تواصل الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار في الخرطوم وأم درمان … نزوح أكثر من مليون سوداني داخلياً.. والأمم المتحدة تصف الوضع بـ«المفجع»
| وكالات
بينما أعلنت منظمة الهجرة الدولية نزوح أكثر من مليون شخص منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منتصف نيسان الماضي، تواصلت الخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار «قصير الأمد» الذي وقعه الطرفان في مدينة جدة السعودية، على حين كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن سفارتي الولايات المتحدة وفرنسا لدى الخرطوم أتلفتا جوازات سفر كانت بحوزتهما ما تسبب بمشكلات لسودانيين.
ونقلت قناة «سكاي نيوز» عن سكان في الخرطوم أمس أنهم سمعوا دوي اشتباكات بين طرفي الصراع الليلة قبل الماضية في أجزاء من العاصمة السودانية، في ثاني أيام هدنة لمدة أسبوع بهدف السماح بإيصال المساعدات وتمهيد الطريق لهدنة أطول، وجاء اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يخضع لمراقبة السعودية والولايات المتحدة وكذلك طرفي الصراع المتمثلين في الجيش وقوات «الدعم السريع»، بعد 5 أسابيع من القتال الكثيف في الخرطوم وامتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى من البلاد مثل إقليم دارفور غرب السودان.
وقال سكان أم درمان، إحدى المدن الثلاث التي تكون معاً ولاية الخرطوم: إن هناك تبادلاً لإطلاق النار وقع في وقت متأخر الثلاثاء في عدة مناطق.
وأضافوا: إنهم سمعوا دوي نيران مدفعية كثيفة قرب قاعدة وادي سيدنا العسكرية في ضواحي العاصمة.
في الغضون، أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس أن السودان شهد نزوح أكثر من مليون شخص داخل البلاد منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.
وذكرت «فرانس برس» أن المنظمة أكدت في تقرير لها أنه «أصبح الآن في السودان أكثر من مليون شخص نزحوا داخلياً منذ اندلاع أعمال العنف في 15 نيسان»، مشيرة إلى أن ولايات «غرب دارفور والنيل الأبيض ونهر النيل والولاية الشمالية» استقبلت العدد الأكبر من النازحين.
من جهته، وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أمس ما يحدث في السودان بأنه «مفجع»، ودعا مباشرة طرفي القتال إلى وقف «العنف الجنسي» وحماية المدنيين.
وحسب قناة «دي دبليو» الألمانية، أوضح تورك أن مكتبه تلقى تقارير عن استخدام طائرات مقاتلة واشتباكات في العاصمة الخرطوم الليلة قبل الماضية رغم وقف إطلاق النار، وقال في إفادة صحفية في جنيف: «كثير من المدنيين محاصرون فعلياً في مناطق تشهد قتالاً بلا هوادة».
وأضاف: «الجنرال (عبد الفتاح) البرهان، الجنرال (محمد حمدان) دقلو عليكما أن تصدرا تعليمات واضحة لا لبس فيها لكل من يأتمرون بأمركما تفيد بعدم التسامح على الإطلاق مع العنف الجنسي… يجب حماية أرواح المدنيين ويتعين عليكما وقف هذا العنف عديم المعنى على الفور».
وأردف قائلاً: إن مكتبه وثّق ما لا يقل عن 25 حالة عنف جنسي حتى الآن وإن العدد الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
وأدى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ مساء الإثنين إلى هدوء نسبي للقتال في الخرطوم، الثلاثاء، ومع ذلك لم تظهر مؤشرات تُذكر على زيادة سريعة في الإغاثة الإنسانية. في سياق آخر ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن موظفي السفارة الأميركية في الخرطوم أتلفوا عدداً من جوازات السفر، قبل الإجلاء من السودان، الشهر الماضي.
ووفق الصحيفة أكدت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، أن موظفي السفارة الأميركية في الخرطوم، أتلفوا عدداً، غير محدد، من جوازات السفر قبل الإجلاء من السودان، الشهر الماضي.
وحسب الصحيفة أثار هذا القرار عاصفة من الغضب والخوف لدى بعض السودانيين في الداخل والخارج، متهمين واشنطن باتباع «نهج قاس يضع الناس في طريق الأذى، بدلاً من بذل المزيد لمحاولة إعادة الوثائق بأمان أو تقديم بديل».
وأغلقت السفارة الأميركية أبوابها في 15 نيسان الماضي بعد اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتمّ إغلاق جميع الخدمات العامة تقريباً، بما في ذلك وكالة الجوازات السودانية، التي ستكون قادرة على إصدار وثائق جديدة.
وأشارت الصحيفة إلى أن «السفارة الفرنسية قامت أيضاً بإتلاف جوازات السفر التي كانت في حوزتها».
بدوره، قال مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية: إن الدبلوماسيين الفرنسيين أتلفوا «جميع الوثائق التي تحتفظ بها السفارة والتي تحتوي على بيانات شخصية.. بمجرد أنه لم يعد من الممكن ضمان سلامتها».