من قال إن الإثارة والمتعة والقوة واللمحات الفنية الجميلة مقتصرة على دوري سلة المحترفين فهو حتماً مخطئ لأن ما شاهدناه في دوري السيدات هذا الموسم كان جميلاً على صعيد النتائج الرقمية والمستوى الفني، فجميع الأندية تطور مستواها ولا نغالي كثيراً إذا قلنا بأن هناك خامات ومواهب قد ظهرت في بعض الأندية تبشر بالخير بمستقبل سلوي أنثوي مشرق، وهو دليل واضح على أن الأندية بدأت تعمل بشكل صحيح على اللعبة الأنثوية.
عموماً الدوري هذا الموسم كان بنكهة تنافسية جيدة وقوية ووصلت حرارة أغلب اللقاءات إلى درجة الغليان ولم يكن وصول فريقي الثورة والأهلي للنهائي بتلك السهولة، فالفريقان خاضا مباريات قوية وشاقة وممتعة.
لم يأت كلامنا عن قوة الفرق وتطورها هذا الموسم من عبث وإنما هو حقيقة، فهناك أندية تطورت بشكل كبير وأكبر دليل فريق أهلي حلب الذي عانى الأمرين الموسم الماضي للهروب من شبح الهبوط نراه اليوم يلعب في الدور النهائي بقوة ويزحف نحو اللقب بوتيرة سريعة وعالية، على حين أن الثورة بطل النسخة الماضية من البطولة أيضاً هو الآخر تأثر هذا الموسم من غيابات، لكن العمل الصحيح والمثمر لإدارة النادي نجحت في تأمين دكة احتياط جيدة ونسبته بالظفر باللقب كبيرة ووفيرة، أما فريق الوحدة فرغم خروجه من الدور نصف النهائي أمام الجلاء غير أنه يمتلك عناصر قوية ومهمة وسيكون له شأن كبير في المواسم القادمة، وكذلك الحال بالنسبة لفريق الجلاء الذي استعاد توازنه وعافيته هذا الموسم وخرج من الدور نصف النهائي بصعوبة أمام أهلي حلب، وهو يؤكد بأن السلة الزرقاء بدأت مشوار العودة لألقها بقوة وسيكون الجلاء من أقوى المنافسين على اللقب المواسم القادمة.
أما الحصان الأبيض للدوري فكان فريق بردى الذي قدم أداء جيداً وظهر بحالة ممتازة فردياً وجماعياً وتأهل للدور نصف النهائي عن جدارة واستحقاق لكنه اصطدم بجاره القوي الثورة.
مباراة البطولة
ستكون صالة الحمدانية بحلب في تمام الساعة الرابعة من عصر اليوم الأحد مسرحاً قوياً وشاهداً حياً على لقاء القمة الذي سيجمع سيدات أهلي حلب مع مثيلاتهن سيدات نادي الثورة بطلات الدوري الموسم الماضي في موقعة ينتظر أن يتجلى فيها كل عناصر القوة والإثارة واللمحات الفنية الجميلة والنكهة التنافسية، نظراً لما يتمتع به الفريقان من أوراق فاعلة ومؤثرة ومن لاعبات متميزات وماهرات قادرات عبر الحلول الفردية تقليص أي فارق، ومن ورائهن مدربان خبيران يجيدان قراءة مجريات اللقاء بشكل جيد.
أهلي حلب سيلعب على أرضه وبين وجمهوره وهو يمتاز باللعب السريع والدفاع الضاغط ولديه من الأوراق الفاعلة والمؤثرة الكثير، وستزج مدربته الخبيرة ريم الصباغ بكل أوراقها على أمل أن تكسب نقاط الفوز وتلعب بأريحية في لقاءي الفيحاء المقررين يومي الأربعاء والخميس القادمين..
على حين أن الثورة بطل الدوري فهو يعرف أن رحلته للشهباء ووصوله لنقاط الفوز لن تكون سهلة لأن سيواجه فريقاً كبيراً وعنيداً ويلعب بحماسة كبيرة وعالية، ومع ذلك الثورة يعد من أكثر الأندية استقراراً من الناحية الفنية ولديه مجموعة كبيرة من اللاعبات المنسجمات والمتناغمات اللواتي يلعبن مع بعضهن منذ سنوات وهن قادرات على تقديم وجبة سلوية جميلة وتحقيق نتيجة إيجابية جيدة.
اللقاء سيكون هجومياً وسيعتمد الفريقان على نجماته الأهلي أنا اصلانيان وجيهان مملوك وسمرة كامل، والثورة على العملاقة نورا بشارة وسيدار سيلمان وجيسيكا حكيمة وصانعة الألعاب المتألقة ستيفاني الأطراش.
وتبقى القراءة الصحيحة من قبل مدربي الفريقين لمجريات اللقاء الأثر الأكبر في حسم نتيجة اللقاء الأول.
الطريق للنهائي
تأهلت سيدات الثورة بعد أن تجاوزن محطة مثيلاتهن سيدات نادي بردى في الدور النصف النهائي عندما فزن عليهن ذهاباً وإياباً بواقع 95-47، 57-45، على حين تأهلت سيدات الأهلي بعد أن تجاوزن محطة جارتهن سيدات الجلاء حيث خسرن في اللقاء الأول 49-51، ونجحن في تحقيق الفوز في اللقاء الثاني 54-37، وتابعن مشوار تألقهن وفزن في اللقاء الفاصل بواقع 70-48.