وسط محاولة كلا المرشحين استقطاب الشارع مع لعب أوراق سياسية أهمها اللاجئون … ترقب لجولة الحسم في الانتخابات التركية اليوم بين أردوغان وكيليتشدار أوغلو
| وكالات
يدلي الناخبون الأتراك بأصواتهم اليوم في جولة الحسم للانتخابات الرئاسية بين الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كيليتشدار أوغلو، في حين اختتمت مساء أمس الحملات الانتخابية لكل الأطراف وبدأ الصمت الانتخابي الذي يستمر حتى مساء الأحد وسط حشد كل من المرشحين أنصارهما، مع لعب كل طرف أوراقاً سياسية بهدف كسب تأييد الناخبين ولاسيما مسألة اللاجئين السوريين.
وتبدأ عملية الاقتراع في الجولة الثانية الساعة 8 صباحاً بالتوقيت المحلي وتغلق أبواب مراكز الاقتراع الساعة 5 مساء كما كان الحال في الجولة الأولى التي لم يتمخض عنها فوز أي من المرشحين بالنسبة المطلوبة لحسم الانتخابات وهي أكثر من 50 بالمئة.
ويتنافس في الجولة الثانية من الانتخابات، المرشح الرئاسي عن «تحالف الشعب» الحاكم، أردوغان، والمرشح الرئاسي عن «تحالف الأمة» المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو.
ويدلي الناخبون بأصواتهم في أكثر من 191 ألف صندوق اقتراع، في 973 منطقة و1094 مجلساً انتخابياً في جميع أنحاء البلاد، إذ يحق لنحو 61 مليون ناخب التصويت في الداخل في حين يبلغ عدد الناخبين الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الخارج نحو 3 ملايين و500 ألف.
ووفق وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية فإن عدد من صوت في الانتخابات في الخارج والتي انتهت في الرابع والعشرين من الشهر الجاري بلغ مليوناً و912 ألفاً و30 ناخباً منذ انطلاق التصويت في دول إقامتهم على حين من المقرر أن تتواصل عمليات التصويت في المعابر الجمركية حتى الخامسة من مساء اليوم.
وحسب وسائل إعلام تركز الأطراف السياسية في هذه الحملات، على استقطاب ثلاث فئات رئيسية، هي الشباب، وخاصة الذين يصوتون للمرة الأولى في انتخابات هذا العام وفئة الذين امتنعوا عن التصويت بالجولة الأولى، ونسبتهم تقريباً 11 بالمئة ممن يحق لهم الاقتراع، وعددهم نحو 10 ملايين ناخب إضافة إلى فئة «القوميين المتشددين» الذين باتوا عنصراً مؤثراً بالمعادلة الانتخابية.
وخلال الحملات الانتخابية لكلا المرشحين، طغى ملف اللاجئين على الحملات الانتخابية، على كل الملفات الأخرى، التي تراجعت رغم أهميتها، كالاقتصاد والسياسة الخارجية.
وخلال الجولة الأولى التي جرت في الرابع عشر من الشهر الجاري، حصل أردوغان على نسبة 49.52 بالمئة، في حين حصل كيليتشدار أوغلو على نسبة 44.88 بالمئة من أصوات الناخبين، وكان المرشح الثالث الخاسر بالانتخابات وهو سنان أوغان مرشح «تحالف أتا» أي «الأجداد»، قد حصل على 5.17 بالمئة من أصوات الناخبين.
وحسب الهيئة العليات للانتخابات في تركيا فقد وصلت نسبة المشاركة بالجولة الأولى من الانتخابات إلى نحو 89 بالمئة، ويتوقع مراقبون أن تكون نسبة المشاركة بجولة الإعادة، اليوم مرتفعة أيضاً، في حين سعت كل الأطراف السياسية في تركيا، لتحفيز الناخبين بكل فئاتهم، ويحدوهم الأمل بأن تكون نسبة المشاركة بالتصويت مرتفعة.
في الأثناء، قال أردوغان توبراك، عضو البرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري المعارض: إن أنصار مرشح المعارضة كيليشدار أوغلو يتوقعون إقبالاً قياسياً للناخبين في الجولة الثانية، حسب موقع «روسيا اليوم».
وأضاف توبراك، الذي يعمل كذلك كمستشار لدى مرشح المعارضة: «نحن نتوقع مشاركة كبيرة جداً من الناخبين، وبشكل أكبر من الجولة الأولى».
وقال: «أثناء التصويت في الجولة الثانية خارج البلاد، تم تسجيل نسبة إقبال قياسية، حيث جاء عدد أكبر من الناخبين إلى مراكز الاقتراع أكثر من الجولة الأولى وهذا هو المعيار الأهم في الانتخابات التركية».
ووفقاً له لتوبراك، زادت المعارضة من عدد المراقبين في كل مركز اقتراع، مقارنة بالجولة الأولى.
بموازاة ذلك، أعلن نائب رئيس حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي طيب تمال أمس وفق قناة «الميادين» أن كيليتشدار أوغلو قدم لحزبه ضمانات وأنّ الأخير رفض الترحيل القسري للاجئين، مؤكداً أن حزبه سيعمل على لم شمل المعارضة من أجل «إسقاط» أردوغان في الانتخابات.
وقال تمال: إن «المشاركة الكبيرة غير المسبوقة في الخارج ستكون نفسها في الداخل يوم الأحد»، مضيفاً: إن «الناخبين الكرد سيزحفون نحو صناديق الاقتراع للتصويت لكيليتشدار أوغلو أمام الرئيس رجب طيب أردوغان».
واعتبر أن «تركيز كيليتشدار أوغلو على قضية اللاجئين والقومية في هذه الجولة، خلق نوعاً من التوتر لدى الناخبين الكرد».
وكشف تمال حسب «الميادين» أن «كيليتشدار أوغلو قدم لنا (حزب الشعوب الديمقراطي) ضمانات بخصوص تحالفه مع أوميت أوزداغ وأبلغناه رفضنا الترحيل القسري للاجئين».
وأشار إلى أن «سياسات الحرب التي انتهجها أردوغان في سورية هي التي أدت إلى أزمة اللاجئين»، لافتاً إلى أنه «كلما بقي أردوغان في السلطة الأمور ستتدهور أكثر فأكثر».
أما بالنسبة إلى عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، شدد تمال على أنها «يجب أن تكون طوعية مع توفير أبسط مقومات الحياة لهم».
وأكّد تمال قائلاً: «سنعمل على لم شمل المعارضة على نحو أكبر، من أجل إسقاط أردوغان في الانتخابات».
واعتبر أن «أردوغان هو الذي يحكم، وهو الذي جاء إلى تركيا بنظام شمولي يفرض رأي الرجل الواحد»، وأنه «يريد الحفاظ على كرسيه مهما كلّف الأمر»، ورأى أن الإعلام التركي «يخضع لإشراف إردوغان نفسه»، وهناك محاولات «لإحباط الحملات الدعائية لكيليتشدار أوغلو»، وفق تعبيره.
وقال نائب رئيس حزب «الشعوب الديمقراطي» التركي إلى أن «التضليل مستمر ضد كيليتشدار أوغلو، وهو يحصل كلما رأوا أن أردوغان يفقد من شعبيته».