الخبر الرئيسي

أكد أن التطبيع مع أنقرة لن يكون إلا نتيجة انسحاب القوات التركية من سورية … المقداد: لقاء الرئيس الأسد وابن سلمان كان حاراً جداً وعلاقاتنا عادت لطبيعتها

| الوطن

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن سورية لم تستغرب الترحيب الذي جرى من قبل الدول العربية بعودتها للجامعة العربية، مبيناً أن العواطف التي وجدها الوفد السوري خلال القمة العربية بجدة هي عواطف دائمة ومستمرة تجاه الشعب السوري وتجاه القيادة السورية، والدول العربية قيادات وشعوبا تبادل السوريين المحبة، لأن سورية من أكثر الملتزمين بأهداف الأمة العربية وأكثر من يحترم ويضحي بالغالي والنفيس من أجل قضايا الأمة العربية.

المقداد وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» مساء أمس، وصف اللقاء الذي جرى بين الرئيس بشار الأسد وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بالحار والحار جداً ومعبر عن العلاقات التاريخية التي ربطت بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العربية السورية على مختلف المستويات، وقال: «خلال الفترة الماضية، اختلفنا واتفقنا ولكن هذه العلاقات لم تصل إلى حد القطيعة، وشعرنا من الحرارة التي استقبلنا بها والكلام الهام جداً الذي قاله ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان، بأن المستقبل واعد، وبأن علاقاتنا عادت إلى طبيعتها، وقيادة المملكة وسمو الأمير أحاطونا بكل المحبة التي يتوقعها المواطن السوري من أخيه وشقيقه، وعلى مستوى المسؤولية والطموحات التي يعلقها أبناء الشعبين».

وبالنسبة للمصافحة التي جرت بين الرئيس الأسد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومستقبل العلاقات بين سورية ومصر، أكد المقداد أن الهدف هو المضي في طريق استعادة العلاقات الدبلوماسية لكن في بعض الأحيان الأمور الدبلوماسية تأخذ حيزا من الزمن، وأضاف: «الرئيس الأسد والرئيس السيسي تحدثا بعد الزلزال الأخير، وكانت هناك اتصالات مستمرة بينهما ولم تنقطع، وعلى هذا الأساس لا يمكن النظر فقط للصور التلفزيونية والمعلومات الإخبارية، ففي العلاقات الدبلوماسية هناك الشيء الكثير الذي يقال والشيء الكثير الذي يعلن والشيء الكثير الذي قد لا يعلن، ونحن اليوم أمام وضع واعد على صعيد تعميق العلاقات بين الدول العربية آخذين بعين الاعتبار بأن الأوضاع الخاصة لكل دولة عربية، لكنني متفائل جداً بمستقبل هذه العلاقات».

وبخصوص القرار الأممي 2254 بين المقداد أنه ومنذ اعتماد هذا القرار أكدت سورية أنها ستنفذ ما ورد فيه فأصدقاء سورية ساهموا في صناعته، وسورية تسعى إلى الحل السياسي الذي يلزم ويستلزم القضاء على الإرهاب ويستلزم إعادة إنعاش الأوضاع الاقتصادية في سورية، والذي ينبغي أن تزول فيه العقوبات الاقتصادية المفروضة من الدول الغربية على سورية فهذه العقوبات لا أخلاقية ولا مبرر لها في القانون الإنساني الدولي، ويجب أن تنتهي فوراً، ومن يدعي الحرص على شعب سورية، عليه أولا أن يقوم بإلغاء الأسباب التي أدت لاندلاع الحرب الإرهابية عليها، وقال: «نحن أجرينا ثلاثة انتخابات رئاسية، وأربعة انتخابات برلمانية وأجرينا انتخابات الإدارة المحلية، وكل هذا تم تحقيقه ونحن لا نتلقى أوامر من قبل الآخرين الذين يعتبرون أنه إذا لم يصل عملاؤهم إلى قلب السلطة فلن يقولوا إن سورية حققت أي شيء».

وشدد المقداد على أن الدولة السورية لن تطبع مع أعدائها ولن تطبع مع بلد يحتل أرضها مشيراً إلى أنه وخلال الاجتماعات الرباعية كانت هناك مناقشات عميقة وبعض الاحيان حادة والوفد السوري قام بشطب كل ما يشير إلى التطبيع وقال: «إن التطبيع لا يمكن إلا أن يكون نتيجة انسحاب القوات التركية من سورية أما التوصيف الذي قدمه الرئيس بشار الأسد في القمة العربية حول الفكر العثماني التوسعي فكان توصيفا دقيقا وواقعيا لأنه يوجد الآن قوة محتلة للأراضي السورية».

وتابع: «عندما يريد أي طرف الدفاع عن أرضه وسيادته يجب أن يدافع عن ذلك من خلال إجراءات ضمن حدوده وليس ضمن أراضي الدول الأخرى، ونحن نقدر عاليا الجهد الذي بذله الأصدقاء الروس وكذلك انضمام إيران إلى المحادثات التي تمت على المستويات الأمنية والعسكرية والسياسية ونحن متفائلون دائماً ويجب على الاحتلال أن ينتهي سواء كان في الشمال الغربي في إدلب وفي كل المنطقة الواقعة بين سورية وتركيا، كما يجب أن ينتهي الوجود الأميركي في الشمال الشرقي وفي قاعدة الركبان، أما بخصوص لقاء الرئيس الأسد وأردوغان فاعتقد أن ذلك يحكمه مسألة واحدة وهي الانسحاب التركي من الأراضي السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن