بعد غياب دام ثمانية عشر عاماً … هل يحقق الأهلي حلم جماهيره بعودة اللقب إلى حلب؟
| حلب – فارس نجيب آغا
الفوز المهم الذي حققه أهلي حلب على حطين في الجولة 20 من منافسات الدوري الممتاز بكرة القدم قلص الفارق بينه وبين المتصدر الفتوة إلى نقطة واحدة فقط وجدد الأمل بشكل كبير في ملامسة درع الدوري هذا الموسم، حيث يتبقى على الأهلي الفوز في مواجهتي المجد وتشرين المتبقيتين وعليه أن ينتظر هدية مقدمة من خصمي الفتوة وهما الوثبة والمجد، وعلى الأهلي أيضاً أن ينتصر في مبارياته من دون النظر إلى الخلف ومن ثم قد يمنحه القدر البطولة في حال تعثر المتصدر الفتوة بأي مباراة ممكنة.
إذاً كل شيء وارد حدوثه والجولة المقبلة ربما تكون حاسمة وهذا يتوقف على نتيجة الأهلي مع المجد الذي يصارع للهروب من شبح الهبوط، ومن الطبيعي أن تكون المباراة صعبة على الأهلي الذي يعرف تماماً مدى المواجهة مع خصم سيقاتل حتى الرمق الأخير، ومن هنا يجب الإعداد لهذه المباراة بشكل جيد واحترام الخصم والتحضير فنياً وبدنياً وذهنياً وهذا كله بيد المدرب حسين عفش الذي يمتلك خبرة كبيرة في دورينا وله تجارب مع أندية عديدة.
فقدان الشجاعة
الأهلي رغم فوزه على حطين لكنه لم يقنع في الأداء ويبدو أن المردود خجول جداً لفريق صرفت عليه مئات الملايين من عقود وما شابه وكان من المفترض أن تكون صورته أفضل من ذلك والنهج المتبع لم ينل إعجاب الجماهير التي تضع في كل مباراة يدها على قلبها وخاصةً عندما يتقدم الفريق ومن ثم يعود إلى المواقع الخلفية، وهذا الشيء تكرر في أكثر من مباراة، ما أدى لإهدار نقاط كانت كفيلة بحسم لقب الدوري منذ أسابيع، الشيء المحير هو الأسلوب الذي لا يتسم بالشجاعة، علماً أن المدرب حسين عفش اعترف بالخطأ وعلل ذلك بضرورة الحيطة والحذر ومحاولة الحفاظ على التقدم، ولكن ذلك لم يؤد لنتائجٍ ايجابية وانتصارات ضاعت كانت في متناول اليد كما أن عدم المجازفة وفقدان الجرأة أدى لضياع نقاط مهمة على الفريق وهو الآن بحاجة إلى الفوز في المباراتين المتبقيتين وانتظار نتائج الفتوة.
إدارة هاوية
الجانب الأهم هو حالة التقصير الواضحة من مجلس الإدارة الذي يعيش أياماً صعبة على ما يبدو نتيجة غرق النادي في بحر الديون المتراكمة والتي بحسب مطلعين تجاوزت الملياري ليرة سورية وربما أكثر مع عجز كلي عن تأمين مستحقات الفرق وكوادرها الفنية والهرولة خلف غرفة صناعة حلب منذ أيام لتقديم المساعدة بأي مبلغ يسد رمق النادي الذي ضاع في بحر العشوائية الإدارية من قبل إدارة هاوية لم يتطابق عملها مع واقع النادي المادي فكانت الصرفيات أكبر من الواردات بأرقام كبيرة جداً، حيث وجد النادي نفسه الآن وسط بحر عائم من الديون التي يصعب سدادها نهائياً، لذلك حتى نكون منصفين لم يتلق فريق كرة القدم الدعم المطلوب على عكس كرة السلة التي فعلت ما يحلو لها وهو نتاج ضعف مشرف كرة القدم والاكتفاء بالجلوس على الكرسي فقط وعدم امتلاكه شجاعة تصدير أي قرار بعد أن كان صوته يصدح على المدرجات والصالات أما بعد دخوله مجلس الإدارة فلم يعد أحد يسمع صوته إطلاقاً لأنه وصل إلى مآربه كما أنه لا يملك شيئاً ليتبرع به للنادي مادياً وهو شيء اعتادت الجماهير عليه فالكلام شيء والواقع شيء آخر، والسؤال هنا ما الهدف من تعيين هكذا أعضاء غير جديرين بالقيادة فلا فائدة فنية ولا مالية ولا حتى إدارية.
عودة اللقب
على فريق الأهلي أن يؤمن بقدراته ويكمل طريقه بمفرده بعيداً عن مجلس الإدارة الذي لم يصرف مستحقات اللاعبين المتأخرة حتى الآن حاله حال جهازه الفني، حيث يدين النادي للمدرب حسين عفش بمبلغ جيد لا أحد يعلم متى سيتم الإفراج عنه فيما مشرف كرة القدم لا يقدم ولا يؤخر وحضوره أو غيابه واحد للأسف، لذلك الفريق مطالب بإكمال الدوري حتى النهاية من دون النظر لمجلس الإدارة الذي يسبح عكس التيار فالبطولة قاربت على نهايتها وعودة درع الدوري إلى حلب أمر ممكن حدوثه، ولا شيء مستحيل في كرة القدم والفوز على المجد وتشرين وتعثر الفتوة يعني أن اللقب عاد إلى حلب.
بادرة وغياب
الفريق سيخوض مباراة المجد مكتمل الصفوف ولا يوجد أي شيء يعكر الأجواء والاستعدادات تبدو على أعلى مستوى والفريق يعيش أجواء مستقرة مع مكافأة مالية تقارب عشرة ملايين ليرة سورية تبرع بها بعض التجار عقب الفوز الذي تحقق على حطين وهي بادرة جيدة كان من الأولى أن يقدم عليها مجلس الإدارة ويصرف المكافآت من صندوق النادي في هذا الوقت الحساس الذي يجب أن يكون الجميع فيه يداً واحدة فيما مجلس الإدارة خارج التغطية ورئيس النادي يحضر مباريات كرة السلة الأنثوية ويتغيب عن لقاء حطين المهم في مشهد غريب لا يوجد تفسير له.