عربي ودولي

بعد إعدامها 47 شخصاً بينهم النمر … منظمة العفو تتهم الرياض بـ«تصفية حسابات سياسية».. وإيران تتوعد: السعودية ستدفع ثمناً باهظاً

توالت ردود الفعل المستنكرة والرافضة لإعدام السعودية لرجل الدين المعارض البارز نمر باقر النمر، حيث توعدت طهران الرياض بدفع ثمن باهظ، كما اعتبرت منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط أنه عبر إعدام 47 شخصاً بينهم رجل الدين نمر النمر، فإن السعودية «تصفي حسابات سياسية»، وفي المقابل كان موقف دولة الإمارات في سياق مختلف، حيث أيدت على لسان وزير خارجيتها إجراءات السعودية فيما وصفته بمحاربة الإرهاب.
وأدانت الخارجية الإيرانية أمس إعدام النمر، متوعدة حكومة الرياض «بدفع ثمن باهظ» لهذا الإجراء الذي أقدمت عليه.
وقال المتحدث باسم الخارجية حسين جابر أنصاري: إن «السياسة اللامسؤولة للحكومة السعودية ستدفع بسببها ثمناً باهظاً».
من جهته استنكر عضو مجلس خبراء القيادة الإيراني آية اللـه خاتمي، إعدام السعودية للنمر، داعياً منظمة التعاون الإسلامي إلى اتخاذ موقف إزاء ذلك.
وصرح خاتمي بأنه يتوقع من منظمة التعاون الإسلامي اتخاذ موقف واضح من عملية إعدام رجل الدين نمر باقر النمر، مشيراً إلى أنه سيطلب من الجهاز الدبلوماسي الإيراني اتخاذ موقف حازم بهذا الصدد. ورجح خاتمي خروج احتجاجات وتظاهرات تنديداً بإعدام النمر الذي وصفه بالجريمة.
كما أثار إعدام النمر موجة من الغضب في العراق وتظاهرات، حيث طالب بعض قادة البلاد بإغلاق سفارة الرياض في بغداد التي أعيد افتتاحها حديثاً.
وجرت تظاهرة شارك فيها المئات في مدينة كربلاء (120 كلم جنوب بغداد) رفعوا خلالها صور الشيخ النمر ونددوا بالسعودية، بحسب وكالة فرانس برس.
هذا وشجب الائتلاف العراقي الحاكم في العراق تنفيذ السعودية حكم الإعدام في الشيخ نمر النمر، وقال نائب في الائتلاف إن هذه الخطوة يراد منها إذكاء الفتنة الطائفية و«إشعال المنطقة».
وفي البحرين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مجموعات من المتظاهرين كانوا يحتجون على إعدام النمر في السعودية.
وعلى وقع هتافات «الموت لآل سعود» اصطدم المتظاهرون بالشرطة التي وضعت حواجز واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، بحسب الشهود من دون تسجيل إصابات.
ونظمت تظاهرات صغيرة في قريتين على الأقل هما جدحفص والمالكية في غرب وجنوب المنامة. ووجهت دعوات إلى تظاهرات أخرى مساء.
كما ندد حزب اللـه أمس بإعدام النمر بناء على «حجج واهية وأحكام فاسدة»، داعياً المجتمع الدولي وهيئاته ومنظماته إلى إدانة هذه «الجريمة النكراء».
وقال الحزب في بيان أصدره أمس: «يدين حزب اللـه بشدة الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام السعودي، والمتمثلة باغتيال العالم الكبير المجاهد الشيخ نمر باقر النمر، بحجج واهية وأحكام فاسدة وادعاءات فارغة، لا تستقيم على منطق، ولا تدخل بميزان عدل».
واعتبر الحزب الذي سبق وندد أمينه العام حسن نصر اللـه مراراً باعتقال النمر مطالباً بإطلاق سراحه، أن «السبب الحقيقي الذي دفع السلطات السعودية إلى الحكم بإعدام الشيخ النمر هو أنه صدع بالحق وجهر بالصواب وطالب بالحقوق المهدورة لأبناء شعب مظلوم، محكوم بالاستبداد والجهل، ومسلوب الحقوق والثروات، من مجموعة فاسدة».
بدوره اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان إعدام النمر «خطأ فادحاً كان يمكن تفاديه بإصدار عفو ملكي يسهم في تنفيس حال الاحتقان المذهبي والطائفي التي تعصف بالمنطقة العربية».
وقال في بيان: إن إعدامه «جريمة بحجم الإنسانية ستتردد تداعياتها في القادم من الأيام».
كما أدان المفتي الجعفري الممتاز في لبنان الشيخ أحمد قبلان جريمة إعدام الشيخ النمر وقال.. «إن من أخذ هذا القرار إنما استهدف الدين والعقل والوعي والوحدة وتصرف بخلفية عقل سياسي لا يقبل مطالباً بحق ولا صارخاً من ألم الجور ولا منكراً لفساد» محذراً من عواقب هذا الخطأ الكبير وتداعياته.
