دريد لحام وباسل الخطيب يكسبان الرهان مجدداً … «الحكيم».. شريط سينمائي شائق ومميز في بنائه الفني وعمق إنسانية فكرته … د. مشوح: نحاول أن يكون الفيلم السوري عربياً بامتياز وأن ينتقل إلى العالمية
| وائل العدس - تصوير طارق السعدوني
قدّمت المؤسسة العامة للسينما مساء أمس العرض الخاص الأول لفيلم «الحكيم» للمخرج باسل الخطيب والكاتبة ديانا جبور في أولى تجاربها السينمائية في الأفلام الروائية الطويلة بعد عدة أفلام قصيرة.
يشارك في بطولة الفيلم النجم الكبير دريد لحام إلى جانب النجمة صباح جزائري وإلى جانبهما كل من: محمد قنوع، ليا مباردي، ربى الحلبي، روبين عيسى، أحمد رافع، غادة بشور، عاصم حواط، رامي أحمر، وليد حصوة، تسنيم باشا، إبراهيم عيسى، وفاء عبد الله، عبد السلام غيبور، وليم فارس، وليم العدون، ألين عيسى، مغيث صقر، راما الزين، رهام عزيز، وكرستين عشي.
الفيلم حاز جائزتين دوليتين خلال الأيام القليلة الماضية، الأولى ذهبية مهرجان سينمانا العُماني كأفضل عمل متكامل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في القسم الدولي في مهرجان الفجر السينمائي في العاصمة الإيرانية طهران، إضافة إلى تكريم مهرجان أيام السينما العراقية الثاني في بغداد.
وتدور أحداث الفيلم في الزمن المعاصر بعد خفوت صوت الرصاص وبروز التحدي الأخلاقي الذي يتصدى له طبيب فقراء المنطقة لكن من دون نياته ومبادراته الطيبة لن تنجيه من عبث العابثين وجرائمهم.
ويركز على حالة التردي الاجتماعي التي خلفتها الحرب وانعكاساتها على سلوك الناس ومصائرهم وأخلاقهم، من خلال مواجهة الحكيم أزمة شخصية أثناء زيارة حفيدته له، ليضع الفيلم المتلقي أمام حالة إن كان سيواجه أزمته وحيداً أم لا بعد كل ما قدمه لأهل البلدة.
ثنائية ثانية
قبل أربعة أعوام، نجح باسل الخطيب في إعادة النجم الأول دريد لحام إلى عالم الفن السابع بعد غياب نحو عشر سنوات، فخاضا معاً تجربة ستبقى بصمة لزمن طويل في السينما عبر فيلم «دمشق حلب» الذي أعاد ذاكرتنا إلى زمن السينما الجميل.
وحاز إثر ذلك جائزتين في مسابقة الفنان المصري الراحل نور الشريف للأفلام العربية من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط بدورته الرابعة والثلاثين، الأولى جائزة أفضل فيلم سينمائي، والثانية جائزة التمثيل الكبرى للحام نفسه عن شخصية «عيسى عبد الله».
كما حقق الفيلم حالة جماهيرية غير مسبوقة وعرض في سورية ولبنان والأردن والعراق والخليج والدنمارك وكندا وأستراليا وهولندا.
في «الحكيم» يتعاون الاثنان مجدداً، ليثبت دريد لحام في فيلمه الرابع والثلاثين أنه كالذهب العتيق وقدوة حسنة لكل الممثلين في سورية والوطن العربي بالأداء المرهف والراقي والحساس.
وما عززه اشتغال المخرج باسل الخطيب على أدق التفاصيل التي تشد المشاهد وتسحره، فكان الشريط شائقاً ومميزاً في بنائه الفني وعمق إنسانية فكرته، وفيه الكثير من التعبير البصري الذي يحمل شحنة عاطفية عالية، ليكسب الاثنان «لحام والخطيب» ومعهما كل أسرة الفيلم الرهان مجدداً في فيلمهما الجديد.
