رياضة

مباراة موسم

| غسان شمه

كلام كثير تداوله عشاق الكرة العالمية حول اللقاء الكبير والمثير بين المان سيتي وريال مدريد، في نصف نهائي الأندية الأوروبية، والخسارة القاسية التي تعرض لها الفريق المدريدي، حامل أكبر عدد من الألقاب في هذه البطولة، وحمّل كثير من عشاقه المدرب أنشيلوتي وزر الخسارة القاسية، وربما من الجدير الحديث أكثر عن حضور غوارديولا.

هذا المدرب صنع التاريخ مع برشلونة في مرحلة كانت صفوف الفريق تضم عدداً كبيراً من النجوم، وها هو يصنع تاريخاً جديداً مع المان سيتي بتوليفة تضم عدداً لا يستهان به من النجوم، ولا نرى في ذلك نقيصة من إمكانات المدرب، فكما تعرفون قد تتوافر مثل هذه الأوراق الكثيرة بيد مدربين آخرين ولكن هل يتمكن جميعهم من فعل ذلك؟

المباراة تابعها الكثيرون وشاهدوا لاعبي المان سيتي وهم يحرثون الملعب في الشوط الأول، ويطبقون على خصمهم الكبير حتى لم يدعوا له مساحة للتنفس إلا في أقل الحدود، والشوط الثاني لم تتحقق فيه طموحات عشاق الريال.. وكانت مباراة بنفس ثأري عالي السخونة ليؤكد السيتي حضوره الطاغي في عالم الكرة اليوم، وفي دوري هو الأصعب والأكثر تنافسية بين الدوريات الأوروبية والعالمية.

غوارديولا في إحدى المقابلات أكد بكثير من الثقة بالنفس أنه يحب نفسه كثيراً، وأنه ينال ما يستحق من تقدير، وهو محق في ذلك، ففريقه يقدم كرة قدم بنكهة الشغف والمتعة والقوة في آن معاً.

وكان اللافت في الحوار حديثه عن الحالة الطريفة التي وقعت بينه وبين دي بروين، خلال الشوط الثاني، وتبادل الصراخ الذي رأى فيه غوارديولا لحظة فارقة أعادت بروين إلى حيويته ليتوازن ويعود بشكل أفضل. وأكد المدرب، ببساطة، أن مثل ذلك قد يحدث ويلعب دوراً إيجابياً في لحظة ما. لنقف على نوع من التفكير الخلاق للمدرب الذي يسهم مع كثير من التفاصيل، في بناء علاقة خلاقة بين الخط والميدان لتحقيق الأفضل.

من الطبيعي أن يمر أي فريق مع مدربه بلحظات متباينة من القوة والضعف، ومن النجاح والفشل، لكن غالباً ما تكون الحالة الفكرية والنفسية العالية ذات أثر مهم في لحظة ما.

المتعة والشغف والالتزام كلها مفردات لا يمكن القفز فوقها، وفيها الكثير من الدروس لمن يود ويريد..!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن