعيد، إنه ينطوي على مخاطر مهولة عليها، مضيفاً: إنه على أي حال، سيؤخذ ذلك بالحسبان في جميع خططنا، ولدينا كل الوسائل اللازمة لتحقيق الأهداف التي حددناها.
وقال مسؤولون أميركيون كبار إن أوكرانيا لم تحصل بعد على تعهدات بعمليات تسليم للطائرات، لكن الرئيس الأميركي جو بايدن، قال لزعماء «مجموعة السبع» أول من أمس الجمعة: إن واشنطن تدعم برامج التدريب المشتركة للطيارين الأوكرانيين على طائرات «إف 16».
وفي وقت سابق أمس، صرّح الضابط المتقاعد في الجيش الأميركي إيرل راسموسن، بأنّه على الرغم من أن الولايات المتحدة يمكن أن تستفيد اقتصادياً من إمداد أوكرانيا بمقاتلات من طراز «إف 16»، إلا أن التداعيات السياسية المحتملة لتلك الخطوة قد تمنع البيت الأبيض من الإقدام عليها.
من جانبها، اعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الولايات المتحدة تشن حرباً هجينة ليس فقط ضد روسيا، ولكن ضد المنطقة بأكملها.
وقالت زاخاروفا في حديث لقناة «زفيزدا» التلفزيونية الروسية: «نرى جيداً كيف أنهم لم يستثنوا ولم يرحموا أحداً… هذه ليست مجرد مواجهة مع روسيا، هم يستخدمون أراضي وشعب أوكرانيا لتحقيق أغراضهم الخاصة».
وأشارت زاخاروفا إلى أن واشنطن تبدي إنسانية زائفة وتضلل الآخرين بالقول: «إنها لن تمنح طائرات إف 16 لأوكرانيا إلا بشرط عدم استخدامها لضرب روسيا»، مشددة على أن الولايات المتحدة لا تملك أي أساس أخلاقي للإدلاء بمثل هذه التصريحات.
ولفتت زاخاروفا إلى أن كلمات مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان حول مثل هذه الشروط لتوريد طائرات إف 16 إلى كييف، لا تتوافق مع أي قانون دولي أو تشريع محلي، مضيفة: من جديد تمارس الولايات المتحدة هوايتها المحببة، محاكاة الأمور والتزوير أو التلاعب بالبيانات من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها.
ميدانيا، أعلن مؤسس مجموعة «فاغنر» العسكرية الخاصة الروسية يفغيني بريغوجين أن القوات الروسية فرضت أمس سيطرتها الكاملة على مدينة أرتيوموفسك أو ما تعرف باسم باخموت.
وقال بريغوجين في تسجيل مصور من أرتيوموفسك: «بحلول ظهر (أمس) السبت، تمت السيطرة على الجزء الأخير من أرتوموفسك، وذلك بعد 224 يوما من القتال».
وأعرب بريغوجين عن شكره الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرالين سيرغي سوروفيكين وميخائيل ميزينتسيف على الدعم الذي قدم لمقاتلي «فاغنر» خلال ملحمة أرتيوموفسك.
وأضاف بريغوجين أنه اعتبارا من 25 أيار، ستبدأ «فاغنر» في سحب وحداتها من أرتيوموفسك للاستراحة وإعادة التدريب، بينما ستنتقل السيطرة على المدينة لوزارة الدفاع.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها قضت على أكثر من 500 من الجنود الأوكرانيين، كما أسقطت 18 طائرة مسيرة أوكرانية خلال العمليات القتالية يوم أمس.
وجاء في بيان الوزارة اليومي حول سير العملية العسكرية الخاصة، على محور كوبيانسك: تمت تصفية نحو 55 جندياً أوكرانياً، وتحييد مجموعة تخريب واستطلاع.
وأشارت إلى أنه تم القضاء على أكثر من 60 جندياً ومجموعتين للتخريب والاستطلاع على محور كراسني ليمان، كما تم مقتل 85 جندياً للقوات الأوكرانية على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه، وعلى محور خيرسون قامت القوات الروسية بالقضاء على 30 من الجنود الأوكرانيين.