سورية

«الديمقراطي» يسعى لوصل «إقليمي» عين العرب وعفرين الكرديين … إعزاز تمتحن العلاقات التركية – الأميركية

| حلب- الوطن

يمتحن مصير مدينة إعزاز العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة الشركاء في «التحالف الدولي» ضد تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية، وحلف شمال الأطلسي «الناتو». فقد تواصلت الاشتباكات في محيط مدينة اعزاز شمال حلب لليوم الثالث على التوالي بين « جيش سورية الديمقراطي»، المدعوم أميركياً و«غرفة عمليات مارع» المحسوبة على الحكومة التركية في محاولة من الأولى للسيطرة على بوابة السلامة الحدودية المعبر الوحيد للتنظيمات المعارضة المسلحة مع تركيا.
وجاء استمرار المعارك على الرغم من عرض ميليشيا «جيش الثوار» المنضوية تحت لواء «جيش سورية الديمقراطي»، وقف إطلاق النار ضد المجموعات المسلحة الأخرى من دون شروط، إلا في حال الدفاع عن النفس.
وأشار اللواء في بيان نشره ناشطون أول من أمس على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أن هذه المبادرة هي «لإبداء حسن النوايا من جهتها ورغبة منها في حقن الدماء ووقف الاقتتال وتصويب العمل بما فيه مصلحة السوريين وثورتهم باتجاه أعدائهم من تنظيم داعش وسواه»، ولكي تفسح المجال لأهل الخير التدخل لفض هذا الخلاف الناشب بينها وبين مكونات قتالية من فصائل مقاتلة أخرى. وأفاد مصدر معارض مقرب من «عمليات مارع»، التابعة لما يعرف «غرفة عمليات حلب»، لـ«الوطن» أن الهدف الرئيس من سيطرة «سورية الديمقراطي» الذي يتشكل معظم مقاتليها من «وحدات حماية الشعب»، ذات الأغلبية الكردية، على اعزاز هو السيطرة على المنطقة التي تصل بين إقليمي الحكم الذاتي الكردي في عين العرب واعزاز لتحقيق وحدة جغرافية تمكن من فرض واقع كردي جديد في المنطقة الحيوية. وقال المصدر: إن ضم اعزاز إلى «حماية الشعب» وبموافقة الإدارة الأميركية يعني استفزاز حكومة «العدالة والتنمية» والرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يلوح بإقامة «منطقة آمنة» في المنطقة ذاتها تضم اعزاز وتحول دون طموحات السوريين الأكراد الذين تقاتل إلى جانبهم تشكيلات عديدة مثل «جيش الثوار» و«غرفة عمليات بركان الفرات» و«تجمع ألوية الجزيرة» و«قوات الصناديد» عدا «المجلس العسكري السرياني».
وتقدم أمس «سورية الديمقراطي» بقيادة «حماية الشعب»، التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مئات الأمتار غرب اعزاز من قرية تنب التي سيطرت عليها أمس الأول وبات على مشارف المدينة بعد أن مدت نفوذها إلى قرى شوارغة وكشتعار والعلقمية والمالكية عند الحدود التركية، ما أدى إلى وقف العمل بالهدنة الموقعة بين الفريقين، بالتوازي مع توغله في ريف عين العرب الجنوبي وبسط نفوذها على 6 قرى تحت سيطرة تنظيم «داعش» وهيمنتها على ضفتي نهر الفرات عند بحيرة سد تشرين.
وأثار تقدم «حماية الشعب» في ريف اعزاز الغربي والإعراب عن نيتها ضم المدينة إليها حفيظة أردوغان الذي صعّد من لهجته الداعية إلى فرض منطقة آمنة في ريف حلب الشمالي خالية من داعش ومن «حماية الشعب» الساعية لإقامة الحكم الذاتي الذي يهدد وحدة الأراضي التركية.
وكرر أردوغان أول من أمس تحذيراته لحزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي من تجاوز نهر الفرات، لكنه لفت إلى أن المعلومات التي بحوزة تركيا تشير إلى عدم تجاوز عناصر الحزب إلى الطرف الغربي لنهر الفرات.
وقال: «إنّ تركيا تهدف إلى تطهير المنطقة الفاصلة بين مدينة جرابلس وإعزاز الواقعة غرب نهر الفرات من المنظمات الإرهابية، وإنّ دخول عناصر الاتحاد الديمقراطي إلى تلك المناطق، يعني تشكيل كيان كردي في الشمال السوري». وتوعد بأن تقوم بلاده «بما يلزم للحيلولة دون تجاوُز هذه العناصر إلى الضفة الغربية للفرات». وردت الحكومة التركية على ما يجري على الأرض بإقالة قائد غرفة «عمليات مارع» ياسر عبد الرحيم المدلل من قبلها على خلفية الخسائر التي مني بها أمام «سورية الديمقراطي» ورأس حربتها «حماية الشعب»، ما دفع به إلى استصدار بيان استقالة من قيادة الغرفة عزاه إلى «غياب التفاعل والالتزام بالخطط والأوامر» من تشكيلات المسلحين العاملة في الغرفة.
كما عمدت حكومة «العدالة والتنمية» إلى إعفاء قائد قطاع حلب في حركة «أحرار الشام الإسلامية»، التي تقاتل في صفوف «فتح حلب» وتعيين آخر بدلاً عنه رداً على الهزائم التي منيت بها أمام «سورية الديمقراطية» و«حماية الشعب» في محيط مدينة اعزاز التي غدت محاصرة من الشرق والغرب وعلى أهبة السقوط في أي لحظة على الرغم من موقعها الإستراتيجي وكونها تضم المعبر الوحيد لإمدادات المسلحين اللوجستية من تركيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن