غادر السفير القطري محمد العمادي رئيس لجنة إعادة إعمار غزة، إسرائيل متوجهاً إلى قطر، دون تسجيل أي اتفاقيات بشأن توزيع المنحة الشهرية على غزة.
وتداول بعض من المواقع الفلسطينية أخباراً خاصة تشير إلى أن السبب الرئيسي وراء تعطل صرف المعونة المالية هو بعض من الجوانب، ومنها إضافة عدد من الأسماء الجديدة في قائمة الكشوف المالية المستحقة للمنحة المالية، فضلاً عن تغيير سير النفقات المالية للكثير من المستحقات، بحيث تصل إلى دوائر معينة وخاصة تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
ومن هنا تصاعدت حده الأزمة بين الجانبين، وتأكد ذلك مع تواصل مفاوضات العمادي مع الاحتلال لعدة أيام من دون فائدة تذكر، الأمر الذي يشير إلى إصرار الإسرائيليين على مطالبهم.
لقد بات واضحاً أن القيادات الأمنية في كيان الاحتلال غير معنية بتحقيق الرضا لحماس، والأهم من هذا أن أي تصديق على الأسماء الجديدة الموجودة في قائمة المستحقين لنيل المعونة القطرية يجب أن يحظى بدعم إسرائيل.
من هنا تصاعدت على ما يبدو حدّة هذه الأزمة، وبات الحديث حالياً عن بعض من التوقعات الناجمة عن عدم صرف المنحة، وهي كالتالي:
1- إمكانية اشتعال الوضع من جديد في غزة، والحديث هنا بحسب رصد تقارير صحفية غربية، يتعلق بتسخين الموقف بالتظاهرات أو التصعيد الأمني والاحتجاج، دون الحاجة إلى التصعيد بالصواريخ أو بالعمليات الداخلية.
2- تصاعد الحديث من جديد عن إمكانية عودة عمليات الإرباك الليلي الفلسطيني على حدود غزة وإسرائيل.
3- الاستعداد للحديث عن ربط ما يجري في غزة بالتطورات في لبنان، ومناورات حزب اللـه تحديداً.
4- التركيز على أن إخفاق صرف المنحة يتسبب بمشاكل لإسرائيل.
5- التركيز على أن الاحتلال هو السبب لأنه فرض شروطاً جديدة لتلقي المنحة.
غير أن السؤال الدقيق الآن: ما السبب وراء إصرار القيادات الإسرائيلية على معاقبة حركة حماس ورفض الموافقة التامة على الشروط التي وضعتها الحركة لصرف الأموال؟
بات واضحاً أن كشف عناصر جهاز «الشاباك» الإسرائيلي مواصلة حركة حماس طريقها للمقاومة، وتجنيد عدد من عرب إسرائيل للقيام بعمليات في الداخل له ثمن، وهو الثمن الذي أصرت عناصر «الشاباك» على أن تدفعه حماس الآن، ما يزيد من دقة الأزمة الحالية.
خلال الفترة الأخيرة تم القبض على شاب من أم الفحم للاشتباه في نيته القيام بعمليات تفجيرية، بعد أن تم تجنيده في الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، ونبهت مصادر إسرائيلية على أن هذا الشاب قدم إلى إسرائيل معلومات خاصة تتعلق ببعض من المواقع العسكرية داخل إسرائيل، ومنها وزارة الدفاع وبعض من المواقع العسكرية الأخرى.
عموما بات واضحاً أن هناك حواراً أمنياً ساخناً الآن بين المقاومة الفلسطينية المتمثلة في حركة حماس وكيان العدو، وهو الحوار الذي انعكس في التعاطي مع العمادي، الأمر الذي يفتح الباب نحو الكثير من التوقعات الإستراتيجية المتعلقة بتداعيات هذا الحوار.