بين التشويق والتكرار والحكايات الدمشقية … هل حافظت الأعمال المتعددة الأجزاء على نجاحها أم إنها كانت مجرد مشروع تجاري؟
| هلا شكنتنا
بعد مرور عدة أيام على انتهاء عرض الحلقات الأخيرة من الأعمال الدرامية للموسم الرمضاني لهذا العام، باتت آراء المتابعين واضحة ودقيقة ومنطقية، ولا شك أن الأعمال الدرامية التي عرضت في الموسم الرمضاني 2023 كانت متنوعة وقادرة على أن تحجز لنفسها مكانة خاصة ضمن الساحة الفنية.
ينتظرها المتابع
لكن دائماً ما تكون الأعمال التي تقدم على عدة أجزاء هي من أكثر الأعمال التي ينتظرها المتابع، حيث يكون متشوقاً ليتابع مسيرة الأحداث التي شاهدها في الأجزاء الأولى من الأعمال، لكن على ما يبدو أن ظاهرة الأجزاء المتعددة لم تكن هذا العام قادرة على أن تجذب أنظار المتابع، حيث تعرضت الأعمال الدرامية المتعددة الأجزاء هذا الموسم للكثير من الانتقادات بدلاً من أن تحصد نجاحاً كان متوقع لها مسبقاً، ولكي نكون واقعيين في إطلاق حكمنا لا بد أن نقول إن جميع الأعمال من الممكن أن تتفاوت الآراء حولها وهذا ما حصل فعلياً مع الأعمال الدرامية المتعددة الأجزاء لهذا الموسم.
باب الحارة مازال مطلوباً
وكانت البداية مع مسلسل «باب الحارة» بجزئه الثالث عشر، والذي عرفه المشاهد بأجزائه المتعددة حيث أصبح من الأعمال الأساسية في الموسم الرمضاني على الرغم من تعرضه للكثير من الانتقادات اللاذعة خلال السنوات الأخيرة، إلا أن زيادة طلب المتابع العربي له وتعلقهم به جعل العمل يقدم في كل موسم مع تغيير في الحكاية والمضمون وبعض الشخصيات أيضاً، ومع وجود هذه التغييرات بات العمل يتعرض للانتقادات، ومن أكثر الأسباب التي عرضته للانتقادات الواسعة كانت بسبب إعادته شخصيات إلى العمل كان من المفترض أنها قتلت أو انتهى دورها فعلياً في الأجزاء الأولى، ومن ضمن التعليقات السلبية التي وجهت للعمل كانت «تغيير الشخصيات ضمن العمل سيئ جداً… العمل بات غير مفهوم ولا يشبه باب الحارة».
حارة القبة في مرمى الانتقادات
أما «حارة القبة» للكاتب «أسامة كوكش» والمخرجة «رشا شربتجي»، وهو العمل الثاني من أعمال البيئة الشامية والتي كان من المتوقع لها النجاح جماهيرياً خاصة بعد نجاحه في أجزائه الأولى، جاء الجزء الثالث في هذا الموسم الرمضاني ليخيب آمال قسم كبير من المتابعين خاصة مع تغيير شخصيات العمل ومن أهمهم شخصية «أم العز» التي قدمتها الممثلة «سلافة معمار» في الجزء الأول والثاني لتحل مكانها الممثلة «رنا شميس» في الجزء الثالث، إضافة إلى أن العمل أصبحت حكاياته تحمل في طياتها نوعاً من التكرار ما جعل الجمهور يشعر بنوع من الملل، ومن أكثر الانتقادات التي تعرض لها العمل كانت «العمل مخيب للآمال وأصبح مملاً… والشخصيات لم تعد قادرة على تقديم شيء جديد»، ومن المؤكد أن كل الأعمال قادرة على أن تقسم آراء المتابعين وبالذات أعمال البيئة الشامية حيث اعتبر البعض أن «حارة القبة» مازال يتميز بقصته الشيقة وبطريقة الإخراج المميزة التي تقدمها المخرجة «رشا شربتجي»، والعمل من بطولة كل من «عباس النوري، رنا شميس، نادين تحسين بيك، فراس إبراهيم، أمل عرفة»والكثير غيرهم من نجوم الدراما السورية.
حول «صبايا فليكس»
ومن أكثر الأعمال التي كان الجمهور متحمساً لها بعد غياب دام لأكثر من عشر سنوات هو مسلسل «صبايا فليكس» بجزئه السادس للكاتب «محمود إدريس» والمخرج «فادي وفائي»، حيث وجد الكثير من المتابعين ومنذ عرض الحلقة الأولى للعمل، بأنه لطيف وبطلاته يؤدين دورهن بشكل قريب ومحبب من الجمهور، حيث اعتبرت فئة واسعة من الجمهور أن الحلقات الأولى من العمل استطاعت أن تجذب أنظارهم بسبب وجود قصة جذابة وسلسلة وقريبة من القلب، أما القسم الآخر من المتابعين فكان لهم رأي آخر حول العمل من جميع جوانبه، حيث بات البعض يقارنه مع أجزائه السابقة معتبرين بأن أعمار البطلات في تلك الأجزاء كانت تناسب مضمون العمل أكثر وتعطيه حيوية أكثر، كما أن الأزياء والديكورات والمنازل التي تم عرضها في العمل لا تشبه واقع حياة الفتيات السوريات بشكل عام، والعمل بجزئه الجديد جمع بين عدد من بطلاته القدامى منهم «ديمة بياعة، جيني إسبر، وضيفة العمل ديمة الجندي»، إضافة إلى وجود كل من «نظلي الرواس، ميرنا شلفون، دوجانا عيسى، نورا العايق» وغيرهم.
السيد آدم التشويق
أما بالنسبة لمسلسل «مقابلة مع السيد آدم» بجزئه الثاني الذي عرض بعد عرض الموسم الأول منه بعامين، إلا أن العمل استطاع أن يجذب أنظار المتابعين ويجعلهم متشوقين لمتابعة مجريات القصة المشوقة التي عرضت في الجزء الأول، وبالرغم من متابعة الجماهير له إلا أن العمل قسم رأي المتابعين وكانت الآراء حوله متفاوتة حيث اعتبر القسم الأول من المتابعين أن العمل يعاني من بطئ الأحداث وانخفاض مستوى التشويق الذي اعتاد عليه متابعو المسلسل في جزئه الأول، كما اعتبر المتابعون بأن المسلسل أصبح مملاً بعد عرض الحلقات الأولى وبالأخص مع اختفاء معظم أبطال العمل عن الأحداث.
تحل اللغز
إلا أن «مقابلة مع السيد آدم» استطاع بعد اقتراب نهايته أن يقلب الحكاية ويعود لأحداثه المشوقة خاصة في الحلقات الأخيرة التي باتت توضح جميع الخطوط الدرامية والتساؤلات التي كانت تجول في ذهن المتابعين، كما أشاد معظم المتابعين أن الحلقة الأخيرة من العمل تمكنت من حل اللغز الموجود في العمل، ومن ضمن التعليقات التي رصدتها «الوطن» عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت «الحلقة الأخيرة واضحة جداً، واستطاعت أن تجاوب على كل التساؤلات، أما بقية الأمور غير الواضحة للجميع باتت واضحة مع نهاية العمل، حقيقة المسلسل متكامل من جميع النواحي».