إلى العالمية
وزيرة الثقافة د. لبانة مشوح أكدت أننا نحتفل اليوم بفيلم «الحكيم» للمخرج باسل الخطيب الإنسان المبدع الذي نفتخر به، وبطولة الفنان العظيم والنجم العربي دريد لحام الذي ذاع صيته في كل مكان ونفتخر به أيضاً.
وقالت: حصد الفيلم عدة جوائز، ولذلك نحن متشوقون لمشاهدته، خاصة أن الأفلام التي أنتجتها المؤسسة في السنوات الأخيرة كان لها ما يميزها ولها حضورها المتميز على الساحة السينمائية العربية، وإن شاء اللـه ستنتقل إلى العالمية، خاصة أننا سنطلق قريباً مشروعاً مع عدة جهات وسيؤتي ثماره خيراً على الوطن، وهو مشروع الاقتصاد الإبداعي، والسينما واحدة من أهم فروع هذا المشروع، فنحن نحاول أن يكون الفيلم السوري عربياً بامتياز وأن ينتقل إلى العالمية.
طعم خاص
أكد مدير المؤسسة العامة للسينما مراد شاهين أن المؤسسة ماضية بعزم وثبات في طريق تطوير إنتاجها من الأفلام الطويلة والقصيرة، ومختلف المشاريع والفعاليات التي تقوم بها رغم صعوبة الظروف، إضافة إلى إعطاء مساحات أكبر للدماء الجديدة بهدف إتاحة الفرصة لهم لبلورة مشروعهم السينمائي الذي يرغبون في تحقيقه.
وأشار إلى أن المؤسسة مرت عبر تاريخها بظروف متفاوتة في القساوة والصعوبة ولكنها دائماً كانت تحول الضعف إلى قوة والصعوبات إلى فرص، مشدداً على أن المؤسسة ستعمل لتبقى السينما السورية منارة فكر تعبّر عن تاريخ وعراقة هذه الأمة العظيمة.
وفي حديثه عن النجم دريد لحام قال: أعطت إسهاماته الأخيرة في أفلام المؤسسة طعماً خاصاً وقيمة مضافة استثنائية لهذه الأفلام، فشكراً لأن مؤسستنا تكبر بوقوفه معنا ونفتخر بوجود اسمه في إنتاجها.
يوميات حكيم
وأوضح النجم الكبير دريد لحام أن «الحكيم» يروي قصة إنسانية عن يوميات حكيم يشبه الأديب الراحل عبد السلام العجيلي الذي كان يعالج المرضى مجاناً في عيادته بالرقة، ليكون الفيلم صدى لهذا الإنسان الطبيب الطيب.
الواقع السوري
مخرج الفيلم باسل الخطيب أشار إلى رغبته بتنويع خياراته وتقديم مقترحات جديدة على مستوى المواضيع والأفكار.
وأضاف: بدأت مع الأستاذ دريد في فيلم «دمشق حلب» واليوم نقدم فيلم «الحكيم» ومستمرون في سلسلة من الأفلام نتمنى أن تحاكي الواقع السوري في فترة ما بعد الحرب.
وعن تعاونه مع الكاتبة ديانا جبور علق: تعاونا في كثير من المسلسلات، كما كانت مستشارة درامية في أفلام عدة، وأعتقد أنها اليوم قدمت اقتراحاً إنسانياً لطيفاً وقريباً من القلب.
وألمح إلى أن دريد لحام وصباح جزائري ثنائية جميلة ظهرت في العديد من الأعمال الخالدة، معبراً عن سعادته بنجاحه في جمعهما مجدداً للمرة الثانية.
في آن واحد
شددت الكاتبة ديانا جبور على أن تقبل الجمهور للفيلم في المهرجان كان ممتازاً، مضيفة إن الجمهور السوري هو الفيصل والحكم لأنه المعني في إنتاجاتنا الفنية، واصفة التجربة بالصعبة والممتعة في آن واحد.