سورية

حظيت باهتمام كبير من الحكومة السورية عبر اتخاذ إجراءات حثيثة لرعايتهم … تقرير يصف مسألة الأطفال عديمي الجنسية في مناطق «النصرة» و«قسد» بـ«الكارثة»

| وكالات

وصف تقرير مسألة الأطفال عديمي الجنسية في المخيمات التي تديرها ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» شمال شرق سورية وتلك التي يسيطر عليها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي شمال غرب البلاد بأنها «كارثة»، في الوقت الذي حظيت فيه هذه المسألة باهتمام كبير من الحكومة السورية عبر اتخاذ إجراءات حثيثة لرعاية الأطفال مجهولي النسب على جميع أراضي الجمهورية العربية السورية.
وحسب التقرير الذي نشرته وكالة «نورث برس» الكردية التابعة لـ«قسد»، فإن الأطفال عديمي الجنسية «معضلة كارثية طويلة الأمد خلفتها التنظيمات المتشددة في سورية، ففي مخيمي «الهول» و«الربيع» في ريف الحسكة وعدة مناطق أخرى في شمال شرق سورية إضافة إلى إدلب التي يسيطر تنظيم «النصرة» على مساحات واسعة منها، «آلاف الأطفال خلقوا عديمي الجنسية، وهم أبناء لوالدين أجانب أو على الأقل من أبٍ أجنبي دخلوا إلى سورية بطرق غير شرعية منذ عام 2012 بهدف «الجهاد»، أي الانضمام لمجموعات متطرفة بمختلف مسمياتها، وأخذوا لأنفسهم زوجات أو أزواجاً بطرق غير رسمية.
ووفق التقرير فإنه وفق إحصائية توصل إليها قسم الرصد والتوثيق في «نورث برس»، فإن عدد الأطفال عديمي الجنسية في مخيمات شمال شرقي سورية أكثر من 7 آلاف طفلٍ، كما يتوزع الأطفال لآباء من جنسيات غير السورية، تم إخراجهم من «مخيم الهول»، على النحو التالي: 30 طفلاً في الرقة و20 في الطبقة من أصل 300 طفل عائد من «مخيم الهول»، وما يقارب من 200 طفل في دير الزور، في حين في الحسكة لم تتمكن لجان حل النزاعات من الوصول إلى إحصائية الأطفال.
وفي إدلب حيث الانتشار الواسع لتنظيم «النصرة» الإرهابي، فقد رجحت وفق التقرير ما تسمى «هيئة الشؤون الاجتماعية» للتنظيم وجود أكثر 5 آلاف طفل.
وأشار التقرير إلى أن «قسم الرصد والتوثيق» حصل مما يسمى «مكتب شؤون المقاتلين الأجانب» التابع لـ«النصرة» على وثائق سرية تفيد بوجود أجانب رجالاً ونساءً في شمال غرب سورية منضمين لجماعات متطرفة، ما يعني وفق التقرير أن أعداد أطفال عديمي الجنسية في تزايد مستمر.
وذكر أنه وفق إحصائية حصل عليها القسم من «المكتب»، هناك أكثر من 2500 مسلح أجنبي ضمن صفوف «النصرة»، إضافة لوجود أكثر من 2000 أجنبي ضمن فصائل أخرى، وينحدر هؤلاء من جنسيات مختلفة منها الأوروبية والروسية والشيشانية والباكستانية إضافة للعربية من دول مختلفة ومن دول شمال إفريقيا.
وتفيد الإحصائية وفق التقرير بوجود نحو 900 أجنبية في إدلب، بعضهن فقدن أزواجهن وتزوجن من مسلحين ومتزعمين سوريين، بسبب انعدام إمكانية العودة لبلادهن الأصلية.
يقابل ذلك اهتمام كبير من الدولة السورية بشؤون الأطفال عديمي الجنسية، إذ أصدر الرئيس بشار الأسد في الرابع عشر من كانون الثاني الماضي مرسوماً تشريعياً يتعلق بتنظيم شؤون الطفل مجهول النسب ورعايته، وبتهيئة الظروف الملائمة لنموه السليم والبيئة الداعمة لتربيته وتعليمه.
ويحمل المرسوم حالة متطورة للدور الموكل للمؤسسات الرسمية من جهة، ولـمكونات المجتمع الأهلي من جهة أخرى، تجاه الأطفال مجهولي النسب، وذلك من خلال إحداث هيئة عامة مسؤولة عن رعايتهم، تسمى «بيوت لحن الحياة» تعدّ المرجعية الاجتماعية بكل ما يتعلق بالأطفال مجهولي النسب على كل أراضي الجمهورية العربية السورية.
ويكرّس المرسوم مفهوم الرعاية البديلة أو ما سماه «الإلحاق»، والتي تهدف إلى توفير العيش لهؤلاء الأطفال ضمن بيئة بديلة من عائلته الطبيعية تربيه وتحميه وترعاه وتعزز قدراته، حيث تتولى «بيوت لحن الحياة» توفير خيارات الرعاية البديلة التي تتلاءم مع احتياجات الطفل المجهول النسب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن