وزارة التربية تشارك في مناقشة أخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التربية … الوزير طباع: أطلقنا محرك بحث تعليمي.. ومشكلة الذكاء التوليدي في التربية أن المحتوى ليس دقيقاً دائماً
| محمود الصالح
كشف وزير التربية دارم طباع عن قيام الوزارة مع مديرية المعلوماتية وإدارة المنصات التعليمية الإلكترونية بالمركز الوطني لتطوير المناهج التربوية بإطلاق محرك بحث تعليمي لتمكين المتعلمين من خلال الذكاء الاصطناعي التوليدي من الوصول إلى بناء المعرفة والمهارات المناسبة لتطوير قدراتهم، وتمكينهم من الوصول الآمن والموثوق إلى المعرفة والمهارات المطلوبة لتوفير القوى العاملة المؤهلة في المستقبل، وذلك بهدف تنظيم وتصنيف المعلومات على الإنترنت، ولضمان السلامة الإلكترونية لحماية المتعلمين من المحتوى الضار أو المضلل.
وأضاف وزير التربية خلال مشاركة سورية في مناقشة الإطار المعياري لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي في التربية والتعليم وذلك ضمن طاولة وزارية مستديرة افتراضية نظمتها اليونسكو وشارك فيها ١٧ وزيراً للتربية من دول العالم: لا شك أن التطور الحاصل في مجال استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم هو الأساس الذي سيبنى عليه تحويل التعليم، وخاصة أنه سيحول التعليم الشامل المتجانس إلى تعلم منتج ونوعي، مرتبط بميول المتعلم، وأسلوب التعلم والذكاء والرغبة في بناء نظام مهارات المعرفة لديه.
وأشار إلى أن مشكلة الذكاء الاصطناعي التوليدي في التربية تكمن في أن المحتوى الذي ينتجه ليس دقيقاً أو مناسباً دائماً، لأنه يأخذ بالحسبان الحقيقة بشكل محدود، ويمكن أن ينتج معلومات متحيزة على عكس نظامنا التعليمي العادي.
وبين طباع أن نظام التعليم التقليدي لدينا يعتمد على اكتساب الطلاب المعرفة والخبرة والقدرة الفكرية، والاستفادة من الفرص التي توفرها التكنولوجيا واستخداماتها بطريقة فعالة وآمنة ومناسبة، لإعداد الطلاب للمساهمة في المجتمع بطريقة تتناسب مع مكان العمل في المستقبل.
ونظراً لأن للتربية والتنشئة أهدافاً متعددة في بناء الشخصية الاجتماعية للمتعلم، قادرة على بناء نظام معرفي له يعزز هذه الشخصية، ويكون لديه المهارات الحياتية التي تجعله يمتلك القدرة على فهم ثقافات الناس وعاداتهم وتقاليدهم، والاندماج فيها، وفق أسس احترام التنوع الثقافي، والدخول السلس في سوق العمل المتغير والصعب، فإن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم رغم أهميته وحتميته لا يزال غير قادر على تحقيق أهداف التعلم المطلوبة.
وأكد وزير التربية أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في التعليم يعد ضرورة حتمية تتطلب تطوير خدمات شبيهة بالقدرات التربوية البشرية، تجعل المتعلم قادراً على المحاكاة العلمية المستمرة، وفق أسس تسمح له بتقديم بيانات ومعرفة مبنية على أسس علمية دقيقة، مع درجات قليلة من التحيز والخطأ، إضافة إلى توافر البيئة الاجتماعية والتعليمية المناسبة من الكوادر البشرية المؤهلة لتعزيز الجانب التربوي والاجتماعي للمتعلم ضمن بيئة بشرية تكنولوجية متجانسة تحقق التطور المنشود، من دون إخفاء ملامح بنية اجتماعية سليمة.