إنَّ الفكر المعرفيّ الثقافيّ يسمو عندما تُوقد قناديل المعرفة ونور الثقافة، ويتجلى نور الجمال وأفق الرؤى الحالمة، ويُستمسك بعرا المعرفة الثقافية ونورها الوجدانيّ..
ويعمل على صياغة مناهج العقول ولغتها القويمة، وصياغة لغة الشيء المعرفيّ الأدبي المتفرد في عزفه الجميل، حيث يطيب عزف الترنيمة المعرفيّة وكلِّ الجمال الذي يحاط بها بما يُظلل أفياء الذات الإنسانية التي تُنشد المعرفة قولاً وفعلاً.
وتجعلها تُصيغُ «تراكمية الألق الثقافيّ» ذاك الألق الذي تتفرع عنه القواعد الفكريّة المُثلى، وتُصاغُ منه قواعد التفكير الصحيح الذي يجذب نباهة الشيء العبقريّ الأمثل الذي نرنو إليه، نرنو إلى حيث دوحه الفكريّ الزاهر الإبداع ونذهبُ إلى دوحه المستنير المنير..
ونرى دور المفكرين الذين يحملون يقين المعرفة ونورها العظيم، ويمتلك كلّ منهم سرائر الفحوى اللّغوي العقلاني، ويمتلكون كنوز المعرفة بشتى مجالاتها وصنوفها، وبالتالي يُوقدون مُشكاة العلم من حيث البداية حتى النهاية..
وتُترجم من خلالهم مدارك الأمور وعينيّ يقينها بما يُضيفُ إلى أنهر المعرفة العظمى ويُحقّق المزيد من الإضافات الفكريّة ويمتثل كما الشيء المعرفيّ الجاد الذي يُمثل في لغته ما يُسمّى بالرافد الثقافيّ والمرفود المعرفي الذي يحمل مُشكاة من شعاعٍ نوره لا ينتهي وكذلك يحملُ صوت العقل والعقلاء.. صوت الحقيقة وصدى معزوفتها الأزليّة أي معزوفتها المُثلى التي تحمل صوت الرقي العارف، الرقي المعرفيّ المنشود في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.
ويُبرز المعلومة الفكريّة المُثبتة وما يستجد عليها من الدلائل والقوانين المُثبتة قولاً وفعلاً، والتي تُظهرُ نور المعارف الحقة وتؤكد أهمية اليقين الفكريّ والثقافيّ وبذلك تعمل بتلك المقولة التي تقول: أودع الشيء المعرفيّ، أودع الشجون المعرفيّة ومدلولها الإيجابي لكي يتسنى التزود بذاك الكنز المعرفيّ «كنز المعارف» الدالة والمدلول عليها، والذي يأتي ويُشكّل نور الاستجابة الفكريّة ومداها الأوسع.
مداها الجماليّ الواثق من مداد لغته القوية والتي تُشكّل روحانيّة الأفكار المُتقّدة وقبسها الوضّاء، وهنا يُقصد «قبس الشيء الذي علا مقامه المعرفيّ» وأصبحت تلك الأفكار تُقتبس من لجّة التفكير العلمي الهادف وتُستوحى من لجّة التفكير المستنير والمستمر..
وتدلُّ على نورانيّة الأفكار المتجددة التي تُمثّل شعلة ً قد تكون وهّاجة الوجد، مُستنيرة الألق تُحادثُ الإبداع في ألق كلِّ ما يحدث.
وتتبنى قضايا الفكر الثقافيّ والمعرفيّ وتجعلها مُتجددة الإبداع بما يُضيء مسيرة العقل وحركته الرياديّة ويصوّبها بما يخدم قضايا الإبداع الإنساني.
ويرفد تقويم مسيرتها الهادفة فكراً وأدباً ويسمو «بالفكر الثقافيّ المعرفيّ» وبذلك يتم رفد عظيم الإبداع والتقويم الفكري الثقافيّ الجاد والمستجد دائماً وأبداً.