تضاعفت أسعاره ٥ مرات خلال عام والعزّ لسندويشة «مية إفرنجي» … الزعتر الحلبي على لائحة التقنين لدى أبناء الشهباء
| حلب- خالد زنكلو
أدرجت الكثير من العائلات الحلبية الزعتر الحلبي، الذي تشتهر المدينة بصناعته، على قائمة التقنين التي تتقيد بها لتقليل المصاريف بما يتماشى مع دخولهم، في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني الحاصل في الأسواق للسلعة وللمواد الغذائية الأخرى.
ودرجت حلب، ومنذ عقود خلت، على تصدير الزعتر الحلبي إلى باقي المحافظات السورية وإلى الأسواق الخارجية التي راجت فيها السلعة الغذائية المميزة للشهباء بجودتها ومذاقها اللذيذ، مع توافر عشرات المصانع المختصة بصناعة المادة وذيوع أصناف تجارية رائجة لا يمكن أن تنافسها صناعات مماثلة.
ودأب الحلبيون على استهلاك كميات كبيرة من الزعتر الحلبي في وجبات الفطور والعشاء، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه أبداً، كذلك في لف سندويشة الزعتر المفضلة لطلاب المدارس والرحلات القصيرة، قبل ارتفاع أسعاره في السوق الحلبية وترشيد استهلاكه إلى النصف تقريباً، بحسب شهادات بعض سكان المدينة لـ«الوطن».
وبين صاحب محل لبيع الزعتر الحلبي في محلة باب جنين بمركز المدينة، حيث تختص العديد من المحال بعرض وبيع المادة لأبناء المدينة وزوارها، لـ«الوطن» أن مبيعاته من المادة تراجعت بمقدار ٥٠ بالمئة خلال العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها من العام المنصرم، بسبب ضعف إقبال المتسوقين على الشراء، بفعل ارتفاع أسعار أصنافه المختلفة.
وأشار إلى أن سبب زيادة أسعار الزعتر الحلبي ناتج عن ارتفاع المكونات الداخلة في صناعته من سماق وسمسم ويانسون وشمرة وكزبرة، ولفت إلى أن السعر الحالي يزيد بمقدار خمسة أضعاف نظيره قبل عام، بعدما ارتفع من ٧ آلاف إلى ٣٥ ألف ليرة، كسعر وسطي.
وذكرت أم عبد الرحمن (ربة منزل) أنه لم يعد باستطاعتها تسوق ما يلزم عائلتها من الزعتر الحلبي أو تخزين مؤونة كافية منه خلال أشهر دوام المدارس «كي أجهز سندويش الزعتر بشكل شبه يومي لأولادي الثلاثة لتناوله في المدرسة، إثر ارتفاع أسعاره بشكل كبير أخيراً».
وقاسمتها الرأي الموظفة الحكومية سهى، التي أوضحت أن سندويشة دبس البندورة، أو ما يسمى «مية إفرنجي» باتت منافسة لسندويشة الزعتر «إذ يبلغ سعر الكيلو من الأولى بين ١٠ و ١٢ ألف ليرة، إلا أن زيادة سعر زيت الزيتون بشكل خيالي، واللازم للعملية، ضيّقت من خياراتنا لإعداد السندويش أو تجهيز موائد الإفطار».
بدوره، امتنع «بشار. ح» عن إرسال أكياس الزعتر الحلبي كهدية لأخيه المقيم في طرطوس ولأخته التي تقطن في دمشق «كعادته خلال السنوات السابقة، وكتقليد يتبعه الكثير من الحلبيين، بعد الارتفاع الجنوني الملحوظ الذي طرأ على أسعار المادة، التي لم نكن نتوقع أن تصبح خارج موائد عدد كبير من عائلات حلب».