وثيقة وطن تستضيف معرض «وتبقى سورية مهد الفنون» … د. بثينة شعبان: هذا المعرض دليل على صمود كل إنسان يبدع في حرفة يدوية معينة ويصرّ على الحفاظ على الهوية السورية
| مايا سلامي- تصوير عمار بدوي
في إطار دعمها المتواصل للتراث السوري الأصيل استضافت مؤسسة وثيقة وطن معرض «وتبقى سورية مهد الفنون» الذي تضمن مشغولات تنوعت ما بين الأعمال الخشبية والصوفية والرسومات والمطرزات وأشغال بالقنب وغيرها، قدمها حرفيو مجموعة نون للأعمال الفنية واليدوية.
وافتتحت المعرض رئيسة مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن د. بثينة شعبان، التي أوضحت في تصريح لوسائل الإعلام أن مؤسسة وثيقة وطن تستضيف اليوم معرضاً لمجموعة من الحرف اليدوية التي أبدع المواطنون السوريون في تطويرها وإعادة إحيائها من خلال توظيفها في بعض الجوانب الجمالية أو باستخدامها في المنازل.
وقالت:«هذا المعرض يشعرني بأن الإنسان السوري لا يقهر أبداً لأنه يعتصر الألم ليخرج منه إبداعاً منقطع النظير، وهو دليل على صمود كل إنسان يبدع في حرفة يدوية معينة ويصرّ على الحفاظ على الهوية السورية وتطويرها».
وأضافت: «كل هذه الحرف التي نشاهدها اليوم هي جزء من هويتنا السورية، وحين تكون الهوية السورية في قلب وعقل وأيدي مواطنيها لا خوف عليها على الإطلاق، وهذا هو سر بقاء سورية واستمرارها لعشرات آلاف السنين لأن أهلها كانوا مصممين دائماً على بقائها عزيزة، كريمة بكل ما فيها من عراقة وحضارة».
وتابعت: «نحن نعتز بالحفاظ على تراثنا المادي واللامادي، وأود ذكر أن السيدة أسماء الأسد كانت البارحة في قرية المراح في موسم قطاف الوردة الشامية التي يصنع منها العطور والزيوت، وفي ذلك أيضاً تجذير لهويتنا السورية ولزراعتنا وصناعاتنا التي سجلت في لائحة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، فهذه هي هويتنا أمام العالم وأرجو الله أن نتعاون جميعاً لتبقى هذه الهوية رائدة ومشرقة كما كانت دائماً».
البقاء والتجذر
وأشارت مؤسسة مجموعة نون للأعمال الفنية واليدوية رنا قنواتي إلى أن وثيقة وطن لها دور كبير في دعم المشاريع وتحاول دائماً إلقاء الضوء على كل ما هو مميز وجميل، ونحن سعداء جداً لوجودنا اليوم في هذا المكان.
وبينت أن هذا المعرض شمل عدة أعمال فنية من رسم ونحت وكولاج وتطريز وبسط يدوية، منوهة إلى أن الموجودين أغلبهم من الحرفيين الذين أرادوا عرض حرفتهم الخاصة.
وأوضحت أن رسالة المعرض هي التأكيد على البقاء والتجذر في أرض سورية.
حرفة ممتعة
وقالت حرفية المكرمية أمل أدرنلي: «حرفة المكرمية عبارة عن تشبيك الحبال الزخرفي، وأنا أستعمل حبال القطن في أغلبية الأوقات لأنها أقرب للطبيعة وأصنع منها ديكورات ولوحات جدارية وكلوبات وثريات، كما أدخلتها أيضاً في نطاق الألبسة، بالإضافة إلى ذلك صنعت الإكسسوار بالأحجار الكريمة باستخدام حبال القطن الرفيعة (المكرو مكرمة)».
وأكدت أن المكرمية حرفة شاملة وتحتاج إلى الكثير من الدقة والعناية وفيها هدر كبير لأن الخيط المستخدم يجب أن يكون طويلاً جداً، كما أنها تحتاج إلى ابتكار تصاميم من وحي الخيال، لكن في النهاية هي حرفة ممتعة.
دمى تعليمية
وأوضحت المشاركة في الدمى التعليمية يسر الصفدي أن الدمى التي تقدمها تتيح للطفل الفرصة ليصنع دميته بيده خطوة بخطوة، حيث أضع له كل ما يحتاجه في العلبة وعن طريق الكود المرفق يمكنه فتح الفيديوهات الشارحة التي تعلمه صناعتها.
وقالت: «بدأت بمشروعي منذ سنتين تقريباً وهو حلم طفولتي حيث كنت أحب صناعة الملابس لدميتي ولم أوفق حينها لأنني لم أملك الخطوات الصحيحة».
وأضافت: «أردت من ذلك تعليم الأطفال مهارة جديدة ليكتشفوا مواهبهم في الفن، وليمضوا أوقاتهم في تعلم أشياء مفيدة، كما أنني رغبت في رفع الوعي لديهم ليكتشفوا أنفسهم ويعززوا ثقتهم بأنفسهم».
الفسيفساء الحجري
كما بينت رشا الإنكليزي أنها مشاركة في معرض وثيقة وطن بأعمال الفسيفساء الحجري والشمع، منوهة بأنها تعلمت في بداياتها الفسيفساء باستخدام الحجر الطبيعي لأنه أرقى وطيّع بشكل كبير، ولكن لصعوبة العمل فيه داخل المنزل استبدلته بالسيراميك.
وأشارت إلى أنها تقوم بأعمال الفسيفساء وحدها وهي مستمتعة بذلك بالرغم من الصبر والتركيز الكبيرين اللذين تحتاجهما هذه الأعمال.
وأوضحت أنها «بدأت في الحرف اليدوية منذ مدة طويلة وفي كل فترة كنت أتعلم شيئاً جديداً ومختلفاً لأنه في النهاية الحرف اليدوية جميعها تخدم الإنسان سواء بالحياة العملية أم بالشيء الذي تخصص فيه».
جبصين معتق
وقالت المشاركة في أعمال النحت رنا الحوري: «قدمت اليوم أعمال نحت بالجبصين المعتق، وفي البداية شكلتها باستخدام الصلصال ثم حولتها لجبصين باستخدام القالب، وأعمالي اليوم تتحدث بشكل خاص عن الأمومة والحالات النفسية المختلفة التي تمر بها المرأة بشكل عام».
وأضافت: «بالإضافة إلى موهبتي في الفن درست في معهد أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية وأمضيت أربع سنوات في النحت والرسم، لكن في النهاية أحببت النحت بشكل أكبر واختصصت فيه».
صيغة تراثية
وأوضحت الحرفية والمدربة في مجال الكروشيه وتدوير الأقمشة فرح سوقية أنها قدمت اليوم مجموعة من أعمالها التي تحمل صيغة تراثية مثل وسادات عنترة وعبلة، وأكياس القماش الصديقة للبيئة، ومسابل صنعت عن طريق تدوير الأقمشة، وأعمال بالضغط على النحاس، بالإضافة إلى وجود أعمال من وحي المناسبات والأعياد.
وعن الإقبال لشراء الأعمال اليدوية في ظل ثمنها المرتفع، قالت: «الأسعار ليست مرتفعة ولكن تكلفة المواد الأساسية التي نعمل بها باتت مرتفعة جداً، وهناك إقبال كبير بالحضور لكن الشراء قليل».