عربي ودولي

أكدت أن توسيع العلاقات مع الصين جزء من مسار روسيا الإستراتيجي … موسكو: التهديدات الأميركية غير مسؤولة وأي هجوم على «القرم» سيقابل بالرد

| وكالات

أكدت موسكو أمس أن القرم جزء من روسيا، وأن التهديدات الأميركية بخصوصها غير مسؤولة، محذرة الولايات المتحدة من أن أي هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم هو بمنزلة هجوم على باقي الأراضي الروسية، وسيقابل بالرد، معلنة من جانب آخر أن مسار روسيا الإستراتيجي يتضمن توسيع التعاون مع الصين على نحو متزايد.
وتعليقاً على تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان حول «القرم» قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف للصحفيين وفقاً لوكالة «سبوتنيك»: «القرم جزء لا يتجزأ من روسيا، ومحاولات عرض الأمر بطريقة مختلفة، وتهديده تأكيد آخر لمسار واشنطن التصعيدي غير المسؤول، وسنجد طريقة لمنع تنفيذ مثل هذه التهديدات، وسيتم ضمان سلامة الأراضي الروسية».
وأول من أمس، أعلن سوليفان أن واشنطن لا تسمح لأوكرانيا باستخدام أسلحة غربية لضرب الأراضي الروسية لكن تسمح في شبه جزيرة القرم لأنها بنظره أراض أوكرانية، على حين حذر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف الولايات المتحدة من أن أي هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم هو بمنزلة هجوم على باقي الأراضي الروسية وسيقابل بالرد.
وتعليقاً على مسألة إجراءات ونيات الولايات المتحدة زيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، بما في ذلك تدريب الطيارين على مقاتلات «إف 16»، قال ريابكوف: إن «التسليح والمعدات العسكرية التي هي قيد المناقشة، سينتهي بها المطاف في أوكرانيا، وهذا ينطبق على تدريب الأفراد العسكريين في القوات المسلحة الأوكرانية، كل هذه الجهود بلا معنى وبلا فائدة، إمكانياتنا كالتالي، كل أهداف العملية الخاصة قطعاً ستتحقق، وأي تعد على أمن روسيا الاتحادية لن يؤدي إلى النتائج التي يرجوها الغرب».
من جهة ثانية، قال ريابكوف: إن انسحاب واشنطن المفترض من معاهدة «ستارت» لن يؤثر في موقف موسكو من هذه المعاهدة.
والأسبوع الماضي، طرحت مجموعة من الجمهوريين من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مشروع قانون يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية النووية المبرمة مع روسيا، وتعزيز القدرات النووية الأميركية.
وأضاف ريابكوف: أعتقد أن هذا جزء من الصراع الحزبي المستمر في الولايات المتحدة، وبشكل عام مهما كانت القرارات التي ستتخذ هناك بشأن معاهدة «ستارت» اليوم تبقى من الشؤون الداخلية للولايات المتحدة نفسها، مشيراً إلى أن روسيا علقت سريان المعاهدة، لكنها تواصل طواعية الالتزام بالقيود الكمية الأساسية على الرؤوس القتالية ووسائط نقلها.
واعتبر ريابكوف أن الانسحاب الافتراضي لواشنطن من هذه المعاهدة لن يؤثر في موقف روسيا الحالي، مضيفاً: أما بالنسبة لبعض الإجراءات التي يمكننا ويجب علينا اتخاذها لضمان أمننا، فنحن نقوم بذلك بالفعل، لذلك دعونا نر ما سيبتدعه السياسيون في واشنطن، وكما هو ملاحظ هناك الكثير من الأسباب للخلاف والنزاع بين الحزبين.
بدوره، حذر السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف الولايات المتحدة من أن أي هجوم أوكراني على شبه جزيرة القرم هو بمنزلة هجوم على باقي الأراضي الروسية، وسيقابل بالرد.
