شهدت العاصمة السودانية بعض الهدوء صباح أمس السبت في ظل هدنة تستمر سبعة أيام أدت على ما يبدو إلى تقليل الاشتباكات بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، غير أنها لم تتم خلالها حتى الآن المباشرة بتوزيع المساعدات الإنسانية المنتظرة لملايين المحاصرين في العاصمة.
وتهدف الهدنة التي وقعها طرفا الصراع ودخلت حيز التنفيذ يوم الإثنين الفائت لضمان ممر آمن للمساعدات الإنسانية والتمهيد لمحادثات أوسع نطاقاً برعاية الولايات المتحدة والسعودية.
وحسب موقع «سكاي نيوز»، قال شهود، أمس: إن الخرطوم تشهد بعض الهدوء، على الرغم من ورود أنباء عن اشتباكات متفرقة خلال ليل أول من أمس الجمعة.
واتهمت قوات «الدعم السريع» في بيان لها الجيش بانتهاك الهدنة وشن ضربة جوية دمرت شركة سك النقود، بعد اتهام الجيش لها أول من أمس باستهداف الشركة نفسها.
إلى ذلك قال مصدر في الجيش السوداني: إن استخبارات منطقة البحر الأحمر شرق السودان صادرت أسلحة قادمة من دولة أجنبية، وفي تلك الأثناء نددت قوات الدعم السريع بقرار القوات المسلحة دعوة العسكريين المتقاعدين للعودة إلى صفوفها وتسليح جميع القادرين.
وقال المصدر السوداني: إن الاستخبارات ضبطت الأسلحة والذخائر المهربة جنوبي محلية سواكن في ولاية البحر الأحمر، مشيراً إلى أنها رصدت نشاط مجموعة بشرق السودان تعمل في تهريب السلاح.
وأضاف: إن الاستخبارات لاحقت المسؤولين عن إدخال الأسلحة والذخائر في المناطق الشرقية، مبيناً أنهم كانوا ينقلونها إلى «المتمردين»، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
في غضون ذلك، قالت قوات الدعم السريع في بيان صدر في وقت متأخر من مساء أول من أمس: إن «بدء إعلان التعبئة العامة وحمل السلاح للقادرين يعكس بجلاء يأس وتخبط الانقلابيين وفشلهم في مواجهة قواتنا بميدان المعركة ومحاولة الاحتماء بالمواطنين الأبرياء للقتال نيابة عنهم بدلاً من المحافظة على سلامة وأمن المواطنين العزل».
جاء ذلك بعدما دعا وزير الدفاع السوداني الفريق ياسين إبراهيم ياسين العسكريين المتقاعدين للتوجه إلى أقرب وحدة عسكرية اعتباراً من يوم غد الإثنين، في خطوة قال المتحدث باسم الجيش إنها «استدعاء طوعي».
من جانبه دعا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأمم المتحدة إلى تغيير مبعوثها للسودان فولكر بيرتس، معتبرا أن الأخير شجع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو «حميدتي» على «التمرد».
وحسب موقع «سبوتنيك» قال البرهان في رسالة بعثها الجمعة، إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: وجود فولكر بيرتس على رأس البعثة الأممية لا يساعد بتنفيذ تفويض بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان «يونيتامس».
وأضاف البرهان: نطلب اختيار بديل لبيرتس حفاظاً على العلاقة بين الأمم المتحدة والسودان، متهماً رئيس البعثة بممارسة التضليل في تقاريره بزعمه أن هناك إجماعا حول الاتفاق الإطاري، واعتبر أنه ما كان لـ«حميدتي» أن يتمرد لو لم يجد إشارات تشجيع من أطراف بينها بيرتس.
وأدى الصراع الذي اندلع في 15 نيسان إلى مقتل أكثر من 800 مدنياً على الأقل ونزوح 1.3 مليون سوداني عن ديارهم إما إلى الخارج وإما إلى مناطق أكثر أمنا داخل البلاد.
ويعاني من بقوا في الخرطوم انهيار الخدمات مثل الكهرباء والمياه وشبكات الاتصالات، في حين ينهب اللصوص المنازل، ومعظمها في الأحياء الميسورة.
وقالت الشرطة السودانية إنها توسع نطاق انتشارها واستدعت أيضاً القادرين من رجالها المتقاعدين للمساعدة.
وتقول وكالات الإغاثة إنها، على الرغم من الهدنة، تجد صعوبة في الحصول على الضمانات الحكومية والأمنية لنقل المساعدات والموظفين الموجودين في مناطق أكثر أمانا بالبلاد إلى الخرطوم وغيرها من المناطق الساخنة.