من جهته أوضح الشيخ عباس زغيب المفتي في المجلس الشيعي الأعلى أن إعدام الشيخ النمر دليل واضح وجلي على بشاعة الفكر الإرهابي الذي تتعاطى به الأسرة الحاكمة في السعودية معتبراً أن دماء النمر ستكون عصفاً يدمر عروشهم القائمة على دماء وجماجم المظلومين وقتلهم الأبرياء في اليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان ودعمهم للجماعات الإرهابية في كل دول العالم التي تنشر القتل والفساد في الأرض.
كما أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة أن «جريمة إعدام الشيخ نمر النمر تعكس إصرار هذا النظام على إذكاء نار الفتن «مشددة على «أن الإرهاب الذي أشعله نظام آل سعود باسم ما يسمى «الربيع العربي» سيحرق من تورطوا بإشعاله».
كما تظاهر مواطنون سعوديون في شرق السعودية أمس تنديداً بإعدام الشيخ نمر النمر.
وذكرت «رويترز» نقلاً عن شهود أن المتظاهرين رددوا هتافات تستنكر سياسة الاستبداد والقمع التي ينتهجها النظام السعودي من بينها «يسقط آل سعود».
وقد حذر شقيق النمر أمس من أن إعدامه «سيثير حفيظة الشباب» لدى هذه الأقلية في المملكة، داعياً في الوقت نفسه إلى الهدوء.
دولياً أعرب الاتحاد الأوروبي أمس عن «قلقه البالغ» بعد إعدام النمر في السعودية.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان: إن «الحالة الخاصة للشيخ نمر النمر تثير قلقاً بالغاً حيال حرية التعبير واحترام الحقوق المدنية والسياسية الأساسية والتي ينبغي أن تصان في كل الحالات، بما في ذلك إطار مكافحة الإرهاب».
واعتبرت موغيريني أن «من شأن هذه الحالة أن تزيد من إشعال التوتر الطائفي الذي يوقع أصلاً أضراراً كبيرة في المنطقة».
وفي هذا السياق، دعا الاتحاد الأوروبي السعودية إلى «تعزيز المصالحة بين مختلف مكوناتها»، مطالباً جميع الأطراف بالتحلي بـ«المسؤولية وضبط النفس».
كما اعتبر مدير منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط فيليب لوثر لوكالة فرانس برس أنه عبر إعدام 47 شخصاً أدينوا بـ«الإرهاب» بينهم رجل الدين نمر النمر، فإن السعودية «تصفي حسابات سياسية».
وصرح لوثر «تقول السلطات السعودية إنها نفذت أحكام الإعدام هذه للحفاظ على الأمن. لكن إعدام الشيخ نمر باقر النمر يوحي أنها تستخدم الإعدامات لتصفية حسابات سياسية تحت غطاء مكافحة الإرهاب». وأضاف لوثر: «إنها محاولة لإسكات الانتقادات ضد النظام وخصوصاً في صفوف مجموعات الناشطين الشيعة»، معتبراً أن محاكمة الشيخ النمر كانت «غير عادلة بوضوح».
هذا وأعلنت وزارة الداخلية السعودية أمس تنفيذ حكم الإعدام بحق 47 شخصاً أدينوا بتهم «إرهابية».
وأدين الـ47، وهم 45 سعودياً ومصري يدعى محمد فتحي عبد العاطي السيد، وآخر تشادي، يدعى مصطفى محمد الطاهر أبكر، بـ«استهداف مقار الأجهزة الأمنية والعسكرية، والسعي لضرب الاقتصاد الوطني، والإضرار بمكانة السعودية وعلاقاتها ومصالحها مع الدول الشقيقة والصديقة». وقالت الداخلية السعودية في بيان: إن «المحكومين بالإعدام تبنوا أفكاراً متشددة ونفذوا عمليات تفجير وقتل».
ونمر باقر النمر شيخ سعودي معارض من مواليد 1959 في مدينة العوامية التابعة لمحافظة القطيف شرقي المملكة، أثارت خطاباته التي هاجم فيها الأسرة الحاكمة في السعودية جدلاً واسعاً، واعتقل عدة مرات في 2006 و2008 و2009.
وقد حكم عليه بالإعدام في تشرين الأول 2014. وتتهم السلطات النمر بقيادة احتجاجات في المنطقة الشرقية و«إشعال الفتنة الطائفية» و«الخروج على ولي الأمر» وغيرها من التهم.
وكان توقيفه في تموز 2012 تم في أجواء من التوتر وقتل اثنان من مؤيديه خلال التظاهرات التي نجمت عن ذلك.
أ ف ب – سانا –
روسيا اليوم – رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن