هل يتم تأمين متطلبات نجاح موسم الاصطياف في طرطوس لهذا العام؟ … أصحاب منشآت: أهمية رفع مستوى الدخل وتوفير حوامل الطاقة وتحسين الخدمات
| طرطوس - هيثم يحيى محمد
ما متطلبات نجاح موسم الاصطياف القادم وبما ينعكس بشكل إيجابي على العاملين فيه وعلى الاستثمار السياحي وعلى التنمية بشكل عام، ومن ثم ما المطلوب القيام به من الحكومة والجهات العامة التابعة لها لمصلحة القطاع السياحي ومنشآته حتى يتمكن من الاستمرار في تأمين خدماته والحفاظ على عماله وتسديد بدلات استثماره؟
هذه الأسئلة توجهنا بها لبعض الفعاليات السياحية في محافظة طرطوس وطلبنا إجابتهم عنها.
تقول ابتسام مرعي نائب رئيس غرفة سياحة طرطوس ومدير عام منتجع الهوليدي بيتش السياحي: في ظل الظروف التي مر بها بلدنا الحبيب سورية في الأعوام الماضية كانت هناك عوائق كثيرة في سير العجلة السياحية التي تعد من الصناعات المهمة عالمياً وتشكل رافداً مهماً في الدورة الاقتصادية للدول ومنها سورية ولكن في هذا الصيف وبعد الانفتاح على الدول العربية والدول الصديقة نأمل أن نجد تحسناً ملحوظاً في سير هذه العجلة من حيث قدوم الوفود السياحية أو القدوم كأفراد لزيارة المعالم الأثرية والسياحية التي تشتهر بها سورية، ولهذا نأمل من الحكومة تقديم تسهيلات تساعد على المضي قدماً بنا وبقطاع السياحة وهذه التسهيلات تتركز على حوامل الطاقة التي هي الأساس في عملية تشغيل المنشآت والمرافق السياحية وذلك من حيث مدة الوصل ومن حيث قيمة هذه الحوامل وينبغي على المؤسسات الحكومية العمل على تقديم هذه الحوامل بأسعار تشجيعية حتى لا تتحمل هذه المنشآت تكلفة كبيرة وإلى جانب ذلك ضبط أسعار المواد الداخلة في هذه الصناعة من مواد غذائية وتنظيفية وتخديمية حيث إن ارتفاعها أدى إلى تحمل أعباء إضافية تزيد الكلف الداخلة في التشغيل.
وعند ذلك تعود بمردود مادي كبير يعود بالنفع على اقتصاد بلدنا الحبيب ويساعد في نهوض العجلة الاقتصادية حيث إن هذه المرافق السياحية إضافة إلى لكونها مقصداً مهماً للرواد فهي أيضاً توفر فرص عمل لعدد كبير من الشباب ما يساهم في تخفيض نسبة البطالة في ظل هذه الظروف الراهنة وعلينا نحن كمنشآت سياحية أن نكون إلى جانب الحكومة يداً بيد لتأمين فرص عمل مهمة لأصحاب الخبرات للحد من هجرة هذه الكوادر المدربة والمؤهلة.
وكلما قدمت الحكومة المزيد من التسهيلات للمنشآت السياحية وتخفيض الكلف كلما عاد ذلك برفع الأجور لليد العاملة المدربة واستطعنا الحد من الهجرة.
وفي الختام كل الشكر للقائمين على هذا العمل ودمتم ودامت بلادنا بألف خير.
علي ديوب صاحب «موازييك» للاستثمار السياحي والمشغّلة لفندق ومطاعم روز ماري في الدريكيش قال: لاشك بأن التحديات كبيرة وكثيرة على جميع الصعد بشكل عام والصعيد السياحي بشكل خاص لكونه أول المتأثرين بالحرب وآخر المتعافين.
ومن ناحيتنا فقد قمنا بواجباتنا المهنية والعملية ووضعنا خطة عمل لتأمين جو الاستمرارية التي هي أهم مقومات النجاح في حال تبدلت الأوضاع العامة ولا يفوتنا ذكر اهتمام وزارة السياحة بهذا الشأن، فقد أوفد الوزير اختصاصيين بالخدمات السياحية (إطعام وإيواء) لتدريب كادر عمل الشركة بشكل أكاديمي ومهني واحترافي وكان انعكاس تلك الدورة واضحاً بشكل ملحوظ على أداء فريقنا.
وتبقى التحديات الأخرى التي هي من مفرزات الحرب ونتمنى أن تحل بأقرب وقت أولها موضوع الكهرباء وخاصة أن تكلفة تشغيل المنشأة بالكامل مكلف جداً ما بين مازوت وصيانة مولدات وهذا ينعكس على سعر الخدمة والمادة المقدمة وبالتالي تقل المبيعات في وقت نعاني فيه من أزمة اقتصادية حادة تمر فيها البلاد بالكامل.
كما أن فك القيود عن القروض السياحية وتقديم التسهيلات المصرفية يساعد بشكل كبير في تطوير العمل كما يساعد على ترجمة أفكار جديدة تخدم المشروعات السياحية.
وختم ديوب بالقول: نتمنى أن تنعكس التغيرات السياسية الإقليمية على بلدنا بالخير وتعود عجلة العمل وخاصة أن المواطن السوري مبدع وخلاق.
سليمان رمضان رئيس مجمع عروس البحر السياحي قال: أعتقد أن مقومات السياحة اقتصادية وخدمية وإعلامية فتحسين الوضع الاقتصادي بشكل عام مهم جداً وتوفر السيولة لتغطية متطلبات السياحة وتوفير ضروريات الحركة للسائح وهي البنزين والمازوت أكثر أهمية، والأمر الثاني يخص المستثمر وهو تأمين كل الخدمات للسائح وبالدرجة الأولى الكهرباء وحسن الاستقبال والنظافة والأمان والنشاط الإعلامي لجلب السياح وهذه ترتبط بالصدقية أي كل ما يقال إعلامياً يجب أن يكون حقيقة ملموسة.
وما يخص المجمع حالياً فقد تم البدء بإصلاح وتأهيل الشاطئ وتجهيز وصيانة كل المرافق (تراسات وأعمال الكهرباء وحدائق وأرصفة) وتم تأمين كمية جيدة من المازوت من أجل تشغيل المولدة ونعتبر أن المجمع بات جاهزاً لاستقبال الرواد.
ياسر موسى عضو مجلس إدارة غرفة سياحة طرطوس ومستثمر منشأة (غلاكسي) قال: من أهم المتطلبات لنجاح الموسم هو توفير حوامل الطاقة للقطاع السياحي بأسعار لا تزيد من تكاليف التشغيل وفِي هذا المجال يمكن القول إن التقنين الكهربائي طويل جداً ويصل حالياً إلى عشرين ساعة في اليوم وهذا لا يخدم السياحة، أما بالنسبة لمادة المازوت الضرورية لتشغيل مجموعات التوليد وتوفير الكهرباء فقد تم توفيرها في الفترة الأخيرة لكن بسعر مرتفع أدى إلى زيادة كل عناصر تكاليف التشغيل من دون استثناء وهذا يؤدي إلى تراجع نسب الإشغال في المنشآت السياحية بسبب ضعف الدخل عند نسبة كبيرة من المواطنين وهذا يطرح أهمية وضرورة تحسين مستوى المعيشة والوضع الاقتصادي وزيادة رواتب وأجور العاملين في الدولة.