بمشاركة سورية انطلاق مؤتمر طريق التنمية في بغداد … وزير النقل: نحن داعمون للطريق ونقترح أن يعبر الأراضي السورية ويصل إلى موانئ المتوسط لتخفيض التكاليف
| محمود الصالح
شاركت سورية في المؤتمر الدولي الذي يقام في العراق بعنوان طريق التنمية، إلى جانب دول جوار العراق ودول مجلس التعاون الخليجي، وترأس الوفد السوري وزير النقل زهير خزيم، الذي تحدث في المؤتمر بكلمة قال فيها: تعطي سورية كل الاهتمام لمدّ جسور التعاون والتواصل مع الأشقاء العرب والأصدقاء، ووجودنا اليوم في هذا الاجتماع التشاوري هو فرصة لنؤكد لكم دعمنا لمبادرة طريق التنمية، مباركين للأشقاء في العراق هذه الانطلاقة الاقتصادية والتنموية.
وأضاف وزير النقل: لنكون جميعاً مستفيدين من عوائد هذا الطريق الحيويّ ومزاياه التنموية الاقتصادية والتجارية والاجتماعية، فإنه من المهم أن نؤكد لكم أهمية الموقع الجغرافيّ لسورية كعقدة ربط دولية من خلال إطلالتها على البحر الأبيض المتوسط ومنافذها الحيوية مع دول الجوار، ونؤكد أيضاً حرصنا على إنجاز تكامل شريان الربط السككيّ الثلاثيّ بين سورية والعراق وإيران والخطوات الجدية التي تعمل عليها سورية في هذا المشروع لتطوير وإعادة تأهيل السكك الحديدية فيها، حيث ننظر إلى هذا التكامل على أنه واحد من الرهانات الأساسية لمواجهة التحديات الكبرى ضمن العديد من التوازنات الاقتصادية والاجتماعية التي تتشكل حالياً، حيث ننوه لكم بأهمية محور السكك الحديدية للنقل الدولي عبر سورية (شرق غرب) من الموانئ العراقية– القائم– البوكمال– حمص– الموانئ السورية، بطول 1300 كم منها (900 كم ضمن العراق و400 كم ضمن سورية)، يضاف إلى ذلك وجود مشروع مهم لطريقين سريعين في سورية (طريق شرق غرب: يربط الحدود العراقية عبر حمص مع ميناء طرطوس بطول 351 كم) – وطريق (شمال جنوب: يربط الحدود التركية شمالاً مع الحدود الأردنية جنوباً عبر حلب وحمص ودمشق بطول 432 كم).
ولفت وزير النقل إلى مقارنة بسيطة وهي أن المسافة بين كلّ من ميناء الفاو وميناء مرسين تبلغ نحو 2200 كم، منها 1200 كم ضمن الأراضي العراقية، في حين تبلغ المسافة المباشرة من ميناء الفاو إلى ميناء طرطوس نحو 1300 كم.
وبين خزيم أن مشروع الربط السككي أو مشروع الطريقين (شمال جنوب وشرق غرب) يضمنان وصول البضائع من جنوب العراق إلى البحر الأبيض المتوسط بمسافة أقصر. كل ذلك وعلاوة على ما تم تهيئته من مناخ استثماريّ وقوانين تحفيزية في سورية تشجع على الشراكات الإستراتيجية وتخلق نشاطاً وانفتاحاً اقتصادياً، وتنمية مستدامة؛ يدفعنا إلى عرض مقترح عبور هذا المسار عبر سورية وربط ميناء الفاو مع الموانئ السورية على البحر الأبيض المتوسط.
وتابع قائلاً: إن مرور المسار عبر سورية يحقق استدامة ومزايا إستراتيجية أكبر للعراق الشقيق، كما تستفيد منه دول الخليج العربية ودول الجوار عبر نقل وشحن منتجاتها وبضائعها إلى الدول الأوروبية وينشّط حركة الترانزيت محلياً وإقليمياً ويضمن ربط الموانئ البحرية والجافة، ومن ناحية أخرى، فإن المسار المطروح، سيواجه إشكالية (التضاريس) الجغرافية الصعبة والوعرة عند الحدود الشمالية للعراق وذلك مقارنة مع المسارات البديلة في حال عبوره الأراضي السورية، حيث ستخفف سهولة التضاريس في الأراضي السورية بشكل كبير ونوعي من (التكاليف- الوقت للمسافر ولنقل البضائع- الجهد والعبء المادي والجسدي للعابرين عليه)، وهذه تكاليف يومية آنية لا بد من دراسة جدواها الاقتصادية وما توفره، عدا تكاليف التنفيذ والصيانة والخدمات التي ترافق المسار.
وبناء عليه، فإن تجاوز هذه التحديات والنقاط الصعبة في المشروع بمساره المقترح وعبوره عبر الأراضي السورية سيحقق جدوى اقتصادية أنفع وأشمل وأكثر استدامة، ويسمح بانسيابية حركة النقل بكل أنماطه بين بلداننا وهذا له منعكسات إيجابية على شعوب المنطقة برمّتها.
وتمنى وزير النقل أن ينال المقترح السوري قسطاً من النقاش، مبدياً استعداد سورية من خلال جميع الفرق الفنية للتباحث والتحليل بالأرقام التكاليف والجدوى والأهمية الاقتصادية والإستراتيجية وصولاً للمسار الذي يخدم الغاية التي صمّمّ من أجلها هذا الطريق، متطلعين دائماً لتحقيق كل أشكال التعاون والتكامل بين شبكات النقل لما فيه خير لشعوبنا وبلداننا.
والتقى وزير النقل نظيره الإماراتي على هامش مؤتمر طريق التنمية ببغداد.
وبحث خزّيم مع وزير الطاقة والبنية التحتية الاماراتي سهيل المزروعي سبل دعم علاقات التعاون في قطاعات النقل المختلفة وتعزيزها بما يخدم الشعبين الشقيقين .
وأعرب خزّيم خلال اللقاء عن شكره لموقف الإمارات العربية المتحدة والمساعدات الإنسانية التي قدمتها للحد من تداعيات كارثة الزلزال.
بدوره أكد الوزير المزروعي أهمية تعزيز التعاون في مجالات النقل بين البلدين، معرباً عن سعادته بمشاركة سورية في مؤتمر طريق التنمية ببغداد وتطلعها الدائم لتعزيز التعاون والتنسيق المشترك.
حضر اللقاء سفير الجمهورية العربية السورية في العراق صطام الدندح.