وقال أنطونوف في بيان أمس وفقاً لوكالة «نوفوستي»: «أريد أن أحذر ممثلي الإدارة الأميركية من الأحكام التافهة في تصريحاتهم الخاصة بشبه جزيرة القرم، ولاسيما ما يتعلق بمباركة نظام كييف لشن هجمات جوية على شبه الجزيرة».
وأضاف إنطونوف: «اسمحوا لي أن أذكركم بأننا سنعتبر الضربات على هذه الأراضي هجوماً كما على أي منطقة أخرى لروسيا، ومن المهم أن تدرك الولايات المتحدة تماما أنه ستكون هناك إجراءات انتقامية من قبل روسيا».
وتعليقاً على المعلومات حول احتمال تسليم كييف مقاتلات «إف 16»، أعرب أنطونوف عن اعتقاده أن الولايات المتحدة أخضعت الدول الأعضاء في مجموعة السبع بشكل كامل لخطها الخاص فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا.
وأوضح انطونوف: حتى الآن تشن واشنطن ضدنا حرباً بالوكالة، وفي الوقت ذاته يعرف كل خبير أنه لا توجد في أوكرانيا بنية تحتية لاستخدام مقاتلات «إف 16»، كما لا يوجد عدد كاف من الطيارين وعمال الصيانة، وتساءل ماذا سيحدث إذا أقلعت المقاتلات الأميركية من مطارات الناتو بقيادة متطوعين أجانب؟
وحذرت موسكو الدول الغربية أكثر من مرة من أن إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا لن تغير شيئاً، ولن تؤدي إلا إلى إطالة أمد النزاع.
من جانب آخر أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن مسار روسيا الإستراتيجي يتضمن توسيع التعاون مع الصين على نحو متزايد.
ونقلت وكالة «تاس» عن باتروشيف قوله في تصريح أمس: إن «تطوير وتعميق العلاقات مع الصين الصديقة يعتبر ضمن المسار الإستراتيجي لروسيا، وتولي بلادنا الأولوية لتطوير تعاون متبادل المنفعة مع الصين في جميع المجالات، وتقديم المساعدة المتبادلة، وزيادة التنسيق على الساحة الدولية من أجل ضمان الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة على الصعيدين العالمي والإقليمي في أوراسيا، وفي أجزاء أخرى من العالم».
وأشار باتروشيف إلى أن الثقة السائدة في الاتصالات بين الجانبين على أعلى مستوى، تلعب دوراً خاصاً في تعزيز الشراكة الروسية الصينية.
ولفت باتروشيف إلى الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ لروسيا في الفترة من الـ20 إلى الـ22 من آذار، واصفاً تلك الزيارة بأنها تعكس مستوى عالياً وغير مسبوق للعلاقات الروسية الصينية والالتزام الثابت بتعميقها.
ميدانياً، أفاد حاكم مقاطعة بيلغورود الروسية فياتشيسلاف غلادكوف بأن منطقة غريفورونسكي في المقاطعة المحاذية للحدود الأوكرانية تعرضت أمس لقصف من جانب قوات نظام كييف على مدى عدة ساعات.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن غلادكوف قوله عبر «تلغرام»: «تم تفعيل دفاعاتنا الجوية وسقط جزء من صاروخ في حديقة منزل خاص في قرية أنتونوفكا، ووصل خبراء المتفجرات وخدمات الطوارئ إلى الموقع وبدؤوا في إبطال مفعول المادة الناسفة»، مشيراً إلى اشتعال النيران في منزل بقرية كوزينكا، نتيجة قصف بقذائف الهاون، وإصابة منزل آخر بأضرار جسيمة، كما لحقت أضرار بسياج وسيارة.
يأتي ذلك في حين أعلن القائم بأعمال رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين أن القوات الروسية تتقدم على محوري أفدييفسكي ومارينسكي، وذلك على الرغم من مواصلة نقل احتياطيات إضافية من القوات المسلحة الأوكرانية.
وحسب وكالة «سبوتنيك» أشار بوشيلين إلى أنه يتم حالياً وبمساعدة الرجال الذين حرروا أرتيوموفسك عملية أولية لإزالة الألغام، وبعد ذلك من الممكن التحدث عن عمل المتخصصين في تقييم حالة جميع المنشآت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن