انتهت مباراتا إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بتأهل مستحق لـ«مانشستر سيتي» للنهائي للمرة الثانية في تاريخه و«أنترميلان» للمرة الخامسة، حيث فاز باللقب ثلاث مرات كان آخرها قبل ثلاثة عشر عاماً، فكان آخر الفائزين الإيطاليين به.
وجاء تأهل الانتر على جاره ميلان من فوزين مستحقين، وقد غلب على المباراة العصبية والخشونة، فارتفع عدد المخالفات إلى «37» مخالفة ارتكبت «22» منها مناصفة بين الفريقين، كل في نصف ملعب الفريق الآخر في محاولة مبكرة لوقف عملية البناء الهجومي وللحصول على فرصة العودة لترتيب الأوضاع الدفاعية في أسلوب تكتيكي يعتبره الكثيرون سلبياً لأنه يكسر إيقاع اللعب ويعطله، وبالتالي يقتل متعة المتابعة ويزيد العصبية، والاعتراض عند اللاعبين حيث تعامل معها الحكم الفرنسي المونديالي «كليمنت توريان» بالكثير من الهدوء الذي وصل لحد تجاهل بعض الإنذارات المستحقة.
أما المباراة المنتظرة بين «مانشستر سيتي» وضيفه «ريال مدريد» فقد جاءت مع آراء وتوقعات معظم المراقبين بأفضلية «السيتي» الواضحة وقدرته على حسم اللقاء ذهاباً وإياباً فسجل «السيتي» الإياب فوزاً تاريخياً برباعية نظيفة مناصفة على شوطين، سيطر فيها «السيتي» على مجريات اللقاء منذ الدقيقة الأولى حتى الأخيرة فاستحوذ على الكرة التي بلغت نسبتها مع نهاية الشوط الأول 72 بالمئة، ومع نهاية المباراة «61 بالمئة» تحسنت لمصلحة ريال نسبياً في بعض الفترات القليلة من الشوط الثاني، وتحديداً في الثلث الثاني والثالث منه.
هذا التفوق بالاستحواذ رافقه ارتفاع بعدد التمريرات وصل معدلها إلى الضعف عما فعله ريال، اعتمد لاعبوه بما يمتلكونه من قدرات بدنية وفنية عالية على الضغط العالي والمركز على لاعبي وحارس «ريال» في مناطقه الدفاعية وحتى داخل منطقة جزائه فحرم «الريال» من السيطرة والاستحواذ وافتقد القدرة على بناء الهجمات من الخلف التي اعتادها دائماً، فلجأ إلى التمريرات الطويلة التي قطعت بسهولة، وأصبح خط هجوم «الريال» معزولاً فكان أول هجوم له عند الدقيقة «31»، وطبعاً هذا ما زاد من الضغط على اللاعبين المدافعين فكثرت تمريراتهم حتى داخل منطقة جزاء منافسهم التي وصلت مع نهاية الشوط الأول إلى سبع مقابل لا شيء، وهذا كان واضحاً من خلال الهدفين المسجلين في الشوط الأول إضافة إلى الهدف الرابع المسجل مع نهاية المباراة.
ورغم أهمية المباراة ورغبة الفريقين في التأهل إلى النهائي والمراحل الصعبة التي مرت بها وخصوصاً على «الريال» حيث بقيت المنافسة في إطارها الرياضي من دون انفعالات احتسبت فيها «29» مخالفة، «14» منها على «الريال» رغم الضغط العالي على لاعبيه في مناطقهم الدفاعية، و«5» إنذارات «3» منها على «السيتي» وجميعها لأغراض تكتيكية لوقف الهجمات الواعدة التي أدارها حكم نهائي كأس العالم 2022 البولندي «شيمون مارشينيا باك» بكفاءة عالية أظهرها بحسن إدارته وقرب متابعته ودقة وصحة قراراته دون الحاجة للعودة لتقنية الفار، إضافة لتعاون مساعديه وخصوصاً الأول في احتساب العديد من المخالفات القريبة منه، وبالتأكيد كان للاعبين دور إيجابي كبير لتعاونهم وحرصهم على المنافسة الرياضية العادلة حتى صافرة النهاية.