أبو عبد الله: المقاربات القديمة لن تكون ضمن أولوياته.. قصارجيان: لا تحولات مفاجئة في سياسته المستقبلية … أردوغان يحسم الانتخابات الرئاسية لمصلحته بفوز صعب على كيليتشدار أوغلو
| سيلفا رزوق
حسم الرئيس التركي المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان نتائج الانتخابات الرئاسية التركية لمصلحته وحقق انتصاراً صعباً على منافسه كمال كيليتشدار أوغلو، ليفوز بولاية رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات بحصوله وفق نتائج غير رسمية على أكثر من 52 بالمئة من أصوات الناخبين في جولة الإعادة، في حين حصل منافسه على ما يفوق الـ 47 بالمئة، وذلك بعد فرز أكثر من 99 بالمئة من الأصوات.
وفور الإعلان عن فوز أردوغان تصدرت الملفات الإقليمية والداخلية العالقة وكيفية التعاطي التركي المستقبلي معها كل العناوين، لاسيما ما يخص ملفي سورية واللاجئين وما يرتبط بتداعيات الحرب الأوكرانية، وكيفية التعاطي مع المتغيرات الإقليمية والدولية القائمة.
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق بسام أبو عبد الله، رأى في تصريح لـ«الوطن»، أن الملف السوري سيشكل أحد أولويات المتابعة الإقليمية في المرحلة القادمة، مشيراً إلى أن أردوغان لديه التزامات مع الجانب الروسي والجانب الإيراني فيما يخص سورية وإعلانه الانتخابي بأنه لن ينسحب من الأراضي السورية سيعني بأن أبواباً ستغلق عليه من الشمال إلى الجنوب وهو لن يستفيد بالتالي من بوابة الخليج التي ستبقى مغلقة، ومن مصلحته إعادة ترتيب ملفات العلاقات مع سورية وهو سيسير بالضرورة بهذا الاتجاه.
وحسب أبو عبد اللـه فإن هناك عوامل متحولة مرتبطة بالملف السوري من ضمنها عودة سورية للجامعة العربية، وعودة العلاقات السورية- السعودية وهذه العوامل ستجبر أردوغان على أن يسعى لتطبيع العلاقات مع سورية، لاسيما أن فيها أبعاداً اقتصادية هو بحاجة لها فالوضع الاقتصادي لتركيا متراجع ويحتاج لجرعات كبيرة من دول الخليج كانت قدمتها السعودية والإمارات وقطر كما قدمتها روسيا.
واعتبر أبو عبد اللـه أن المقاربات القديمة بما يخص الإخوان المسلمين لن تكون ضمن أولوياته في المرحلة القادمة، فمشروع الإخوان المسلمين بالأساس التغى ولن تفيده الميليشيات التي أسسها في شمال سورية ولا جبهة النصرة إذا أراد أن ينظر من منظار المشاريع المستقبلية الاقتصادية الكبرى التي يُشتغل عليها في المنطقة اليوم.
بدوره اختلف الصحفي المتخصص بالشأن التركي سركيس قصارجيان في تصريح مماثل لـ«الوطن» بقراءته لكيفية تعاطي أردوغان مع الملف السوري، واعتبر أن هذا الفوز سيعطي دافعاً أكبر له ليتشدد، ولكن بالمقابل هناك الدعم الروسي الذي يمكن القول إنه كان أحد العناصر التي أدت إلى فوزه وبالتالي هذا التشدد المتوقع حيال دمشق سوف يقابله محاولات روسية لفرملته إن صح التعبير.
ولن يعادي أردوغان حسب قصارجيان، الولايات المتحدة، لأن تركيا اقتصادياً في وضع صعب جداً، وبالتالي لن يذهب بخيارات صدامية مع الولايات المتحدة أو حلف الاطلسي لكن علاقته الوثيقة مع روسيا وإيران ستستمر وكذلك مع دول الخليج، التي كانت نوعاً ما متضامنة معه أو تؤيد فوزه، كذلك ستبقى علاقته مع الدول الغربية أيضاً بهذا الشكل.
وختم قصارجيان بالقول: «توجد توقعات بأن يكون هناك بعض التشدد بالملف السوري وأعتقد أن هذه السياسة مرجحة ولن تتغير كثيراً لأن مشكلة اللاجئين مازالت مستمرة والمشكلة الاقتصادية مازالت مستمرة والضغوطات الروسية الإيرانية عليه ستستمر والأجواء الإقليمية لن تسمح له بتصعيد التوتر مع دمشق، وبالتالي لا أرى تحولات مفاجئة أو كبيرة في سياسته المستقبلية».