أنباء عن هدنة جديدة والجيش أكد إيقاع خسائر كبيرة في صفوف «الدعم السريع» … تصاعد الضربات الجوية والاشتباكات بين طرفي الصراع في السودان
| وكالات
مع دخول الصراع بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» أسبوعه السادس، تصاعدت أمس حدة الضربات الجوية والاشتباكات بين الطرفين، على حين توقع تحالف «قوى الحرية والتغيير» أن يتم الإعلان عن اتفاق هدنة جديدة، في وقت اتهمت فيه وزارة الخارجية السودانية «الدعم السريع» باقتحام سفارة قطر في الخرطوم.
وشهدت مناطق جنوب وشرق مدينة أم درمان صباح أمس والليلة قبل الماضية اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة بين عناصر «قوات الدعم السريع» والجيش السوداني، وتركزت المعارك حول محيط الإذاعة والتلفزيون، حيث سمع دوي الانفجارات بالمناطق المحيطة، وفق ما ذكرت قناة «سكاي نيوز».
وتحدث شهود عن أن مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور شهدت معارك ضارية حول محيط قيادة الفرقة 16 التابعة للجيش السوداني أوقعت قتلى وجرحى بين المدنيين، على حين ذكر موقع قناة «الميادين» أن الضربات الجوية انهالت على ضواحي العاصمة السودانية الخرطوم صباح أمس السبت.
وفي وقت سابق، من مساء أول من أمس أكد الجيش السوداني في بيان تصدي قواته لمحاولة «الميليشيا المتمردة» الهجوم على قيادة الفرقة (16) مشاة بنيالا، وتكبيدها خسائر كبيرة بما في ذلك مئات القتلى والجرحى وتدمير عشرات العربات المسلحة والقضاء على عدد كبير من القناصة.
وجاء في البيان «وجهت قواتنا ضربات لتجمعات من الميليشيا المتمردة في جنوب أم درمان ووسط الخرطوم وبحري ألحقت بالمتمردين عشرات القتلى والجرحى وتدمير عدد من العربات المسلحة، وجرى رصد حالات هروب بأعداد كبيرة من المتمردين تتجه إلى غرب البلاد على متن عربات مدنية مسروقة من المواطنين ومحملة بكميات من المنهوبات.
وقال الجيش «الميليشيا المتمردة مستمرة في ممارسة سلوكها الإرهابي المتمثل في ترويع المواطنين والاستيلاء على منازلهم بالقوة ونهب الممتلكات والتخريب الممنهج للمرافق العامة»، مضيفاً: «ترصد قواتنا بدقة تحركات العدو داخل العاصمة ونؤكد كامل جاهزيتها للتعامل الحاسم مع نيات العدو المرصودة».
في الأثناء، توقع تحالف «قوى الحرية والتغيير» في السودان، أن يتم الإعلان عن اتفاق هدنة جديدة (أمس) السبت بين طرفي الصراع.
وقال شريف محمد عثمان، المتحدث باسم التحالف، حسب وكالة «سبوتنيك»: إن «الاتفاق الجديد هو ثمرة المفاوضات الجارية في جدة برعاية سعودية أميركية، ويمتد لعشرة أيام، ويخضع لآليات مراقبة محكمة من أطراف دولية، لمراقبة وحماية الممرات الإنسانية، وإدارة عملية توزيع المساعدات الإنسانية، والسماح بصيانة وإصلاح خدمات الصحة والمياه والكهرباء في المناطق المتضررة».
وأضاف عثمان: إن «الهدنة الجديدة تشمل ثلاثة مبادئ، تبدأ بتثبيت وقف إطلاق النار وإعلان المبادئ، ومن ثم تأتي المرحلة الثانية في البحث عن آليات متوافق عليها، وأخيراً تأتي المرحلة الثالثة، التي تركز على العملية السياسية للأزمة».
وأعلن عثمان أن «دولاً عربية عديدة قامت بالتواصل مع تحالف «قوى الحرية والتغيير» من أجل إيجاد حل للأزمة السودانية»، مؤكداً أن «التحالف يعول على التزام جميع الأطراف العربية وجامعة الدول العربية في تطبيق كل ما يتم التوصل إليه من اتفاقات في السودان، وممارسة ضغوط على الأطراف السودانية للالتزام بالهدن ووقف إطلاق النار».
وتشهد مدينة جدة محادثات بين مبعوثي الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» برعاية سعودية أميركية تبحث وقف إطلاق النار وتمديد الهدنة وفتح الممرات الإنسانية في السودان.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان: إن «المباحثات السودانية متواصلة في مدينة جدة»، مشدداً على أنه من المبكر الحديث عن انفراجة، داعياً الأطراف السودانية إلى «التحلي بالمسؤولية واللجوء للحوار».
وتدور منذ 15 نيسان الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفة المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين، في حين لا يوجد إحصاء رسمي عن ضحايا العسكريين من طرفي النزاع.
إلى ذلك، أدانت وزارة الخارجية السودانية اقتحام قوات «الدعم السريع» مقر السفارة القطرية بالخرطوم، وقالت الوزارة في بيان أوردته وكالة أنباء السودان «سونا»: تدين وزارة الخارجية بأشد العبارات قيام قوات «ميليشيا الدعم السريع المتمردة» بالهجوم على مقر السفارة القطرية في الخرطوم والعبث بمحتوياتها وتخريب الأثاث وسرقة المقتنيات وأجهزة الحاسوب والسيارات من دون مراعاة للأعراف والقوانين الدولية المعنية بحرمة وحماية الدبلوماسيين ومقار وممتلكات البعثات الدبلوماسية.
وأضافت: «تجدد وزارة الخارجية استنكارها وإدانتها لهذا السلوك الإرهابي والإجرامي لقوات الميليشيا المتمردة وتدعو المجتمع الدولي لإدانتها بأشد العبارات واعتبارها منظمة إرهابية وتحميلها المسؤولية القانونية والأخلاقية».