«حركة العدل والمساواة» تمنت أن يكون الاتفاق بداية صادقة.. وارتفاع عدد قتلى المدنيين إلى 863 … الجيش يقصف مواقع لـ«الدعم السريع» في الخرطوم قبل دخول اتفاق وقف النار حيّز التنفيذ
| وكالات
بينما نفت قوات «الدعم السريع» الأنباء التي تحدثت عن مقتل قائدها محمد حمدان دقلو، نفذ الجيش السوداني فجر أمس غارات جوية كما استهدف بقصف مدفعي مواقع للأولى في العاصمة الخرطوم، على حين أعلنت مصادر سودانية ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين إلى أكثر من 860 قتيلاً إضافة إلى آلاف المصابين.
وحسب مصادر سودانية، استهدف الجيش في ساعات الفجر الأولى أمس بقصف مدفعي تمركزات قوات «الدعم السريع» جنوب أم درمان وشرقها وفي محيط مقر الإذاعة والتلفزيون ومدينة بحري.
كما شن سلاح الجو السوداني غارات على مواقع لـ«الدعم السريع» في مناطق متفرقة من العاصمة السودانية وردت قوات «الدعم السريع» بإطلاق المضادات الأرضية، قبل أن يعود الهدوء الحذر إلى الخرطوم وأم درمان، وذلك وسط ترقب السودانيين لدخول اتفاق وقف إطلاق النار «قصير الأمد» الذي وقعه الطرفان في جدة حيز التنفيذ مساء الإثنين.
في الغضون، نفى مستشار «دقلو» حافظ الزين، ما تردد من أنباء عن مقتل الأول وقال: إن الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» يقود المعارك بنفسه في أم درمان وبحري والخرطوم.
كما نفى الزين في تصريحات متلفزة أيضاً ما يتردد عن وفاة أو إصابة القائد الثاني للقوات، الفريق عبد الرحيم دقلو، مؤكداً أنه يتنقل بين القوات لقيادة المعارك، وذلك وفق ما نقلت وكالة «سبوتنيك».
وقال مستشار قائد قوات الدعم السريع: إن «القوات لن تخرج من المواقع التي سيطرت عليها» منذ اندلاع القتال في 15 نيسان الماضي، معتبراً أن الجيش هو من نفّذ «انقلاباً» ضد قوات الدعم السريع.
وأضاف: إن قواته تتمركز بشكل قانوني لحماية المستشفيات وتقدم خدمات للطواقم الطبية في المستشفيات ولسكان العاصمة، قائلاً: إن ما يتردد غير ذلك هو «فرية» للنيل من الدعم السريع.
في سياق متصل، أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع إلى 863.
جاء ذلك وفق «سبوتنيك» في بيان للنقابة نشرته على حسابها بموقع «فيسبوك»، حيث قالت النقابة: «ما زالت الاشتباكات جارية بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لليوم الرابع والثلاثين على التوالي، والتي أسفرت عن مزيد من الضحايا، يجري حصرهم حتى لحظة إصدار التقرير في العاصمة والأقاليم».
وأضافت: «ارتفع عدد الوفيات بين المدنيين منذ بداية الاشتباكات الى863 حالة وفاة، إضافة إلى 3531 حالة إصابة»، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن هناك العديد من القتلى والإصابات، لم يتم حصرهم في التقرير «ولم تتمكن من الوصول إلى المستشفيات لصعوبة التنقل والوضع الأمني في البلاد».
ورغم توقيع العديد من الهدنات بين طرفي القتال، إلا أن القتال ما زال مستمرا، وسط سعي كل طرف نحو ترسيخ وجوده على الأرض في الخرطوم والمدن الرئيسية.
بموازاة ذلك، رحبت «حركة العدل والمساواة» السودانية في بيان لها بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار «قصير الأمد» بين القوات المسلحة و«الدعم السريع» وأشارت إلى أن هذا الاتفاق يأتي تنفيذاً لرغبة الشعب السوداني الذي نادى بوقف هذه الحرب.
وجاء في بيان الحركة وفق ما نقلت وكالة أنباء السودان «سونا»: «ترحب حركة العدل والمساواة السودانية بتوقيع القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع اتفاق وقف لإطلاق النار يوم السبت 20 من أيار 2023م في جدة لمدة سبعة أيام قابلة للتجديد باتفاق الطرفين».
وأضاف البيان: إن هذا الاتفاق الذي مهره الطرفان يأتي تأكيداً وتنفيذاً لرغبة جموع الشعب السوداني قاطبة التي نادت منذ اندلاع هذه الحرب بضرورة وقفها لأن الخاسر فيها الشعب والوطن.
وتابع البيان: «تتطلع الحركة أن تلتزم الأطراف بالاتفاق وبكل بنوده، واضعين مصلحة الوطن والمواطن والمعاناة الإنسانية الرهيبة التي لحقت بالشعب ومؤسساته، وذلك بتيسير كل السبل الضرورية لتتمكن المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والوطنية من تقديم العون اللازم لكل الفئات المتضررة».
وأعربت الحركة عن الأمل في أن يكون هذا الاتفاق بداية وطنية صادقة لوقف إطلاق النار، وبشكل دائم، وأن تعود كل الأطراف المعنية لطاولة الحوار السياسي لحسم كل القضايا التي أدت إلى اندلاع هذه الحرب «اللعينة».
ونتيجة للمعارك التي امتدت لمختلف الولايات السودانية، فقد قتل وأصيب الآلاف، ونزح قرابة مليون سوداني، في حين تؤكد منظمات دولية حاجة قرابة 25 مليون شخص، أي نحو نصف السكان، إلى مساعدات إنسانية.