«وور أون ذا روكس»: فوز أردوغان سيسرع الانفصال بين واشنطن وأنقرة … وزير الداخلية التركي: هنغاريا حذرتنا من خطر أميركي
| وكالات
صرح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بأن وزير الداخلية الهنغاري ساندور بينتر حذر أنقرة من احتمال التدخل الأميركي في الانتخابات الرئاسية التركية، في حين خلصت دراسة أميركية إلى أن الحكومة التركية تسعى لتنفيذ سياسة خارجية عنوانها «تركيا أولاً»، وهي سياسة ستنتج توتراً مع الولايات المتحدة، في وقت لا يُتوقع أي تغيير كبير في السياسة الخارجية التركية.
وذكرت صحيفة «إيدينليك» التركية أن صويلو نقل كلمات الوزير الهنغاري بأن جورج سوروس، (وهو ملياردير هنغاري يهودي) الذي مول «الثورات الملونة» حول العالم نيابة عن الولايات المتحدة، أراد التأثير في الانتخابات في هنغاريا، إلا أن رئيس الوزراء فيكتور أوروبان طرد الملياردير وجميع رجاله من البلاد.
وأضاف صويلو: حول أوروبان حملته الانتخابية إلى استفتاء على مجموعة «الـجي بي تي» للمثليين، واكتسح هذه الحملة بفوزه بـ80 بالمئة من أصوات الناخبين. ووزير الداخلية الهنغاري بينتر هو صديقي، ونحن على اتصال دائم، وأخبرني أن وزارة الخزانة الأميركية أرسلت أموالاً، وقد حذرَنا من ذلك كي نتوخى الحيطة واليقظة.
ومن المقرر إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية الأحد المقبل، حيث سيتنافس الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان مع السياسي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو على منصب رئيس الدولة، وقد حصل أردوغان في الجولة الأولى على 49.51 بالمئة من الأصوات، بينما حصل منافسه على 44.88 بالمئة.
وحسب موقع «الميادين»، رأى مركز الدراسات الأميركي «وور أون ذا روكس» أمس الأربعاء تعليقاً على الحالة التركية بعد الانتخابات ووضع العلاقة التركية- الأميركية المتوقع، أن فوز أردوغان الذي يبدو مرجحاً في جولة إعادة الانتخاب، سيكون له بالتأكيد «تداعيات على علاقة تركيا بالولايات المتحدة الأميركية، إذ عاش البلدان مرحلة الانفصال، وأن فوز أردوغان سيسرع هذه العملية الجارية على مدى عقود.
وفي كل من الولايات المتحدة وتركيا، تعتقد النخب السياسية والأمنية أن الدولة الأخرى ليست حيوية للسعي لتحقيق مصالحها الأمنية الوطنية، والأهم من ذلك وفق الدراسة يعتقد القادة في كلا البلدين أن الآخر يخرّب بشكل حثيث أهدافه وطموحاته الإقليمية.
ونتيجةً لذلك، أصبحت العلاقة مقتصرة على المؤسسات الجامدة، في وقت يرتبط البلدان بمعاهدة تلزمهما بالدفاع عن بعضهما البعض، ولو اختلفا حول ما يجب أن يتعهدا به معاً للقتال.
وحسب الدراسة، يكشف انتصار أردوغان «الذي يلوح في الأفق»، إلى جانب الديناميات السياسية في بلاده، ما كان واضحاً منذ فترة طويلة: «لقد انهارت الركيزتان التاريخيتان للعلاقة الأميركية التركية».
وتضيف الدراسة أن الأولوية الأولى والأساس لسياسة الولايات المتحدة كانت زيادة قوة تركيا، والثانية هي تعميق اندماجها في التحالف الغربي، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية، أصبحت هاتان الركيزتان مجالين للتنافس.
كذلك، تلفت الدراسة إلى أن تركيا لن تنضم إلى الاتحاد الأوروبي، وعليه، سعت بشكل متزايد إلى استخدام موقفها القوي في حلف شمال الاطلسي «ناتو» لأداء دور المعطل، والأهم من ذلك تقول الدراسة إن أردوغان وحكومته أصبحوا يرون الولايات المتحدة عقبة أمام استقلاليتهم الدفاعية، وهم يعملون بشكل حثيث على كسر اعتماد بلادهم على الولايات المتحدة في الواردات الدفاعية.
أخيراً، فإن الولايات المتحدة دعمت وستواصل دعم الفرع المحلي لـ«حزب العمال الكردستاني-PKK» في سورية الذي تصنفه الإدارة التركية منظمة إرهابية وترى فيه واشنطن حليفاً لها.
ويعتقد أردوغان أن الولايات المتحدة وأوروبا في حالة تدهور، وأن تركيا يجب ألا تُخضِع مصالحها لحلفائها التاريخيين، والآن، في حين تسعى حكومته إلى تنفيذ سياسة خارجية عنوانها «تركيا أولاً»، تبين أن هذا الجهد سينتج توتراً مع السياسات الإقليمية والعالمية للولايات المتحدة.
ووفق الدراسة، فإنه مع صعود أردوغان مجدداً وترسيخ حكمه تم شحذ هذه التناقضات وتضخيمها لتحقيق مكاسب انتخابية، ونتيجةً لذلك، لا ينبغي لأحد أن يتوقع أي تغيير كبير في السياسة الخارجية التركية بعد 28 أيار، إذ ستكون أنقرة براغماتية وملتفتةً إلى الداخل ومدينة بالفضل للأهواء السياسية للنخبة القومية المعادية للولايات المتحدة.